يمن إيكو|تقرير:
بقيادة الذهب والفضة، واصلت المعادن النفيسة مسارها الصعودي، مختتمة تداولات الأسبوع أمس الجمعة على مكاسب، مدعومة بمسار التوترات الجيوسياسية، وضعف الدولار، وانخفاض سيولة السوق، وسط توقعات باستمرار ارتفاع أسعارها في 2026م، وفقاً لما نشرته وكالات الأنباء الدولية ورصده موقع “يمن إيكو”.
وفيما سجل الذهب أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4549.71 دولار، للأوقية (الأونصة) قفزت الفضة بنسبة 9% لتسجل مستوى قياسياً جديداً عند 78.53 دولار، وبلغ البلاتين مستوى قياسياً عند 2454.12 دولار بعد ارتفاعه بنسبة 10%. وسجل البلاديوم مكاسب بأكثر من 14% في المعاملات الفورية، وبلغ سعره في آخر التعاملات 1924.03 دولار.
ومع استمرار العوامل الداعمة، ارتفعت أسعار الفضة نحو 158% منذ بداية العام 2025، والذهب 72% تقريباً، وذلك بدعم بتصاعد التوترات الجيوسياسية، وضعف الدولار، وانخفاض سيولة السوق، وتراجع الدولار، وإقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة.
وأكدت منصة “أرقام” أن مؤشر الدولار انخفض أمس الجمعة إلى 97.96 ويتجه لتكبد خسارة سنوية 9.9%، وهو ما يمثل أكبر انخفاض سنوي له منذ عام 2003، مشيرة إلى أن الدولار الأمريكي شهد أسوأ أداء أسبوعي له منذ يونيو الماضي، في وقت تراجعت عوائد سندات الخزانة.
وانخفض مؤشر “بلومبرغ” للدولار- الذي يعبر عن قيمة العملة الخضراء مقابل سلة من العملات الأخرى- بنحو 0.80% منذ بداية الأسبوع، وبنحو 8% هذا العام، وهو ما يعد أكبر انخفاض سنوي له منذ عام 2017م.
ويرى المحللون أن تجاوز الفضة في مسار ارتفاع أسعارها للرنان الأصفر، يرجع إلى دخولها في صلب سلاسل التوريد العالمية، بدءاً من الإلكترونيات والألواح الشمسية وصولاً إلى طلاءات الأجهزة الطبية، وهو أثبته معهد الفضة (اتحاد صناعي دولي) الذي أكد أن الطلب العالمي على الفضة تجاوز إنتاج المناجم لخمس سنوات متوالية.
وقال دانيال تقي الدين، الرئيس التنفيذي لمجموعة سكاي لينكس كابيتال: إن “التوترات الجيوسياسية المتصاعدة استمرت في دعم الطلب على أصول الملاذ الآمن”، بما في ذلك الذهب والفضة، وأضاف تقي الدين في تصريح لوكالة بلومبيرغ، أنّ انخفاض السيولة في السوق مع نهاية العام يُضخّم تقلبات الأسعار.
وقال كيلفن وونغ محلل السوق لدى أواندا إن “عوامل الزخم والمضاربات كانت القوة الدافعة وراء ارتفاع الذهب والفضة منذ أوائل ديسمبر الجاري، وتضافرت عوامل ضعف السيولة في نهاية العام وتوقعات الخفض المطول في أسعار الفائدة الأمريكية وضعف الدولار وتصاعد المخاطر الجيوسياسية لدفع المعادن الثمينة إلى مستويات قياسية جديدة”.
وأضاف، أنه “بالنظر إلى النصف الأول من عام 2026، قد يتحرك الذهب نحو مستوى 5000 دولار، في حين يمكن للفضة أن تصل إلى حوالي 90 دولاراً”، حسب ما نقلته “رويترز”.
وتوقع ديفيد ميريكل، الخبير الاقتصادي لدى غولدمان ساكس الأربعاء الماضي، “أن تجري اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة خفضين آخرين بمقدار 25 نقطة أساس ليصل معدل الفائدة إلى ما بين ثلاثة و3.25%. ولكننا نرى أن المخاطر تميل إلى الانخفاض”، مرجعاً ذلك إلى تباطؤ التضخم.
وتترقب الأسواق حالياً خفضين في أسعار الفائدة العام المقبل، بسبب توقعات اتباع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) نهجاً أكثر تيسيراً، مما يقدم دعماً قوياً للأصول التي لا تدر عائداً، مثل الذهب.
وحسب المراقبين، فقد مر الدولار بعام مضطرب إذ تذبذب بقوة بفعل الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب والتي أشعلت أزمة ثقة بالأصول الأمريكية في وقت سابق من العام، فيما أثار تنامي نفوذ ترامب على الاحتياطي الاتحادي أيضاً مخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news