من حرّر الأرض يُهان… ومن لم يُطلق رصا.صة يتحكّم بالمصير

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 44 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
من حرّر الأرض يُهان… ومن لم يُطلق رصا.صة يتحكّم بالمصير

بينما يقف الجنود على تخوم النار يواجهون الموت بصدور عارية، يقف القادة في القصور بين موائد عامرة، يتباهون بنصر لم يصنعوه. هناك رجال يذوبون جوعًا في الجبهات، وهنا آخرون يغطون أنفسهم بترف السلطة. مأساة وطنٍ نُكسَت رايته على أيدي من ادّعوا حمايته، وامتحان شرفٍ فشل فيه الكثير ممن رفعوا شعار "القضية" ونسوا من ضحّى لأجلها.

أيّ منطقٍ هذا الذي يجعل الجندي الذي حرّر الأرض، وواجه الموت في ميادين القتال، يعيش اليوم بلا راتبٍ لثلاثة أشهر، بينما من لم يُطلق رصاصةً واحدة يتنعم في القصور ويتقاضى الملايين؟ أين العدل وأين الكرامة التي تتحدث عنها قيادة المجلس الانتقالي وهي تتباهى بالنصر والسيادة، في حين أن جنودها الحقيقيين يتضورون جوعًا في الخطوط الأمامية؟

الجندي الجنوبي الذي حرّر الأرض وسقى ترابها بدمه، يبحث اليوم عن لقمة لأطفاله كما يبحث عن الماء في الصحراء. قاتل الأمس أصبح فقيرًا، والمحرر مهمش، بينما من لم يشارك في معركة يعيش مكرمًا ويتقاضى الملايين. وفي المقابل، يعيش أبناء وذوو الشهداء معاناة مزدوجة: فقدوا آباءهم الذين ضحّوا بحياتهم، وهم اليوم ينتظرون المساعدات والرواتب التي لا تصل، ويجدون صعوبة في تأمين أبسط مقومات الحياة. أي عدل هذا؟ وأي منطق يكافئ الصامت ويعاقب المقاتل ويترك ذوي الشهداء بلا سند؟

أين تذهب الإيرادات التي تُجمع يوميًا من النقاط والموانئ والأسواق؟ أليست هذه الأموال من حق من يواجهون الحوثيين ويحرسون أمن الجنوب؟ كيف تُختفي الملايين بينما الجنود بلا رواتب، يعيشون بالجوع والإيمان فقط، فيما الآخرون ينعمون بثمار جهودهم؟ كيف يُترك أولاد الشهداء وأسرهم يواجهون الفقر والجوع بعد أن فقدوا حماة الأرض؟

وأين المطبلون الذين يزينون الفشل ويخدرون الوعي بالتصفيق؟ أين ضمائرهم وهم يشاهدون معاناة الجنود وأبناء الشهداء الذين ضحّوا بحياتهم لتبقى راية الجنوب مرفوعة؟ لقد صار صوت المديح أداةً لتكميم الأفواه، بينما الوفاء أصبح تهمة تُعاقب.

الصبر الذي تحلى به الجنود لم يعد صبرًا، بل وجعًا يغلي في الصدور. واليوم، أيها القادة، تصل إليكم مناشدة حارقة وتحذير صارم في فقرة واحدة: أعيدوا الحقوق لأبطال الجنوب قبل أن ينهار صبرهم وتثور الضمائر، واحفظوا كرامة الجنود وأطفالهم، واحترام أولاد وذوي الشهداء الذين ضحّوا بحياتهم. الجندي الذي حرّر الأرض لا يطلب المستحيل، بل حقه الطبيعي في راتب يكفي أسرته، وكرامة تليق بتضحياته، كما أن حق الأطفال والأسر المكلومة في الحياة الكريمة لا يُسقط بالزمن أو التذرع بالظروف. استمرار التجاهل والإهمال لن يمر بلا ثمن، والجنوب لن يغفر من خذل من صنع المجد بدمائه. اعرفوا قيمة هؤلاء الأبطال، أعدوا لهم حقوقهم، وأوقفوا السكوت قبل أن يصبح جريمة بحق التاريخ، الأرض، والشعب، قبل أن يكتب التاريخ عليكم صفحات الخزي والعار.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

رئيس حزب الإصلاح في مارب يرد على تصريحات الزبيدي بضم مارب وتعز لـ‘‘دولة الجنوب’’ ويكشف عن اتفاق خطير بمباركة دولة مساندة

المشهد اليمني | 1044 قراءة 

شاهد الرد والتصريح من مسؤول حكومي رفيع له ثقله الاجتماعي والقبلي على عيدروس الزبيدي بعد دعوته لمحافظتي مارب وتعز للانضمام الى الجنوب

المشهد الدولي | 583 قراءة 

تهز اليمن.. ضبط امرأة تحرض على ممارسة الدعارة وأعمال منافية للآداب وتنسق للقاءات غرامية

المشهد اليمني | 557 قراءة 

ميكرفون برّان | أوهام “عيدروس الزبيدي” تثير موجة تندر وسخرية واسعة في مأرب وتعز (فيديو)

بران برس | 483 قراءة 

بيان هام من مكتب رئيس الوزراء سالم بن بريك بخصوص الوضع الاقتصادي والمالي

الميثاق نيوز | 445 قراءة 

أول رد أفغاني بعد القصف الباكستاني للعاصمة كابول وقتل العشرات من طالبان

المشهد اليمني | 438 قراءة 

خطة لصرف الرواتب من الحكومة بعيدا عن الرئاسي والمادة الرابعة تعود لليمن بعد انقطاع

الموقع بوست | 410 قراءة 

من هو الأكاديمي اليمني الذي تم اختيارة ضمن قائمة أفضل 30 شخصية عربية مؤثرة لعام 2025 ؟ .. الأسم والصورة و السيرة الذاتية

يمن فويس | 408 قراءة 

عاجل: الاعلان عن موعد صرف مرتبات هؤلاء (سار)

كريتر سكاي | 408 قراءة 

بدء صرف رواتب العسكريين

العاصفة نيوز | 369 قراءة