غالبًا ما يُفترض أن ألم المعدة المفاجئ، أو الغثيان، أو الحمى ناتج عن تسمم غذائي أو عسر هضم، لكن هذه الأعراض قد تُشير أحيانًا إلى حالة أكثر خطورة، وهي التهاب الزائدة الدودية، حيث إنه في مراحله المبكرة، قد يُشبه التهاب الزائدة الدودية إلى حد كبير مشكلات الجهاز الهضمي الشائعة، مما قد يُؤخر التشخيص والعلاج، وهو ما يوضحه تقرير موقع "تايمز أوف انديا".
وبخلاف اضطراب المعدة الخفيف الذي عادةً ما يزول من تلقاء نفسه، يتطلب التهاب الزائدة الدودية عناية طبية عاجلة للوقاية من المضاعفات مثل العدوى أو التمزق، لذلك فإن إدراك الفروق الدقيقة، ومعرفة العلامات التحذيرية الرئيسية، والتصرف بسرعة، يُمكن أن يُنقذ الأرواح، ويضمن الوعي المُبكر تشخيصًا أسرع، وجراحة في الوقت المناسب، وتعافيًا أسهل.
ويحدث التهاب الزائدة الدودية عندما تلتهب وهي نسيج صغير على شكل أنبوب يقع في أسفل يمين البطن، وتلعب الزائدة الدودية دورًا في تعزيز المناعة خلال مرحلة الطفولة، لكنها تضعف إلى حد كبير في مرحلة البلوغ.
يمكن أن تؤدي الانسدادات في الزائدة الدودية إلى العدوى، مما يؤدي إلى الالتهاب أو التمزق أو العدوى على نطاق واسع إذا تركت دون علاج، لذلك فإن التعرف المبكر على أعراض التهاب الزائدة الدودية يمكن أن يساعد في التمييز بينها وبين التسمم الغذائي وضمان العلاج في الوقت المناسب.
الفرق في الأعراض بين التسمم الغذائي والتهاب الزائدة الدودية
على الرغم من أن كلاً من التسمم الغذائي والتهاب الزائدة الدودية قد يُسببان انزعاجًا في البطن، إلا أن أعراضهما وتطورهما يختلفان اختلافًا كبيرًا، ووفقًا لدراسة نُشرت في المعاهد الهندية للصحة، يُمكن الخلط بين التهاب الزائدة الدودية والتهاب المعدة والأمعاء، خاصةً لدى الأطفال، ويحدث خطأ في التشخيص بنسبة تتراوح بين 7.5% و37% من الحالات، وهذا يُبرز ضرورة اعتبار التهاب الزائدة الدودية مرضًا عند ظهور أعراض مثل ألم البطن والغثيان والقيء لدى المرضى، لذلك فإن فهم هذه الاختلافات يمكن أن يساعد في تحديد حالة طبية طارئة محتملة في وقت مبكر.
خصائص الألم
عادةً ما يُسبب التسمم الغذائي تقلصات متقطعة، وقد تتحسن بالراحة أو بالأدوية المتاحة دون وصفة طبية، أما التهاب الزائدة الدودية، فيبدأ غالبًا بانزعاج خفيف بالقرب من السرة، ثم يشتد تدريجيًا ليتحول إلى ألم حاد ومستمر في منطقة محددة.
موضع الألم في البطن
غالبًا ما ينتشر ألم التسمم الغذائي في جميع أنحاء البطن، مُؤثرًا على مناطق متعددة، أما التهاب الزائدة الدودية، فيتركز الألم عادة في الجانب الأيمن السفلي من البطن، وهو موضع الزائدة الدودية، وقد يشعر حوالي 10% من المرضى بألم في الجزء العلوي من البطن، ويزداد الألم مع الحركة والضغط، على عكس التسمم الغذائي الذي غالبًا ما يسبب ألمًا يشبه التقلصات ومتقطعًا.
المدة والتطور
عادةً ما يزول التسمم الغذائي خلال يوم إلى ثلاثة أيام، وغالبًا ما يتحسن تلقائيًا، ومع ذلك، يتفاقم ألم الزائدة الدودية مع مرور الوقت ولا يهدأ، مما يستدعي رعاية طبية فورية.
الغثيان والقيء
يُعد الغثيان المستمر المرتبط بانزعاج البطن شائعًا في حالات التهاب الزائدة الدودية، فقد يُسبب التسمم الغذائي أيضًا غثيانًا، ولكنه عادةً ما يكون مؤقتًا ويرتبط بتناول الطعام.
فقدان الشهية
يعد فقدان الشهية المبكر علامة أساسية على التهاب الزائدة الدودية ونادرًا ما يُرى مع التسمم الغذائي البسيط.
تغيرات الأمعاء
قد يسبب التهاب الزائدة الدودية الإمساك أو الإسهال في بعض الأحيان، إلى جانب الانتفاخ أو صعوبة إخراج الغازات، وهو أمر أقل شيوعًا في التسمم الغذائي.
الحمى
قد تشير الحمى الخفيفة التي تزداد مع مرور الوقت إلى وجود عدوى، وفي حالات التسمم الغذائي، عادةً ما تكون الحمى خفيفة وقصيرة الأمد.
أعراض أخرى
عادةً ما يُسبب التسمم الغذائي الغثيان والقيء والإسهال، بينما يُمكن أن يُسبب التهاب الزائدة الدودية الغثيان والقيء، إلا أن الإسهال نادر الحدوث، كما أن الحمى أكثر شيوعًا في التهاب الزائدة الدودية، مما يُشير إلى وجود عدوى كامنة.
لماذا لا يجب عليك تجاهل التهاب الزائدة الدودية؟
التهاب الزائدة الدودية حالة طبية طارئة تتطلب عناية طبية فورية، ويمكن أن ينتشر الالتهاب بسرعة، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، وعلى عكس التسمم الغذائي، الذي غالبًا ما يزول من تلقاء نفسه، عادةً ما يتطلب التهاب الزائدة الدودية جراحة، ويُفضل استئصال الزائدة الدودية بالمنظار في الحالات غير المعقدة، بينما قد يلزم استئصال الزائدة الدودية المفتوح في حالة تمزقها، لذلك لا ينبغي تجاهل ألم المعدة المستمر أو المتفاقم، وخاصةً في أسفل يمين البطن، المصحوب بحمى أو غثيان أو فقدان الشهية.
التشخيص والعلاج المبكر يمكن أن يمنعا المضاعفات، ويتعافى معظم المرضى تمامًا بالجراحة في الوقت المناسب، كما أن معرفة الفرق بين التهاب الزائدة الدودية والتسمم الغذائي أمر بالغ الأهمية للتدخل السريع وتحقيق نتائج أفضل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news