حسين الأهجري .. رجل العطاء والوفاء
قبل 5 دقيقة
في لحظةٍ فارقةٍ من مسيرة الحياة، يترجّل الكبار عن صهوة العطاء، بعد أن خطّوا أسماءهم في سجلّ الوفاء والعمل الوطني، وتركوا بصماتهم الواضحة في كل مرحلة من مراحل البناء والعطاء.
نودّع اليوم الأستاذ القدير حسين محمد الأهجري، القامة الوطنية الكبيرة، ورمز العطاء والإنسانية، والإداري الكفء، والصديق الوفي، وأحد رجالات اليمن الأوفياء الذين أفنوا أعمارهم في خدمة الوطن والناس بإخلاص ونزاهة.
عرفتُ الفقيد عن قرب، صديقًا كريمًا وأخًا نبيلًا، جمع بين صفاء الروح وصدق الموقف، وكان حضوره الإنساني سابقًا لمنصبه الوظيفي؛ فحيثما وُجد ترك أثرًا طيبًا وبصمة لا تُنسى. لم يكن مسؤولًا يؤدي واجبًا فحسب، بل كان رجل دولة بالمعنى الأخلاقي العميق، حمل همّ الناس في قلبه، وجعل من العمل العام رسالةً ومسؤولية، لا امتيازًا.
شغل الفقيد عددًا من المواقع المهمة، وكان من القيادات البارزة في وزارة الخدمة المدنية، وأسهم بدور فاعل في تنظيم العمل الإداري، وتأهيل الكوادر، وفتح الآفاق أمام آلاف الشباب عبر فرص العمل والتدريب داخل الوطن وخارجه. وقد عُرف بإيمانه العميق بأن بناء الإنسان هو الأساس المتين لبناء الدولة.
كما ارتبط اسمه بالعمل الرياضي والشبابي منذ وقت مبكر، وكان من الداعمين الأوفياء للحركة الرياضية، ولا سيّما من خلال نادي الأهلي، حيث ظل قريبًا من الشباب، مشجّعًا لهم، ومؤمنًا بدورهم في صناعة المستقبل وبناء الوطن.
وعلى الصعيد الإنساني، كان الفقيد مثالًا في التواضع، ونقاء السريرة، وصدق المعاملة؛ لا يفرّق بين الناس، ولا تحكمه اعتبارات ضيقة، بل يتعامل بروح الأب والأخ والصديق، فحاز محبة الجميع واحترامهم.
عرفتُه منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتوثّقت علاقتنا عبر سنوات من العمل المشترك، فكان نِعمَ الزميل، ونِعمَ الناصح، ونِعمَ السند. ظل وفيًّا لقيمه، مخلصًا لوطنه، حتى آخر أيامه.
برحيل الأستاذ حسين محمد الأهجري، يفقد الوطن أحد رجاله الأوفياء، وتفقد الإدارة اليمنية قامةً من قاماتها النزيهة، غير أن أثره سيبقى حاضرًا في ذاكرة الوطن، وفي قلوب كل من عرفه وعمل معه.
رحم الله الفقيد رحمةً واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما قدّمه في ميزان حسناته، وألهم أهله وذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news