التدين الصحيح والدفاع عن الحقوق والحريات الإنسانية

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 32 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
التدين الصحيح والدفاع عن الحقوق والحريات الإنسانية

التدين الصحيح والدفاع عن الحقوق والحريات الإنسانية

قبل 15 دقيقة

حماية القيم والحقوق والحريات الإنسانية والدفاع عنها والمحافظة عليها هي من الأمور المسلم بها والمجمع عليها في مختلف الديانات السماوية والأرضية. فمن غير المعقول أن توجد ديانة تعادي القيم والحقوق والحريات الإنسانية أو تدعو إلى انتهاكها، لأن الإنسان هو المحور الذي تدور حوله جميع أفكار ومقاصد كل الديانات. فخطابها موجه مباشرة للإنسان، ما يجعلها تركز كل أفكارها على مصالحه وسعادته وهدايته وصلاحه في الدنيا والآخرة، وحل مشاكله وتنوير عقله، والإجابة عن التساؤلات التي تراوده حول الكون المحيط به.

كما أن الديانات وضعت تشريعات تنظم علاقة الإنسان بالآخرين على المستويين الفردي والجماعي، ووضعت محظورات وعقوبات لضبط تلك العلاقات وجعلها أكثر مثالية وإنسانية. فحماية الإنسان والدفاع عن حقوقه وحرياته هو الهدف النهائي لجميع الديانات، وبالذات السماوية، وفي مقدمتها الديانة الإسلامية، التي جعلت الرحمة بالإنسانية غايتها وهدفها النهائي، كما جاء في قول الله تعالى: ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)).

وبذلك، فإن اعتناق الإنسانية هو الطريق الصحيح لاعتماد التدين الصحيح. وأي تدين لا يقوم على احترام الإنسان والدفاع عن حقوقه وحرياته وكرامته، فهو تدين ناقص وغير كامل. حتى العبادات التي فرضها الإسلام للتقرب إلى الله، لها أهداف وأبعاد إنسانية عظيمة. فعبادة الصلاة، على سبيل المثال، تنهى عن أفعال وسلوكيات سلبية عديدة، قال تعالى: ((إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي))، وهذه الأفعال تتعارض مع القيم الإنسانية الإيجابية، والصلاة تعمل على ضبطها والقضاء عليها، ما يعزز بناء علاقات إنسانية راقية بين أفراد المجتمع، خالية من الفواحش والمنكرات والبغي والظلم، التي تعكر صفو الحياة البشرية.

لذلك، لا يكون هناك اعتناق صحيح للدين الإسلامي دون اعتناق عملي وفعلي للقيم الإنسانية المثالية. فالتدين الصحيح في الإسلام مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإنسانية كقيم ومفاهيم ومعاملات وأخلاق، فلا إسلام صحيح بدون إنسانية. وأي أفكار أو اجتهادات بشرية تتعارض مع القيم الإنسانية الفاضلة ليست من الدين الإسلامي. وأي دعوات للعنف أو الكراهية أو التعصب أو التطرف أو الإرهاب، حتى لو أُدخلت تحت مسمى التفسير أو التأويل، فهي ليست من الإسلام.

دين الرحمة والإنسانية والتسامح لا يمكن أن يدعو إلى سلوكيات تتعارض مع غاياته وأهدافه الإنسانية السامية. فالدين الذي يجعل رحمة الإنسان غايته وهدفه، يجعل من اعتناق القيم الإنسانية والالتزام بها سلوكًا وممارسة شرطًا أساسيًا لقبول الإيمان وعبادات التدين. ولا مكان في الإسلام للأفكار التي تدعو للتطرف والتشدد والعنف والكراهية، فهي اجتهادات بشرية صادرة عن أفراد قد يعانون من اضطرابات نفسية أو سلوكية. فالارتباط بين الإسلام والإنسانية وثيق ومتين، فلا يمكن فصلهما؛ فالإسلام هو المعنى الشامل للإنسانية، والإنسانية هي التعبير الحرفي والهدف النهائي للإسلام وتشريعاته.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الانتقالي يقدّم ضمانات بعدم إعلان الانفصال ويوافق على عودة مجلس الرئاسة لعدن… مقابل بقاء قواته في حضرموت والمهر

يمن اتحادي | 1225 قراءة 

الانتقالي عبر وسيط يوافق على الانسحاب التدريجي وهذا الرد السعودي حوّل ذلك تفاصيل حصرية

المشهد الدولي | 1178 قراءة 

عاجل: الحكومة اليمنية والتحالف يمنحان المجلس الانتقالي مهلة 48 ساعة للانسحاب من حضرموت والمهرة.. ساعة الصفر تقترب

مأرب برس | 1135 قراءة 

بيان ناري من مجلس الشورى حول التدخل السعودي في حضرموت والمهرة!

موقع الأول | 812 قراءة 

أكاديمي إماراتي يهاجم القيادة السعودية: تهديدك لجنوب اليمن جنون.. حرر صنعاء أولاً

بران برس | 791 قراءة 

اقوى رد اماراتي على طلب التحالف العربي من الانتقالي الانسحاب من حضرموت والمهرة

كريتر سكاي | 750 قراءة 

تحركات جديدة للمجلس الانتقالي نحو ترتيبات استراتيجية تشمل مأرب وتعز والبيضاء

الأمناء نت | 712 قراءة 

ليلى عبد اللطيف: دولة عربية تواجه مصيرًا مظلمًا يشبه ما حصل في سوريا!

المرصد برس | 524 قراءة 

الوسيط طارق ..الانتقالي يوافق على الإنسحاب من المهرة دون حضرموت والرئاسي والسعودية ترفض رفضا قاطعا

يني يمن | 489 قراءة 

”خطوتين إلى الخلف أفضل من خطوة إلى الأمام”... لملس يرد على دعوة السعودية للانتقالي بالانسحاب من حضرموت والمهرة

المشهد اليمني | 463 قراءة