شلل الوجه هو حالة تتميز بعدم القدرة على تحريك العضلات على جانب واحد أو كلا جانبي الوجه بسبب تلف أو ضعف العصب الوجهي، المعروف أيضًا باسم العصب القحفي السابع، وهو المسئول عن التحكم في عضلات تعبير الوجه، بالإضافة إلى دوره في حاسة التذوق وإنتاج الدموع، وعندما يتأثر هذا العصب، قد يعاني الأفراد من ضعف أو تدلي أو فقدان كامل للحركة، حسبما أفاد تقرير موقع "تايمز أوف انديا".
في بعض الحالات، قد يواجه الأشخاص أيضًا صعوبة في إغلاق أعينهم أو الابتسام أو التحدث بوضوح، مما يؤثر على الثقة والرفاهية العاطفية، ويمكن أن يحدث شلل الوجه فجأة أو يتطور تدريجيًا وقد يكون مؤقتًا أو دائمًا، حيث تعتمد شدة ومدة الأعراض إلى حد كبير على السبب الكامن ومدى تلف الأعصاب.
فهم شلل الوجه وكيف يحدث؟
يحدث شلل الوجه عند تلف العصب الوجهي، مما يُعطل التواصل بين الدماغ وعضلات الوجه، وينتج عن ذلك ضعف العضلات، وعدم تناسقها، وضعف حركة هياكل الوجه، وقد يُصيب الشلل جانبًا واحدًا من الوجه (أحادي الجانب) أو كلا الجانبين (ثنائي الجانب)، وتتراوح أعراضه بين ضعف طفيف وعدم القدرة على الحركة تمامًا.
في كثير من الحالات، يبدأ شلل الوجه فجأة، ومن أشهر أسبابه شلل بيل، الذي يحدث دون سبب واضح، وعادةً ما يُسبب شلل بيل ضعفًا مؤقتًا في جانب واحد من الوجه، وغالبًا ما يزول خلال أسابيع إلى أشهر، مع أن فترة التعافي قد تختلف، وقد تتطور أشكال أخرى من شلل الوجه تدريجيًا مع مرور الوقت نتيجة لحالات كامنة مثل السكتة الدماغية، أو الأورام، أو العدوى، أو الصدمات، وقد تكون الحالة جزئية، فتؤثر على بعض عضلات الوجه فقط، أو كاملة، فتشمل جانب الوجه بأكمله.
أسباب شلل الوجه
قد يكون شلل الوجه خلقيًا، أو موجودًا عند الولادة، أو مكتسبًا في مراحل لاحقة من الحياة، وينشأ شلل الوجه المكتسب عادةً من إحدى آليتين رئيسيتين.. على النحو التالى:
- تلف أو التهاب العصب الوجهي، مما يقطع الإشارات من الدماغ إلى عضلات الوجه.
- تلف مناطق الدماغ المسئولة عن إرسال الإشارات إلى العصب الوجهي، مما يؤدي إلى إعاقة التواصل والتحكم.
وتشمل الأسباب الشائعة لشلل الوجه ما يلي:
السكتة الدماغية: عند انقطاع تدفق الدم إلى المخ يمكن أن يؤدي إلى إتلاف المناطق التي تتحكم في عضلات الوجه.
شلل بيل: وهو شكل مفاجئ مجهول السبب من شلل العصب الوجهي، يرتبط غالبًا بالعدوى الفيروسية.
التهابات الأذن: يمكن أن تؤدي التهابات الأذن الوسطى إلى التهاب العصب الوجهي أو ضغطه.
كسور الجمجمة: يمكن أن تؤدي الصدمة إلى إصابة العصب الوجهي بشكل مباشر.
اضطرابات المناعة الذاتية: يمكن لحالات مثل التصلب المتعدد أن تؤدي إلى إتلاف وظيفة الأعصاب.
الأورام: يمكن لأورام الرأس أو الرقبة أو المخ، بما في ذلك أورام العصب الوجهي، أن تضغط على أعصاب الوجه.
العدوى: يمكن أن يؤدي مرض لايم ومتلازمة رامزي هانت إلى ضعف وظيفة العصب الوجهي.
الاضطرابات العصبية: يؤثر متلازمة جيلان باريه على الأعصاب الطرفية، بما في ذلك العصب الوجهي.
الحالات الجهازية: يمكن أن يسبب الساركويد التهابًا يؤثر على أعصاب الوجه.
أعراض وعلامات شلل الوجه
العرض الرئيسي لشلل الوجه هو ضعف أو ارتخاء عضلات الوجه، وقد تشمل العلامات الشائعة الأخرى.. ما يلي:
عدم القدرة على إغلاق العين بشكل كامل على الجانب المصاب.
تدلي الفم أو صعوبة الابتسام.
صعوبة في تعابير الوجه مثل رفع الحاجبين.
تغير حاسة التذوق.
زيادة الحساسية للصوت (فرط السمع).
في بعض الحالات فرط الدموع أو جفاف العين بسبب ضعف وظيفة الجفن.
ألم في الوجه أو انزعاج حول الفك أو الأذن اعتمادًا على السبب.
وقد يظهر شلل الوجه فجأة أو يتفاقم تدريجيًا مع مرور الوقت، فعلى سبيل المثال، غالبًا ما يتطور شلل بيل خلال ساعات أو أيام، بينما قد يتطور الشلل المرتبط بالورم ببطء.
طرق الوقاية من شلل الوجه والحد من المخاطر
لا يُمكن الوقاية من جميع حالات شلل الوجه، خاصةً تلك الناتجة عن الصدمات أو الحالات مجهولة السبب مثل شلل بيل، ومع ذلك، تشمل استراتيجيات الحد من مخاطر شلل الوجه المرتبط بالسكتة الدماغية.. ما يلي:
الحفاظ على ضغط الدم ومستويات الكوليسترول الصحية.
إدارة الأمراض المزمنة مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
تجنب التدخين.
تناول نظام غذائي متوازن غني بالحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات.
ممارسة النشاط البدني بانتظام.
الحفاظ على وزن صحي للجسم.
متى يجب طلب الرعاية الطبية؟
يستدعي شلل الوجه تقييمًا طبيًا فوريًا، خاصةً إذا حدث فجأة، ويُعد الاهتمام الفوري أمرًا بالغ الأهمية عندما تصاحبه أعراض السكتة الدماغية، بما في ذلك: ضعف مفاجئ أو خدر، وفقدان التنسيق أو التوازن، وعدم وضوح الرؤية، والكلام غير الواضح، حيث يتيح التشخيص والتدخل في وقت مبكر تحسين نتائج التعافي وتقليل المضاعفات طويلة الأمد
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news