كشف الكاتب والباحث في الشؤون السياسية الكويتي عبدالله خالد الغانم في تساؤل له بعنوان مقال " لماذا انفجرت -الحربُ العيدروسية- في حضرموت قبيلَ قمة المنامة بساعات؟ "
وقال : لم يكن انفجار -الحرب العيدروسية- في حضرموت حدثًا مفاجئًا ولا فعلًا معزولًا عن مسار اليمن أو الخليج، فمن يقرأ المقالين المنشورين في (29 أكتوبر) بعنوان (عيننا الخليجية المُتوجّسة.. تُراقب تحرّكات #عيدروس في اليمن بحساسية عالية ) ومقال (3 نوفمبر 2025) بعنوان ( سرابُ الكفّةِ الصهيونية.. في عيونِ -كياناتٍ عربيةٍ- قزميّة.. و -توهُّمُ القدرةِ- على موازنة #السعودية ) سيدرك أنّ ما وقع جنوب اليمن كان (تحققًا حرفيًا لنسق معرفي) سبق توصيفه: باعتباره نسقٌ يقوم أولًا على مفهوم (قانون الجاذبية السعودية) من جهة، و (هشاشة الأطراف الوظيفية) من جهة أخرى.
واضاف : ففي مقال أكتوبر حذّرتُ من أنّ أي احتكاك بين الانتقالي بقيادة عيدروس والشرعية سيشكّل (تخادمًا موضوعيًا) يمنح الحوثيين -متنفسًا استراتيجيًا- ويُربك ميزان الخليج في لحظة يُعاد فيها بناء هندسة الأمن الإقليمي.
وتابع : وجاء مقال نوفمبر ليضع القاعدة الكبرى: أن (الكيانات الصغيرة التي تراهن على الكفّة الإسرائيلية لموازنة الرياض إنما تطارد سرابًا ينكشف عند أول اختبار).
واليوم، يتحقق التحذيران معًا في حضرموت، وبالصياغة ذاتها تقريبًا.
وقال : لكن السؤال الأعمق ليس: كيف انفجرت الحرب؟
بل: لماذا انفجرت الآن؟ وما دلالاتها الأمنية الإقليمية؟
واجاب قائلا :
أولًا: دلالات الانفجار العيدروسي
١) خلق (وزن اصطناعي) قبل لحظة التعريف الأمني الخليجي.
فالتحرك العسكري قبيل ساعات من القمة محاولة لافتتاح (موقع تمثيلي قسري) داخل (معمار الأمن الجديد) الذي يُعاد بناؤه داخل قمة المنامة بعد حرب الـ12 يوم.
٢) خشية الانتقالي من خسارة امتيازاته في مرحلة ما بعد انتقال مركز الثقل الاميركي من محور النقب بقيادة إسرائيل إلى مدار الرياض بقيادة ابن سلمان.
إذ يشعر عيدروس بأن مركز الثقل الإقليمي تحوّل من المدار الإسرائيلي الذي يرعاه سرًا إلى مدار الرياض، ما دفعه لخلق ضجيج أمني محاولًا حجز مكان على الطاولة.
٣) منح الحوثيين -متنفسًا استراتيجيًا- عبر استنزاف الشرعية.
تمامًا كما سبق وأن حذرنا منه قبل شهر، الحرب الجانبية ستُضعف المركز اليمني (الشرعية) وتُعيد التوازن للذراع الإيرانية في اليمن.
ووضح الغانم الأهداف وقال : ثانيًا: الأهداف الخفية للتحرك: وهي :
• إرباك عملية بناء تعريف الأمن الخليجي الجديد وإجبار القادة على التعامل مع الانتقالي كفاعل اضطراري.
• تعطيل مسار تحويل الشرق اليمني إلى عمق سعودي خالص.
• إحياء فكرة دويلة الجنوب قبل أن تُغلق القمة الخليجية الباب عليها نهائيًا.
• الاحتفاظ بموقع ضمن -هندسة النفوذ الإسرائيلي- في لحظة تتغير فيها الخرائط.
وشرح الدلالات الأمنية الإقليمية وقال ثالثًا: الدلالات الأمنية الإقليمية: وهي :
__ إنّ تفجير حضرموت قبيل القمة يمثل أول اختبار لـ (محور الرياض) بعد الحرب الإقليمية الأخيرة، ويؤكد:
__ نهاية نموذج إدارة الجنوب عبر فواعل صغيرة.
__ بداية دور سعودي صريح في إعادة هندسة اليمن بوصفه (مفصلًا) في معادلة الأمن الخليجي، لا ساحة نزاع منفصلة.
__ تضاؤل قدرة أي قوة محلية على المقايضة مع المركز السعودي في لحظة إعادة تعريف التوازنات.
وفي الاخير قال ختامًا، إنّ حضرموت لم تكن حادثة عابرة، بل مرآة كاشفة لحظةَ الانتقال من زمن الفواعل الصغيرة إلى زمن الكتلة الخليجية الكبرى.
وما جرى فيها لم يكن صراعًا على محافظة، بل محاولة يائسة لاختراق معمار الأمن الجديد الذي تُعيد قمّة البحرين رسم حدوده وخطوطه الحمراء.
وفي لحظات إعادة تعريف التوازنات، لا ينجو من ضغط الكتلة سوى من يفهم مركزها ويستجيب لقانونها.
أما من يختبر مركز الثقل السعودي بمنطق الهامش، فإنما يختبر قانونًا جيوسياسيًا صارمًا لا يسمح للأجنحة الصغيرة بالتحليق فوق كتلة تُعيد تشكيل الإقليم من حولها.
وإنّ حضرموت تقول، بوضوح لا التباس فيه، ولكن للأسف ما زالت لا تراه بصيرة عيدروس:
(بأن من يجهل هندسة المركز الاقليمي الصاعدة… سيذوب عند أطرافه بالضرورة في نهاية المطاف).
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news