كشفت وكالة أسوشيتد برس في تقرير تحليلي مطوّل عن تراجع غير مسبوق في النفوذ الإقليمي لإيران وتفكك ما يُعرف بـ”محور المقاومة”، عقب سلسلة من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قادة بارزين من حماس وحزب الله ومسؤولين في الحرس الثوري الإيراني.
وأشارت الوكالة إلى أن طهران تمرّ بأضعف مراحلها منذ ثورة 1979، بعد تقلص أدوار حلفائها في لبنان وسوريا والعراق، لتبقى مليشيا الحوثي في اليمن الورقة الأخيرة المتبقية ضمن نفوذها في المنطقة، رغم تعرضها لضربات إسرائيلية دقيقة حدّت من قدرتها على تهديد الملاحة في البحر الأحمر.
وأوضح التقرير أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة أضعفت البنية الأمنية والعسكرية الخارجية لإيران، في ظل غياب المرشد الأعلى علي خامنئي عن المشهد العام، وهو ما اعتبرته الوكالة دليلاً على حالة ارتباك داخل دوائر الحكم في طهران، وسط مخاوف من امتداد الضربات إلى العمق الإيراني.
ونقلت “أسوشيتد برس” عن محللين قولهم إن تراجع نشاط الحوثيين يعكس تقلص قدرة إيران على تمويل وتسليح أذرعها بسبب الأزمة الاقتصادية والعقوبات الدولية، فيما اعتبروا أن قبول طهران بوقف الحرب في غزة جاء نتيجة ضغوط داخلية وخارجية متصاعدة بعد انهيار شبكتها الإقليمية.
وقال الباحث علي فاطالله نجاد، مدير مركز الشرق الأوسط والنظام العالمي في برلين، إن الهدنة في غزة تمثل دليلاً على انهيار محور المقاومة منذ عام 2024، مؤكداً أن إسرائيل باتت تركّز الآن على استهداف المصالح الإيرانية في لبنان وإيران نفسها.
واختتمت الوكالة تقريرها بالتأكيد على أن إيران تقف أمام مفترق طرق: فإما التصعيد عبر الحوثيين بما يحمله من خطر مواجهة مباشرة مع إسرائيل، أو الانكفاء على الداخل لمواجهة أزماتها المتفاقمة وسط عزلة إقليمية ودولية غير مسبوقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news