بردونيات سبتمبر.. استعراض خاص لأبرز قصائد البردوني في موكب الثورة

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 65 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
بردونيات سبتمبر.. استعراض خاص لأبرز قصائد البردوني في موكب الثورة

استعراض كتبه لـ ”يمن ديلي نيوز“ عميد المهيوبي:

أفقنا على فجر يوم صبي

فيآ ضحوات المنى أطربي

 

أتدرين يا شمس ماذا جرى؟

سلبنا الدجى فجرنا المٌختبي!

 

كانت هذه الأبيات هي مطلع قصيدة كتبها الشاعر والفيلسوف والثائر ،عبدالله البردوني الذي عُرف بشعره المناهض للإمامة والموثق لكل المراحل والتحولات في تاريخ اليمن بأشعاره وكتبه الفكرية.

البردوني الثائر الذي أصيب بالجدري وأطفئت عيناه لم يمنعه العمى من أن يقاوم الإمامة وحينما وجد نفسه عاجزاً عن حمل السلاح فحمل القلم وقارع الإمامة فكرياً ووثق محطات النضال الجمهوري.

سبق وأن نشر “يمن ديلي نيوز” تقريراً عن مقارعة البردوني للفكر الامامي وفي هذا التقرير نستعرض أبرز قصائد البردوني المبشرة بثورة 26 سبتمبر والمرافقة لها منذ انطلاقتها ونقف مع اعظم فصل من فصول الكفاح وهو كفاح الكلمة وتجسيد روح الثورة للأجيال.

“هكذا أمضي”… ملامح الثائر قبل انفجار الثورة

هذه القصيدة كتبها البردوني قبل اندلاع الثورة بأربع سنوات، يرسم فيها ملامح الثائر اليمني المتحدٍ لكل أشكال الترهيب والطغيان، مستدعيًا رموز الاستبداد في التاريخ الإسلامي “يزيد” و”زياد”، فيقول:

“سأمضي ولو لاقيت في كل خطوةٍ

حسام يزيدٍ أو وعيد زيادِ”

 

ويبلغ التحدي ذروته حين يُعلن أنه مستعد لقطع رجله إن تأخرت، ولرمي مصيره في مهب الريح، المهم أن لا يتراجع:

“ولو أخّرت رجلي خطاها قطعتها

وألقيت في كفّ الرياح قيادي”

 

ثم يختتم المقطع بإعلان ثوري داخلي: إن الذات التي تخشى الشقاء لا تستحق أن تحيا، والرأس الذي ينحني للظلم لا يستحق البقاء:

“فلا مهجتي مني إذا راعها الشقا

ولا الرأس مني إن حنّته عوادي”

القصيدة كاملة في موقع البردوني على الرابط التالي👇👇

هكذا أمضي

 

 “ذات يوم”: لحظة التحول التاريخي

في صباح اليوم التالي لانتصار ثورة 26 سبتمبر أنشد البردوني قصيدة “ذات يوم” مسجلاً بها لحظة التحول التاريخي من ليل الإمامة إلى ضياء الجمهورية.

في القصيدة، يستدعي البردوني لحظة الانفجار النوراني التي أعقبت النصر، مستخدمًا رمزية الفجر والشمس لتجسيد صحوة الشعب وعودة الوعي:

“أفقنا على فجر يوم صبي

فيآ ضحوات المنى أطربي

أتدرين يا شمس ماذا جرى؟

سلبنا الدجى فجرنا المٌختبي”

 

يواصل البردوني تخليد النصر والبطولة

“وسرنا حشوداً تطير الدروب

بأفواج ميلادنا الأنجب

 

وبسخرية لاذعة من الإمام الذي كان يسوق الخرافات على أنها معجزات يقول البردوني:

وشعباً يدوي: هي المعجزات

مهودي، وسيف (المثنى) أبي”

 

ويختتم البردوني قصيدته بنداء ملح للشمس، تعبيرًا عن فرحة الانتصار:

 

“طلعنا ندلي الضحى ذات يوم

ونهتف: يا شمس لا تغربي

القصيدة كاملة في موقع البردوني على الرابط التالي👇👇

ذات يوم

 

 “الحكم للشعب”..بردونيات تشعل الوعي الجمهوري

تعد هذه القصيدة للبردوني إعلانًا شعريًا بانتهاء عهد الاستبداد وبزوغ فجر الجمهورية، حيث تُجسّد روح الثورة اليمنية وتحول الوعي الوطني من الخضوع إلى التمرد. يفتتحها البردوني بنفي صارم يعبر عن رفض الاستسلام:

“لن يستكين ولن يستسلم الوطنُ

توثب الروح فيه وانتخى البدنُ”

 

ثم يصوّر الوطن وهو يرفع رأسه عاليًا، كاسرًا أصنام الطغيان التي خُدِع بقداستها:

“أما ترى كيف أعلا رأسه ومضى

يدوس أصنامه البلها ويمتهنُ”

 

ويمضي في استحضار لحظة الانفجار الثوري، حيث يولد الفجر من نيران المدافع، ويصبح الشعب هو المقدس الجديد ساخراً مما كان يسوق الإمام من معجزات وشعوذات كاذبة:

“وأذن الفجر من نيران مدفعه

والمعجزات شفاه والدنا أذن”

 

ويبلغ التمرد ذروته حين يثور الشعب على إذعانه وتاريخه الصامت:

“ها نحن ثرنا على إذعاننا وعلى

نفوسنا واستثارت أمنا اليمن”

 

ويؤكد أن الحكم للشعب وحده، لا للملوك أو الطغاة:

“لا البدر لا الحسن السجان يحكمنا

الحكم للشعب لا بدر ولا حسن”

 

وفي خاتمة القصيدة يبشر البردوني بمشروع وحدوي سابق لعصره، يجمع صنعاء بأختها عدن:

“شمسان سوف يلاقي صنوه نقماً

وترتمي نحو صنعا أختها عدنُ”

القصيدة كاملة في موقع البردوني على الرابط التالي👇👇

الحكم للشعب

 

 “في طريق الفجر”: قصيدة تشرق بالحرية

كتب البردوني قصيدته “في طريق الفجر” بنفس عام ثورة سبتمبر 1962م، لتكون نموذجًا بارزًا لمقاومته الأدبية، حيث جعل من الكلمة منبرًا للشعب وأداة للتعبير عن حلم اليمنيين في الحرية ورؤية الفجر.

تصوّر القصيدة ليل الإمامة كزمن من العزلة والخراب، أشبه بالقبور المظلمة التي حجبت ضوء الحياة، بينما ثورة سبتمبر تظهر كفجر طليق يحرر الإنسان والوطن من قيود الاستبداد ويُعلن قدوم يوم جديد.

في مطلع النص، يخاطب البردوني اليمن بوصفها صديقة منهكة من ليل الاستبداد، داعيًا إياها للنهوض مع بشائر الثورة:

“أسفر الفجر فانهضي يا صديقه

نقتطف سحره ونحضن بريقه”

 

وفي منتصف القصيدة، يرسم البردوني صورة مؤلمة لزمن الإمامة، حيث كان الشعب يتوق إلى النور وسط ظلام حالك:

“كم حننا إليه وهو شجونٌ

في حنايا الظلام حيرى غريقه”

 

ثم يختصر التحول التاريخي من ليل الإمامة الثقيل إلى فجر سبتمبر المشرق، وانعتاق الروح اليمنية من أسر الماضي:

“هكذا كان ليلنا فتهادى

فجرنا الطلق فالحياة طليقه”

 

وفي الختام، يدعو الشاعر اليمن للابتسام، إذ عاد فجر الحرية محملاً بوثيقة دماء الشهداء، تُقرأ للأجيال القادمة وللذاكرة الوطنية:

“فابسمي: عاد فجرنا وهو يتلو

للعصافير من دمانا وثيقه”

القصيدة كاملة في موقع البردوني على الرابط التالي👇👇

في طريق الفجر

 

“مآتم وأعراس”: مآتم الإمامة وأعراس الجمهورية

هذه القصيدة كتبها البردوني بعد أربعة أشهر فقط من نجاح ثورة 26 سبتمبر 1962، تعد من أهم الشهادات الشعرية المبكرة التي جسدت التحول التاريخي في الوعي اليمني من عصر المآتم والاستبداد إلى أفق الأعراس والحرية.

” كيف كنا يا ذكريات الجرائم

مآتماً في الضياع يتلو مآتم”

 

القصيدة ترسم بانوراما مكثفة لحال اليمنيين قبل الثورة: مواكب من الألم والجوع والقهر تحت حكم إمامي مستبد “يبني القصور من جثث الشعب”، ويغطي ضعفه بالخرافات والشعوذات، فيما يحيط نفسه بطبقة من اللصوص والجهلة والمتاجرين بالدين. يصور البردوني تلك المرحلة كليلٍ ثقيلٍ يسوده الذل والجهل، حيث تحولت حياة الناس إلى مآتم متكررة.

“ويشيد القصور من جثث الشعب

المسجى ومن رفات المحارم”

 

لكن مع انبلاج الثورة انقلب المشهد رأساً على عقب؛ فالموت غدا عرساً، والجراح أزهرت براعم، والشعب خرج في مواكب فرح يودّع الاستبداد إلى قبره. يصور البردوني هذا التحول بمهارة شعرية جعلت من الأنين أناشيد، ومن الدماء سلالم نحو الفجر.

فإذا مأتم المآتم أعراس

نشاوى مزغرداتٌ نواغم

 

من خلال رمزيته القوية وصوره الكثيفة، كتب البردوني سجل شعري حي يجسد التحول من ليل الإمامة إلى فجر الثورة، جامعاً بين النقد المرّ لمرحلة الظلام، والاحتفاء العاطفي الحماسي بقدوم سبتمبر كولادة جديدة لليمن.

“أشرق الثائرون فالموت عرسٌ

وأنين الحمى لحون بواسم”

 

القصيدة كاملة في موقع البردوني على الرابط التالي👇👇

مآتم وأعراس

 

“حكاية سنين”: وثيقة خالدة للثورة وشهدائها

في قصيدته الشهيرة “حكاية سنين”، قدم عبد الله البردوني شهادة شعرية فريدة عن ثورة 26 سبتمبر.  ووثيقة توثق الحقبة التي عاشها اليمنيون في عهد الإمامة، حين كان المرض والجوع والظلم سيد الموقف.

“أيامَ كان السِّلُّ يأكُلُنَا وليسَ لنا دِرايَهْ”.

 

ومع اندلاع الثورة، رسم البردوني لحظة التحول الكبرى، واصفًا سبتمبر بأنه ميلاد جديد وحلم طال انتظاره:

“ماذا هُنا؟ (سبتمبرٌ) أشواقُ آلافِ اللَّيالي”.

 

ولم يغفل البردوني دور الشهداء، فخلد أسماء روادها الثلاثة: الزبيري والثلايا وعلي عبدالمغني وصور تضحياتهم كأيقونات خالدة تؤكد أن دماءهم كانت وقود الحرية وبشارة الفجر.

يرى البردوني في القصيدة أن استشهاد ،محمد محمود الزبيري استشهاد لكل الشعب، فيقول:

“أهُنَا (الزبيريُّ) المُضرَّجُ؟ بَلْ هُنَا شعبٌ قتيلُ”.

ويمثل يحيى الثلايا: رمز البطولة والإقدام، ويصف  شجاعته في مواجهة الظلم بأسلوب رمزي:

“فإذا (الثُّلايا) والبُطولة يركلانِ شموخَ (صالهْ)”

مما يبرز قوته وبطولته التي أرعبت قوى البغي والظلم.

بينما مهندس الثورة علي عبدالمغني: الذي كان شرارة الانفجار الثوري فقد صور البردوني لحظة استشهاده بأسلوب يجمع بين الألم والأمل:

“فتنادتِ الطَّلقاتُ فيهِ كالزَّغاريدِ القواني”

كما لم يغفل في القصيدة عن ذكر أبطال الثورة العلفي، اللقية، الهندوانة، الحمزي، سند، الكبسي، الذين رسموا بتضحياتهم طريق الخلاص

القصيدة كاملة في موقع البردوني على الرابط التالي👇👇

حكاية سنين

ولم يتوقف عند هذا بس بل تجاوز في قصيدة “الغزو من الداخل” الواقع وعبر البردوني عن توقعاته للأحداث القادمة بأسلوب فاحص ودقيق، رغم طابعها المتشائم، مستشرفًا خطر الغزاة والمستعمرين المستترين في تفاصيل الواقع اليمني، كما قال:

“فظيع جهـل مـا يجـري وأفظـع منـه أن تـدري…”

 

كما رأى تقسيم اليمنيين بين منفي ومنفي في الوطن، وشمالي وجنوبي، محذرًا من تكرار أذيال الإمامة السلالية في الالتفاف على ثورتي سبتمبر وأكتوبر، ما قد يقتل الثورة في مهدها. وقد تحقق جزء كبير منها في حصار صنعاء، استشهاد الزبيري، وصولاً إلى الانقلاب الحوثي السلالي، ما أكد صدق نبوءاته وعمق بصيرته السياسية والشعبية.

القصيدة كاملة في موقع البردوني على الرابط التالي👇👇

الغزو من الداخل

 

وفي قصيدة “الهدهد السادس” تنبأ بعودة الإماميين بوجه بنسختهم الجديدة قائلاً فيهم:

مـن ذا هـنا:؟ (صنعا) بلا

صنعا، وجوه أجـنبيه متطوعون وطيعات

أوصــياء بلا وصـيـة

إلى أن يصفهم بقوله:

ومؤمركون إلى العظام

لهم وجوه فارسية

ومؤمركات يرتدين

قميص ليلى العامرية

القصيدة كاملة في موقع البردوني على الرابط التالي👇👇

الهدهد السادس

 

البردوني مارد الثورة وضميرها

وللبردوني محطات كثيرة في الثورة ونضال فكري في توثيق الثورة وأبطالها أشهرها كتاب “اليمن الجمهوري” الذي يرصد البردوني التحولات الفكرية والسياسية التي صاحبت ثورة 26 سبتمبر 1962م وكتاب “الزبيري من أول قصيدة إلى آخر طلقة” وأيضاً كتاب “قضايا يمنية”

دور كبير وفاعل

الشاعر سعد الحيمي، محب للبردوني ومهتم بالحفاظ على إرثه في تصريح خاص لـ “يمن ديلي نيوز“  قال: “كان للبردوني دور كبير وفاعل في ثورة 26 سبتمبر، حاملًا مشعل النور وباعثًا روح التمرد في أوساط الناس والمثقفين، ومحفزًا للأدباء على التعبير بقصائده التي كانت تنتشر كالنار في الهشيم، مواجهةً الإمامة جهارًا نهارًا. وقد رسم معالم طريق الفجر وأصدر منذ بداياته الشعرية “الفتوى” بأن الإمام غير مالك للشعب”.

وأضاف: “شعر البردوني كان أفتك وأنفذ من البندقية، وهو من مهد الطريق لحاملها وقصف قصر البشائر قبل المدفعية. وانتقاداته لاحقًا لبعض ممارسات من حكموا باسم الثورة لم تكن ضد الثورة نفسها، بل لتعزيز مبادئها، أما الثورة فقد كتب عنها الكثير متمسكا بها كما في قصيدته الغنائية “اليوم يا تاريخ قف” التي أنشدها الفنان علي الأنسي”.

وتابع الحيمي: “البردوني مارس الثورة في كل قصائده، الوطنية والغزلية والاجتماعية، داعيًا للمساواة ومقاومًا المتسلطين والنافذين. وكان ثورياً في أعماله الفكرية “اليمن الجمهوري “الثقافة والثورة في اليمن “اشتات ” قضايا يمنية” “الزبيري من أول قصيدة إلى آخر طلقة” التي تمثل ثورة بحد ذاتها، ربطت بين الماضي والحاضر وعمقت الوعي”.

واختتم: “البردوني ظل ضمير الثورة والقائد الفعلي الذي أوقد شعلتها بالكلمة، وأضاء وعي الناس، وواجه الإمامة في عقر دارها. وإذا كان لسبتمبر رموز، فإن البردوني هو ماردها وضميرها الصادق، الذي بقي أمينًا لأهدافها حتى آخر رمق”.

 

جانب من مقاومة “البردوني” المبكرة للنظام الامامي في ذكرى رحيله السادسة والعشرين

مرتبط

الوسوم

الثورة اليمنية

ثورة 26 سبتمبر

عبدالله البردوني

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

جريمة مروعة تهز صنعاء .. اغتصاب طفلة بعد استدراجها وربطها داخل دكان

المشهد اليمني | 493 قراءة 

بعد واقعة تفتيش صادمة لابنتيه.. ناشط يمني يعلن الرحيل من اليمن

نيوز لاين | 436 قراءة 

يعتقد أنهم سقطوا بالضربات الإسرائيلية .. عصابة الحوثي شيعت أربعة من قادتها البارزين

المنتصف نت | 424 قراءة 

خطوة جديدة من التحالف الإسلامي العسكري تجاه اليمن.. إعلان رسمي يكشف التفاصيل

المرصد برس | 377 قراءة 

الرئيس العليمي يوجه نداءً للمغتربين اليمنيين..شاهد ماقال

نيوز لاين | 313 قراءة 

بعد اعتذاره لقطر.. نتنياهو يوجه سالة نارية للعرب!

موقع الأول | 310 قراءة 

بينها دول عربية.. الوفود الدُّبلوماسية التي لم تنسحب من كلمة نتنياهو

نيوز لاين | 297 قراءة 

ما هي حقيقة غرق العاصمة عدن في هذا الموعد !

عدن تايم | 275 قراءة 

صورة لطفل يمني تُثير تعاطفًا واسعًا.. القصة الكاملة وراء الانتشار

نيوز لاين | 257 قراءة 

بن بريك يتحرك من الرياض لإصلاحات جذرية ويقترح تعديلا وزاريا في المؤسسات الإيرادية

سما نيوز | 245 قراءة