الشلفي يكتب: من بيروت إلى طهران فصنعاء.. لماذا نجحت إسرائيل في استهداف خصومها بنفس الطريقة؟

     
الموقع بوست             عدد المشاهدات : 131 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الشلفي يكتب: من بيروت إلى طهران فصنعاء.. لماذا نجحت إسرائيل في استهداف خصومها بنفس الطريقة؟

من أبرز الدلالات في الضربة الإسرائيلية على اجتماع حكومة الحوثيين في صنعاء هو عدد الحضور الكبير في الموقع المستهدف حيث تشير التقديرات إلى أن العدد تجاوز الثلاثين شخصًابينهم ما لا يقل عن ثمانية عشر وزيرًا من أصل اثنين وعشرين، فضلًا عن مساعدين ومديري مكاتب ونواب وزراء ومشرفين مقربين من تنظيم الحوثي. ومن بين هؤلاء مشرف وزارة الدفاع أسعد الهادي، المكنى “أبو صخر”، وهو مسؤول عسكري مهم بحسب مصادر متعددة.

غير معروف حتى الآن ما إذا كان هذا الموقع أحد الأماكن التي اعتادت الحكومة عقد اجتماعاتها فيه، أم أنه مجلس خاص،خصوصًا أن الاجتماعات الحكومية في اليمن لا تتم عادة بعد الساعة الخامسة مساء.

وجود هذا العدد من الصف الأول والثاني في الحكومة دفعة واحدة يعكس اختراقًا أمنيًا، لكنه يبدو أقل أهمية إذا أخذنا في الاعتبار أن وزراء الحكومة الحوثيةغير المعترف بها دوليًا متاحون للجمهور ويمكن التواصل معهم عبر الهواتف المحمولة، وهو ما قد يكون مكّن إسرائيل من تحديد توقيت الاجتماع ومكانه بسهولة .

تشير التقديرات الأولية، استنادًا إلى متابعة بيانات التعازي وما توافر من رصد ميداني، إلى أن ما لا يقل عن تسعين في المئة من الحاضرين في الاجتماع قد قُتلوا في الغارة الإسرائيلية. ورغم ذلك، لم يعلن الحوثيون عن وجود ناجين، بل اكتفوا بالحديث عن مصابين بحالات حرجة.

كما أن تفاصيل الحادثة ما تزال شحيحة، إذ لم يُذكر سوى اسم رئيس الحكومة الحوثية أحمد غالب الرهوي، فيما يوحي الامتناع عن الإعلان عن بقية الأسماء بأن هناك شخصيات قتلت لا يرغب الحوثيون في الكشف عنها.

ومن النقاط الجديرة بالانتباه، والتي ربما يغفل عنها كثيرون، أن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي يقوم احيانا المشاركة في بعص اجتماعات الحكومة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة ومعروف عنه الاهتمام بتفاصيلها.

ووفقًا لمعلومات متواترة، فقد استخدم هذه الوسيلة أكثر من مرة في لقاءات مع المبعوث الأممي وشخصيات أخرى.

يمكن قراءة هذه الضربة على الحوثيين

على أكثر من مستوى.

• عسكريًا: لا يبدو أن القدرات الميدانية ستتأثر جذريًا طالما أن القتلى لم يتضمنوا قادة ميدانيين أو أركانًا بارزين يشكلون العمود الفقري لإدارة الجبهات والعمل الصاروخي والمسير.

غير أن تعطّل قنوات الاتصال بين المستوى السياسي والعسكري، ولو لفترة قصيرة، يمكن أن يربك القرار العملياتي ويؤخر التنسيق في إدارة المعارك.

• أمنيًا داخليًا: ستجد الجماعة نفسها مضطرة لإطلاق حملات ملاحقة وتحقيقات داخلية بحثًا عن مصدر الاختراق أو التسريب، وهو ما سيخلق أجواء شك وارتياب بين أجهزتها، وقد يولّد توترات بين الأجنحة المختلفة.

• إعلاميًا: من المرجح أن ينكمش الظهور الجماعي لصالح اجتماعات أكثر تحفظًا وسرية، بما يعني خسارة جزء من صورة «السيطرة والدولة» التي تحاول الجماعة ترسيخها أمام جمهورها.

إن الفشل الأمني الذي سمح بحدوث الضربة يعود إلى أسباب بينها:

1. ثغرة واضحة في إجراءات حماية الاجتماعات، إذ اعتاد الحوثيون على عقد لقاءات حكومية في أزمنة وأمكنة شبه ثابتة، الأمر الذي سهّل مهمة الرصد والاستهداف.

2. الاحتمال القوي بوجود عملية اختراق استخباراتي عبر رصد أجهزة الاتصال.

3. سوء تقدير لطبيعة الرد الإسرائيلي، حيث تعايش الحوثيون مع نمط ضربات استهدفت البنية التحتية خلال الأشهر الماضية، ما أوحى لهم أن القيادات الحكومية ليست ضمن بنك الأهداف المباشر.

4. الرهان على الكثافة السكانية المحيطة بالمقارّ – مثل فج عطان ومحيط دارالرئاسة وبيت بوس وحدة، وهو افتراض أثبت عدم صحته، إذ لم يمنع إسرائيل من اتخاذ قرار الاستهداف.

هذه الملابسات تجعل الحدث أقرب إلى ما عرفناه في اغتيالات إسرائيل لقادة حزب الله في لبنان أو قادة إيران في حرب إيران وإسرائيل الأخيرة أو في سوريا والعراق، حيث كان الاختراق الاستخباراتي هو العامل الحاسم.

ويبقى السؤال الجوهري: هل نحن أمام ضربة معنوية فقط، أم إنجاز عسكري نوعي؟

إذا ثبت فعلا أن االمستهدفون مدنيون فقط ، فإن الاستهداف وجّه ضربة رمزية إلى جماعة الحوثي، وأصاب صورتها الرمزية أكثر مما أصاب تنظيمها العسكري. وفي هذه الحالة يمكن القول إن إسرائيل حققت نصرًا معنويًا قد يكون كبيرا، لكنه محدود التأثير في حسابات القوة والقدرة القتالية على الأرض.

لكن الضربة بلا شك ستجبر الحوثيين على إعادة صياغة استراتيجيتهم وتكتيكاتهم الأمنيةفسيكون عليهم:

• تفكيك الاجتماعات الكبيرة وتوزيعها على أماكن وأوقات مختلفة.

• منع الأجهزة الإلكترونية والهواتف داخل القاعات.

• فرض إجراءات أمنية أطول على المواكب والتنقلات.

• تعزيز الرقابة الداخلية على حساب المرونة الإدارية والعملياتية.

مثل هذه الترتيبات قد توفر حماية نسبية، لكنها في المقابل سترفع كلفة التنسيق الداخلي وتربك سير الأعمال اليومية.

أما إذا تكررت الضربة في غضون أسابيع، فذلك سيكون مؤشرًا على أن لإسرائيل بنك أهداف متجدّد داخل صنعاء، وأن قدرات الحوثيين على التمويه والحماية ما زالت ضعيفة.

عندها ستضطر الجماعة إلى إعادة هيكلة شاملة لآليات اتخاذ القرار، مع ما يحمله ذلك من تباطؤ في الاستجابة الميدانية وخلق نقاط ضعف في الإدارة الداخلية. أما إذا بقيت العملية معزولة، فستظل إنجازًا معنويًا كبيرًا لإسرائيل، لكنه محدود في أثره العملياتي المباشر.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اسرائيل.. تحضيرات تاريخية لزيارة زعيم مسلم .. من هو ؟

موقع الأول | 867 قراءة 

"برّع يا سرق برّع".. فعالية للانتقالي بالضالع تتحول لتظاهرة غاضبة ضد "الزبيدي" وتجبره على المغادرة (فيديو)

الموقع بوست | 819 قراءة 

المشاط يدعو السعودية إلى إنهاء العدوان وتنفيذ استحقاقات السلام

قناة المهرية | 557 قراءة 

خسائر الحوثيين تتصاعد.. تشييع 27 عنصرًا بينهم قيادات رفيعة منذ مطلع أكتوبر

حشد نت | 553 قراءة 

أول تعليق من تيار القيادي صلاح الشنفرة حول فعالية الإنتقالي بذكرى 14 اكتوبر في الضالع

يمن فويس | 477 قراءة 

نبوءة صحفي جريء تكشف هوية رئيس اليمن القادم

نافذة اليمن | 466 قراءة 

الجيش المصري يكشف سبب الانفجار المدوي في القاهرة

الوطن العدنية | 449 قراءة 

ترامب في شرم الشيخ: العراق لديه نفط كثير لا يعرف ماذا يفعل به وهذه مشكلة كبيرة

عدن نيوز | 438 قراءة 

عاجل:وصول جثمان الفنان علي عنبه الى صنعاء(صور)

كريتر سكاي | 420 قراءة 

ضبط أكثر من 24 ألف قطعة لصناعة الطائرات المسيرة في ميناء عدن

تهامة 24 | 360 قراءة