تشهد المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي تصاعداً خطيراً في النزاعات القبلية، حيث تحوّلت الخلافات التقليدية إلى مواجهات دامية تُغذيها سياسات مليشيا الحوثي التي تعتمد على إذكاء الفتن وإحياء الأحقاد القديمة، في محاولة لترسيخ نفوذها وإبقاء المجتمع غارقاً في صراعات داخلية تخدم مشروعها الطائفي.
فتنة أرحب ونهم تتأجج
شمال العاصمة صنعاء، تصاعد التوتر بين قبيلتي أرحب ونهم بعد اختطافات متبادلة وتصاعد خطابات التحريض، ما دفع مئات المسلحين للاحتشاد على الحدود استعداداً لأي مواجهة محتملة.
وقد وثّق ناشطون مقاطع تظهر تجمعات كبيرة للمسلحين على جانبي الحدود، في مشهد ينذر بتصعيد دموي، رغم محاولات وساطة قبلية لاحتواء الموقف.
مصادر قبلية أكدت أن شرارة النزاع انطلقت من اتهامات متبادلة بسرقة مزارع للقات، وتصعيد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيما اتهمت القبائل مليشيا الحوثي بالاستفادة من الوضع لتأجيج الخلافات، خاصة بعد اختطاف مسلحين من مليشيا الحوثي لشخصين من قبيلة نهم داخل مسجد في قرية بيت دفع، مروراً بنقاط تفتيش المليشيا دون أي تدخل.
دماء في عمران
في محافظة عمران، اندلعت مواجهات عنيفة بين قبيلتي ذو صباري وذو خيران على خلفية نزاع حدودي قديم، أودت بحياة سبعة أشخاص بينهم امرأتان. المصادر القبلية رجحت أن القيادي في مليشيا الحوثي علي زايد صباري زوّد قبيلته بالأسلحة الثقيلة، ما حول النزاع إلى حرب مصغرة قبل تدخل وساطة للتهدئة، عقب حملة عسكرية من المليشيا بذريعة ضبط الوضع.
اشتباكات متفرقة في الجوف وذمار
محافظة الجوف شهدت مواجهات متكررة بين قبائل همدان والشولان على خلفية ثارات قديمة، في حين تصاعدت اشتباكات بين قبائل دهم ومسلحي مليشيا الحوثي على خلفية محاولات الاستيلاء على الأراضي، إلى جانب صدامات بين آل صقرة وآل جحوان الموالين للمليشيا.
وفي ذمار، تتواصل المواجهات المتقطعة بين قبائل الحدا على خلفيات حدودية، وسط صمت أمني من أجهزة مليشيا الحوثي، فيما تستمر قيادات المليشيا في تأجيج النزاعات عبر تسليح بعض الأطراف.
سياسة “فرق تسد” بوجه جديد
مراقبون أكدوا أن ما يجري يشبه استنساخ سياسات النظام الإمامي القديم في إذكاء الأحقاد، حيث تسعى مليشيا الحوثي إلى تحويل الخلافات القبلية إلى حروب مستمرة تستنزف المجتمع، وتبعده عن التركيز على فشل سلطتها وانهيار الوضع المعيشي في مناطق سيطرتها.
ويحذر المراقبون من أن هذه السياسات تمثل تهديداً كبيراً لمستقبل اليمن، إذ تهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعي للقبائل، واستغلال النزاعات لإبقاء مليشيا الحوثي الطرف الأقوى، بينما تتحول القبائل ضحية لصراع طائفي يهدد استقرار شمال البلاد ويغرقه في فوضى مستمرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news