صحفي اقتصادي يدق ناقوس الخطر: خطة العملة الصعبة تواجه مصيرًا مجهولًا

     
المرصد برس             عدد المشاهدات : 193 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
صحفي اقتصادي يدق ناقوس الخطر: خطة العملة الصعبة تواجه مصيرًا مجهولًا

في ظل التحديات الاقتصادية المتصاعدة التي تواجهها البلاد، قدّم الصحفي والمحلل الاقتصادي البارز 

ماجد الداعري

 رؤية تحليلية عميقة حول الآلية الجديدة لتمويل اعتمادات المستوردين، موضحًا أن الدولة تسير حاليًا على نهج اقتصادي يُعيد ترتيب الأولويات في مرحلة استثنائية، حيث يُعطى 

المواطن العادي

 الأسبقية القصوى على حساب دعم كبار التجار أو التوسع غير المدروس في الاستيراد.

وأوضح الداعري، في تصريحات متزنة وتحليل دقيق، أن الحكومة والبنك المركزي يعتمدون على نهج مزدوج يجمع بين 

الإجراءات الضبطية الصارمة

 و

تحسين إدارة الموارد المحلية

، بهدف توجيه هذه الموارد لمواجهة آثار التضخم المتسارع وتدهور قيمة العملة الوطنية، والتي انعكست بشكل مباشر على القوة الشرائية للمواطنين، خصوصًا في ظل ارتفاع أسعار السلع الأساسية.

وأشار الداعري إلى أن هذه المرحلة لا تسمح بمواصلة سياسات الدعم غير المُوجّه، موضحًا أن “كبار التجار، وخصوصًا المستوردين الكبار، استفادوا بشكل كبير من تقلبات السوق خلال سنوات الحرب، حيث استفادوا من فروق أسعار الصرف، وحققوا أرباحًا طائلة، بينما تحمل المواطنون العبء الأكبر من تداعيات انهيار العملة”. وبناءً عليه، يرى الداعري أن من الطبيعي أن تُطالب هذه الفئة بـ”تحمل جزء من كلفة الإصلاحات الاقتصادية”، باعتبارها شريكًا في المسؤولية الوطنية، لا مجرد متلقي للدعم.

شراكة حكومية – مصرفية لتمويل الاستيراد

وفيما يتعلق بآلية تمويل اعتمادات الاستيراد، أكد الداعري أن القرار يتم بشكل مركزي من خلال 

شراكة فاعلة بين الحكومة والبنك المركزي

، بدعم من 

القطاع المصرفي المحلي

. ولفت إلى أن البنوك التجارية وشركات الصرافة ستُكلّف بتوفير العملة الصعبة للمستوردين، ولكن 

بشكل انتقائي

، وفق قائمة السلع غير المشمولة بقرارات اللجنة الاقتصادية، ما يعني أن التمويل لن يكون شاملاً، بل محصورًا بالسلع الأساسية التي تمس حياة الناس مباشرة.

وأشار إلى أن هذه الآلية تهدف إلى “ضبط السوق، وضمان وصول العملة الصعبة إلى وجهتها الصحيحة”، مضيفًا أن “الدولة لم تعد قادرة على تمويل كل عمليات الاستيراد دون تمييز، خاصة في ظل الشح المالي وانعدام التدفقات الخارجية”.

إعادة توجيه العملة الصعبة من السوق الموازية إلى القنوات الرسمية

ومن أبرز ما تناوله الداعري هو الجانب 

الضبطي والتنظيمي

 في هذه الخطة، والذي وصفه بـ”الحساس والمحوري في نجاح السياسة النقدية الحالية”. وأوضح أن السلطات تسعى إلى 

إجبار شركات الصرافة

 على تمويل استيراد عملائها مباشرة من خلال القنوات المصرفية الرسمية، وذلك بهدف 

سحب المدخرات الكبيرة من العملات الأجنبية

 التي تُحتجز خارج النظام المصرفي، وتحويلها إلى النظام الرسمي.

واعتبر الداعري أن هذه الخطوة “تمثل محاولة جريئة وغير مسبوقة”، لأنها تسعى إلى كسر احتكار السوق الموازية، وتُعيد للبنك المركزي دوره كمصدر رئيسي لتوفير العملة الصعبة، وتُعزز من قدرته على بناء 

احتياطي نقدي استراتيجي

 يمكنه من تمويل الواردات الحيوية في المستقبل.

وأوضح أن هذه الآلية تحقق هدفين في آنٍ واحد:

أولًا: 

تقليص نشاط السوق الموازية

، الذي يُعدّ أحد المصادر الرئيسية لتقلبات سعر الصرف.

ثانيًا: 

إدخال السيولة الأجنبية إلى النظام المصرفي

، ما يعزز من قدرة البنوك على تمويل الاقتصاد ويدعم الاستقرار النقدي.

تحديات أمام نجاح الخطة

ومع إشادته بالاتجاه العام للسياسة الاقتصادية، حذر الداعري من أن نجاح هذه الآلية 

مرتبط بشكل مباشر باستجابة السوق

، موضحًا أن “المرحلة الحالية تعتمد بالكامل على السيولة المتاحة من العملات الأجنبية داخل السوق المحلية، وليس على تدفقات نقدية جديدة من الخارج، مثل الودائع أو القروض أو المساعدات الدولية”.

وأضاف: “إذا لم تتعاون شركات الصرافة والتجار، وإذا لم يُلتزم بالضوابط، فإن هذه الخطة قد تواجه صعوبات جوهرية، وقد تفشل في تحقيق أهدافها، خاصة في ظل هيمنة المضاربات وغياب الرقابة الفعالة في بعض الجوانب”.

وفي ختام تحليله، أكد ماجد الداعري أن “الدولة تسير في الاتجاه الصحيح بوضع المواطن في قلب أولوياتها الاقتصادية”، داعيًا إلى “مزيد من الشفافية والرقابة، وتحفيز الشراكة الحقيقية بين القطاع العام والخاص، لا من حيث المكاسب، بل من حيث المسؤولية الوطنية”.

وشدّد على أن “الإصلاح الاقتصادي لا يمكن أن ينجح دون توزيع عادل للعبء، وأن يكون الجميع شركاء في بناء اقتصاد مستقر، يُعيد الثقة في العملة، ويُعيد للناس أملهم في حياة كريمة”.

الاقتصاد

التضخم

ماجد الداعري

شارك على فيسبوك

شارك على تويتر

تصفّح المقالات

السابق

مطعم تتجاوز قيمته مليار ريال يغلق أبوابه في صنعاء

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

أول ضربة جوية على مواقع الانتقالي بوادي حضرموت… الناطق العسكري يكشف التفاصيل

نيوز لاين | 1096 قراءة 

هجوم على قوات الانتقالي

كريتر سكاي | 820 قراءة 

قيادات حزب الإصلاح تستعد لمغادرة الحياة السياسية.. وإعلان رسمي يكشف ما يحدث خلف الكواليس

المشهد اليمني | 510 قراءة 

ناشط موالٍ للحوثيين يحذّر من انفجار مؤجّل

نافذة اليمن | 493 قراءة 

أنباء عن تعيين القائد السابق للمنطقة العسكرية الثانية قائداً للفرقة الثانية بـ«درع الوطن» وبدء إعادة هيكلة القوات في صحراء العبر

يني يمن | 480 قراءة 

ظهور قيادي عسكري جنوبي بارز في اعتصام عدن وسط انتقادات لممارسات ”المليشيات الانتقالي”

المشهد اليمني | 455 قراءة 

خيانات وزراء الدفاع: كيف مهد محمد ناصر أحمد ومحسن الداعري لدخول الميليشيات؟

إيجاز برس | 453 قراءة 

لحج قرارات لهاشم السيد بفصل جنود من أبناء المحافظة داخل ألوية الحماية الرئاسية واستبدالهم

موقع الجنوب اليمني | 433 قراءة 

بلا علم ولا صورة ولا دولة ..الزبيدي يترأس اجتماعاً رفيعاً لقيادة الانتقالي في قصر معاشيق

يني يمن | 305 قراءة 

حضرموت.. الانتقالي يبدأ تحركات للاستيلاء على منازل عسكريين ومدنيين

قناة المهرية | 293 قراءة