لتأمين ممرات تهريب السلاح والمخدرات ..إيران ترفع مستوى التنسيق بين ذراعها الحوثية وحركة الشباب الصومالية
أفادت مصادر استخباراتية متعددة، بتمكن ايران من فرض وجودها الارهابي في أهم الممرات المائية في العالم والممتدة من مضيق هرمز في الخليج العربي، وصولًا الى باب المندب والبحر الاحمر غربي اليمن
.
وأكدت بأن حركة الملاحة والابحار عبر المنطقة المائية الواقعة بين الخليج العربي والبحر الاحمر، بما فيها بحر العرب وخليجي عدن وعمان، مرورًا بالمحيط الهندي ووصولًا الى قناة السويس والمتوسط، باتت تحت طائلة الارهاب الايراني المنظم والمتحد مع الجماعات الارهابية كتنظيمي القاعدة وداعش.
رفع مستوى التنسيق
وفي هذا الصدد، تؤكد المعلومات الاستخباراتية، بأن ايران عمدت عقب توقيع اتفاق وقف الهجمات الامريكية على ذراعها الحوثية باليمن، مقابل وقف الهجمات ضد الملاحة في المنطقة، الى تكثيف التنسيق بين الحوثيين وحركة الشباب الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة الارهابي.
ووفقًا للمعلومات، فقد تمكنت ايران من إنشاء مناطق مسلحة على ضفتي البحر الاحمر، تديرها عناصر ارهابية مشتركة من الحوثيين وحركة الشباب الصومالية وعناصر من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية المتمركزة في اليمن.
وأكدت قيام ايران بإرسال شحنة اسلحة متطورة الى حركة الشباب الصومالية رفقة 40 خبيرا عسكريا من الحرس الثوري الايراني لتدريب عناصر الحركة على استخدام تلك الاسلحة، وفرضت عناصر عقائدية حوثية للإشراف على العمليات المشتركة في الصومال ومناطق أخرى.
كما أكدت سعي ايران للتنصل بطرق غير مباشرة عن اتفاق وقف استهداف سفن الملاحة والتجارة في الممرات المائية بالمنطقة وفي مقدمتها البحر الاحمر وخليج عدن، عبر عناصر حركة الشباب وتنظيم القاعدة في اليمن.
حركة الشباب تُحكِم قبضتها
على الضفة الأخرى من خليج عدن، استعادت حركة الشباب الصومالية زخمها القتالي مؤخرًا، بعد حصولها على اسلحة ايرانية متطورة وتدريبات قتالية نوعية من قبل خبراء الحرس الثوري الايراني.
وحسب المعلومات فقد فرضت حركة الشباب الصومالية سبطرتها على مناطق صومالية جديدة مؤخرًا، بمساندة عناصر حوثية وايرانية وعناصر ارهابية اخرى، ابرزها السيطرة على بلدة "عدن يغبل" الاستراتيجية التي تبعد نحو 120 ميلاً من مقديشو، بعد معارك عنيفة وغارات جوية صومالية أمريكية مشتركة.
وكانت القوات الامريكية بالمنطقة استشعرت خطر تنامي التنسيق الايراني بين ذرعها الحوثية في اليمن، وعناصر تنظيم القاعدة في الصومال واليمن ودول افريقية اخرى، لذا اشتركت في مهاجمة عناصر حركة الشباب الصومالية، الى جانب القوات الحكومية الصومالية، إلا أنها فشلت في كسر الهجوم ومنع السيطرة على بلدة "عدن يعبل" .
وأكدت المعلومات الاستخباراتية وجود انتشار كبير لعناصر حركة الشباب والقاعدة في مناطق صومالية عدة، خاصة الواقعة على مقربة من الشريط الساحلي الواقع على البحر الاحمر وخليج عدن، ما يعكس هشاشة الوضع الأمني وقدرة الحركة على المناورة والعودة.
محاور ارتكاز حوثية بالصومال
باتت مناطق مثل أرض الصومال، وبونتلاند، وأقاليم الجنوب الصومالي، محاور ارتكاز جديدة للحوثيين في سعيهم لتوسيع نطاق عملياتهم نحو المحيط الهندي. وتشير المعلومات الاستخباراتية إلى أن الحوثيين ومن خلفهم ايران قد يستخدمون هذه المناطق كمنصات للهجوم أو الرد في فترات التصعيد، المتوقعة مع واشنطن وتل ابيب على خلفية البحث عن اليورانيوم المخصب.
ويرى مراقبون ان الوضع في الممرات المائية الهامة في المنطقة بات خطرًا في ظل توسع تحالفات وكلاء ايران في اليمن مع التنظيمات الارهابية كالقاعدة وداعش وجماعة الاخوان المسلمين، والتي تحوّلت من مرحلة التنسيق الى تشكيل قواعد قتالية مشتركة.
فلم يعد ينظر الى تلك العلاقة كتحالفات تكتيكية مؤقتة، بل باتت تشكّل شبكة نفوذ عسكرية عابرة للحدود.
فالحوثيون وفي ظل هذا التحوّل، يرى مراقبون أن العصابة الايرانية تُعيد تعريف نفسها كقوة تمرد مستقلة، تتقن استغلال الفوضى وتبني تحالفات مفاجئة لفرض وجودها في ممرات استراتيجية بالغة الأهمية.
تبادل الأدوار على الممرات
يرى العديد من المراقبين للاوضاع في المنطقة، ان ايران وبعد تلقيها ضربات مميتة من اسرائيل وامريكا، كما حدث سابقا مع اذرعها في المنطقة بما فيها ذراعها الحوثية باليمن والمصنفة ارهابية، عمدت مؤخرًا على تقوية ذراع جديدة على ضفة البحر الاحمر الأخرى.
مسعى ايران حسب المراقبين ياتي في اطار فرض تواجدها على الساحة والاستمرار باستخدام ورقة تهديد الملاحة بالمنطقة للحصول على امتيازات بشان ملفها النووي، ومنع القضاء على ذراعها الحوثية في اليمن والتي قيدتها الاتفاقية مع امريكا.
ويؤكد المراقبون قيام ايران بعملية تبادل ادوار بين اذرعها الارهابية بالمنطقة فيما يتعلق بتهديد حركة الملاحة، واستمرار عمليات تهريب الاسلحة والمخدرات والممنوعات الأخرى بما فيها البشر، للحصول على التمويل اللازم لتلك العمليات.
تحالف المصالح الارهابية
ورغم الاختلاف الايديولوجي بين حركة الشباب الصومالية وتنظيم القاعدة من جهة، وعصابة الحوثي الايرانية من جهة اخرى، إلا أن ايران استطاعت من خلال سياسة تبادل المصالح من توظيف الامكانيات الارهابية للقاعدة في خدمة مشروعها الفكري والاستراتيجي في المنطقة.
وفي هذا الصدد، تؤكد المعلومات الاستخباراتية، ان ايران اوعزت للحوثيين باليمن مؤخرا، لتوسيع التنسيق مع القاعدة وفصيل التنظيم في الصومال المتمثل بحركة الشباب، لتبادل المنافع وتنفيذ مهام لوجستية بحرية تُسهم في تمرير شحنات التهريب وتضليل الدوريات البحرية للقوات الدولية العاملة في المياه الاقليمية.
وحسب المعلومات، فانه تم تعميق العلاقة بين الجانبين والتي بدات مؤشراتها برصد تصاعد القرصنة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب خلال الفترة الاخيرة.
وكانت تقارير استخباراتية غربية اكدت وجود نشاط لعناصر ارهابية في البحر الاحمر وخليج عدن بدأ يتنامى متذ مطلع العام 2024، مؤكدة ان ذلك النشاط يهدد الملاحة ويزيد من عمليات التهريب في المنطقة، ويعتقد ان ذلك ناجم عن التنسيق بين الحوثيين باليمن وحركة الشباب في الصومال.
تقارير أممية هي الاخرى كانت تحدثت مؤخرا عن وحود تنسيق بين الحوثيين ذراع ايران في اليمن وحركة الشباب الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة الارهابي، مشبرة إلى عقد لقائين مباشرين بين الجماعتين في يوليو وسبتمبر 2024، تم خلالهما تسليم أسلحة خفيفة من الحوثيين إلى الشباب. وتم التأكد من مصدر الأسلحة عبر أرقام تسلسلية طابقت شحنات سابقة صودرت في البحر.
تعاون عملياتي.. لجبهة مزدوجة
وخلال الاسابيع القليلة الماضية، تم رصد تحركات حوثية بتنسيق ايراني بين صنعاء والصومال، حيث تؤكد المعلومات، إرسال الحوثيين خبراء صواريخ ومسيّرات ومنسقين إلى داخل الأراضي الصومالية لتسهيل التعاون العملياتي، بما في ذلك دعم تنفيذ هجمات ضد السفن الملاحية والتجارية وحتى البوارج العسكرية في البحر الاحمر.
وتشير المعطيات الى ان التنسيق بين الحوثيين وحركة الشباب لم يعد يقتصر على تسهيل التهريب، بل انتقلت مرحلة المشاركة الفعلية بالعمليات الهجومية الارهابية ضد سفن الملاحة بالمنطقة.
وحسب المعطيات فقد تم رصد هجمات في خليج عدن نفذت من مناطق خارج تغطية الرادارات التابعة للحوثيين، ما يرجّح تورط عناصر صومالية في عمليات التوجيه والاستطلاع، كما تم رصد زيارات ميدانية لعناصر تابعة لحركة الشباب الصومالية الى محافظة الحديدة الواقعة تحت سيطرة عصابة الحوثي، تلقت خلالها تدريبات في معسكرات تشرف عليها وحظات من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني.
كما تم رصد عناصر صومالية تابعة لحركة الشباب وهي تعبر بين محافظتي ابين على ساحل بحر العرب، والواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا، باتجاه محافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، تشير المعلومان ان تلك المجاميع التابعة لحركة الشباب، تلقت تدريبات على استخدام المسيّرات، إلى جانب "دورات أيديولوجية"، في مؤشر على سعي الحوثيين لتوسيع نفوذهم العقائدي أيضًا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news