الذكرى الـ31 لحرب اجتياح الجنوب.. يوليو بين ثنائية الانكسار والانتصار

     
العاصفة نيوز             عدد المشاهدات : 67 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الذكرى الـ31 لحرب اجتياح الجنوب.. يوليو بين ثنائية الانكسار والانتصار

إن يوم السابع من شهر يوليو الأسود، عام 1994، سيضل عالقا في أذهان الجنوبيين، كونه أحدث جراحات لم تندمل بمرور السنين، وسيظل نزيفه يتجدد في كل عام تلوح ذكراه، وها نحن اليوم في الذكرى الـ31 لليوم الذي اجتاحت فيه قوات نظام صنعاء أرض الجنوب بقوة السلاح، وشنت فيه حرب همجية أنهت مشروع وحدة لم تدم أكثر من أربع سنوات، فتحولت من مشروع وحدة قائمة على التوافق والندية إلى احتلال سياسي وعسكري واقتصادي للجنوب تحت غطاء ما سُمي بـ”الوحدة اليمنية”، مسنودة بفتوى تكفيرية … نستذكر تلك الحرب الرعناء والهمجية على شعب الجنوب محمّلة بمرارة، مشحونة بمشاعر الغضب والتمسك بالحق في استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة فصير الجنوبيون يوليو من فعل الانكسار إلى فعل الانتصار.

*اجتياح 7/7: إسقاط مشروع الوحدة وتكريس لواقع احتلالي

كانت حرب صيف 1994 تتويجًا لصراع سياسي واقتصادي وعسكري بين شريكي مشروع “الوحدة اليمنية” – جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (الجنوب) والجمهورية العربية اليمنية (الشمال) – منذ إعلانها في 22 مايو 1990، مشروع وحدة حمل بذور أزمته منذ الإعلان ولم تكن ناتجة عن توافق شعبي حقيقي عن طريق الاستفتاء بل مشحونا بعاطفة جياشة نشأ عليها الجنوبيون وكانت شعار يدرس في المدارس متأثرا بالمد القومي أنداك.

اقرأ المزيد...

وصول كمية اسعافية من الوقود الى محطات كهرباء عدن

6 يوليو، 2025 ( 9:53 مساءً )

في الذكرى الـ31 لاجتياح الجنوب: حضرموت على العهد حتى استكمال التحرير

6 يوليو، 2025 ( 9:28 مساءً )

ومع تصاعد الخلافات وتفجر الأزمات السياسية، وتدخل الوسطاء العرب إلا أن صالح عفاش ونظامه قد بيتوا نسف مشروع الوحدة قبل الدخول فيها … وهو ما بلغ الأمر ذروته بإعلان الحرب الشاملة على الجنوب، حيث أعلن عفاش الحرب على الجنوب في 27 أبريل 1994 ونفذها في عمران في مايو باجتياح معسكر جنوبي … ومنها استمرت المواجهات لتصل إلى العاصمة عدن بعد تدمير واسع وانتهاكات جسيمة بحق المدنيين والمنشآت الحيوية؛ استخدم نظام صنعاء فيها القوة المفرطة لقمع الجنوبيين وفتك بالشراكة والسيادة وتسريح كل الكادر المدني والعسكري إلى أن وضعت الحرب أوزارها في 7/ 7 / 1994..

وأظهرت تلك الحرب بما لا يدع مجالًا للشك أن مشروع “الوحدة” المفروضة بالقوة هي احتلال مقنّع، وأن إرادة شعب الجنوب قد جرى سحقها تحت جنازير الدبابات الشمالية، وسرعان ما تم فرض سلطة مركزية، همّش الكوادر الجنوبية، وصادر الممتلكات العامة والخاصة، ودمج المؤسسات الجنوبية في كيان الشمال دون أي اعتراف بحقوق الشراكة أو الخصوصية فكان الفارق بين ثقافتين متباينتين تماما.

تداعيات الحرب على الجنوب: تهميش، نهب، ومقاومة متصاعدة

ما بعد 7 يوليو 1994 كان كارثيًا على الجنوب في مختلف الأصعدة. فبدلًا من بناء دولة موحدة على أسس عادلة، مارس نظام صنعاء سياسة ممنهجة لتهميش الجنوب وإقصاء أبنائه من مؤسسات الدولة؛ مارس عمليات الاغتيال بحق كوادره وشُرّد الآلاف من العسكريين والمدنيين، وتمت مصادرة الأراضي العامة والخاصة، كما تم العبث بالهوية الثقافية والمؤسسية للجنوب.

أما على المستوى الاقتصادي، فقد شهد الجنوب نهبًا منظمًا لثرواته، وخاصة النفطية منها، وتحولت محافظاته إلى مناطق مستنزفة لصالح شخصيات قبلية شمالية حاكمة. أُغلقت المؤسسات الإنتاجية، وانتشرت البطالة، وتراجعت الخدمات الأساسية، ما فاقم من معاناة المواطنين ودفعهم إلى التمرد في أشكال من الكفاحات السلمية والمسلحة لاحقًا.

وفي الجانب السياسي، أصبح الجنوب أشبه بمستعمرة داخل دولة موحدة اسمًا فقط. وتم استخدام القوة لقمع أي أصوات جنوبية تطالب بالحقوق أو الشراكة. وظل الجنوبيون لعقود يُعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية، دون تمثيل حقيقي، ودون اعتراف بمظلوميتهم السياسية والتاريخية.

وبرغم كل محاولات الإخضاع، لم تنكسر إرادة شعب الجنوب؛ فقد ولد من ليل المعاناة فجر حركة “المقاومة الشعبية”، بدأت سلمية عبر الاعتصامات والمظاهرات، وكان الانكسار في مايو. والانتصار والانطلاق المنظم في 7/ 7/ 2007…. بإعلان الحراك السلمي، وتطورت لاحقًا إلى حراك جنوبي واسع النطاق رفع شعار “استعادة دولة الجنوب”، وهو ما مهد الطريق، لنجاح “المقاومة الجنوبية” في صد وطرد الغزو الشمالي الثاني 2015، ثم تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي ككيان سياسي يمثل تطلعات الجنوبيين في تقرير مصيرهم واستعادة دولتهم.

*اليوم.. مشروع استعادة دولة الجنوب يلوح في الأفق

اليوم، وبعد 31 عامًا على اجتياح 7/7، يقف شعب الجنوب على أعتاب مرحلة جديدة. فقد تغيّر المشهد السياسي والعسكري بشكل جذري، ونجحت القوات المسلحة الجنوبية، بفضل تضحيات الشهداء والجرحى، في إفشال مشروع الهيمنة والسيطرة، وقد لعب المجلس الانتقالي الجنوبي دورًا محوريًا في توحيد الصف الجنوبي وبناء مؤسسات سياسية وأمنية تمهد لاستعادة الدولة.

تمكنت القوات المسلحة الجنوبية، بفضل خبرتها ومهنيتها، من تأمين محافظات الجنوب وطرد عناصر الإرهاب والجماعات المتطرفة، كما شكلت صمّام أمان في معركة الدفاع عن الأرض والكرامة…. أما سياسيًا، بات المجلس الانتقالي ممثلًا شرعيًا لقضية شعب الجنوب في مختلف المحافل، بعد أن فرض حضوره في اتفاق الرياض والمشاورات السياسية، ونجح في إيصال صوت شعب الجنوب إلى المجتمعين الإقليمي والدولي.

إن ذكرى 7 يوليو لم تعد مجرد محطة انكسار في ذاكرة شعب الجنوب، بل تحوّلت إلى منارة تذكّر الجميع بأن ما بُني على القوة لا يدوم، وأن إرادة الشعوب لا تُقهر، فشعب الجنوب اليوم أكثر وعيًا وتنظيمًا وأكثر تمسكًا بحقه في استعادة دولته، بعيدًا عن مشاريع الدمج القسري والهيمنة.

وفي هذه اليوم، يجدد المجلس الانتقالي الجنوبي العهد لشعب الجنوب بأن مشروع الاستقلال ماضٍ، وأن معركة التحرير لم تعد مؤجلة، بل تتقدم بثبات رغم التحديات. كما يدعو شعب الجنوب إلى التكاتف ورص الصفوف من أجل تحقيق الهدف الأسمى المتمثل في استعادة دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة على كامل السيادة والتصدي لكل من يتربص بغية إحداث انقسام جنوبي – جنوبي.

ستظل ذكرى 7/7 محطة مفصلية في تاريخ الجنوب، شاهدة على جريمة غزو ممنهجة، وعلى بداية مشوار طويل من النضال والمقاومة والصمود. ومع كل عام يمر، تترسخ قناعة شعب الجنوب بأن استعادة دولته ليست حلماً، بل استحقاقًا تاريخيًا لا تراجع عنه.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

دبلوماسي روسي يكشف ما تم التوافق عليه في مجلس الأمن بشأن اليمن..!

عناوين بوست | 728 قراءة 

ماهي مستجدات قرارات اللواء عيدروس الزُبيدي ؟ ولماذا يغادر الامارات متوجها الى الرياض ؟وهل يوافق الرئيس العليمي عليها ؟ مصادر عليا لصحفي يمني تجيب وتكشف عن اخر المستجدات

المشهد الدولي | 617 قراءة 

ضبط إيقاع الشراكة بحكومتين على طريق حل الدولتين جذر الحل

عدن حرة | 561 قراءة 

صدور قرار صادم من عدن

كريتر سكاي | 530 قراءة 

المكتب السياسي للمقاومة الوطنية يصدر بيان على مستجدات الاحداث الاخيرة عقب قرارات اللواء عيدروس الزُبيدي (نص البيان)

المشهد الدولي | 499 قراءة 

عيدروس فجر الخلاف.. انكشاف الإنقسام داخل مجلس القيادة الرئاسي بتصريحات مفاجئة للمحرمي والبحسني

مأرب برس | 399 قراءة 

هل بوادر الحرب تقترب مع إيران ؟ تحذيرات من دول لمواطنيها لمغادرتها

موقع الأول | 337 قراءة 

سعر مفاجئ للريال اليمني أمام الدولار والسعودي.. الأسعار اليوم

مساحة نت | 333 قراءة 

زوجة تنتقم بالزيت المغلي من زوجها بعد زواجه بأخرى. (صورة)

العاصفة نيوز | 306 قراءة 

أسعار صرف الريال اليمني مقابل السعودي والدولار في صنعاء وعدن ومأرب اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025م

بران برس | 276 قراءة