الوحدة اليمنية… جدار تتكسر عليه الرماح لا الوشائج

     
إيجاز برس             عدد المشاهدات : 150 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الوحدة اليمنية… جدار تتكسر عليه الرماح لا الوشائج

 

في اليمن ليست الوحدة مجرد قصيدة وطنية تتغنى بها الإذاعات، ولا صورة مؤطرة لرئيسين تصافحا فوق ركام ماض انشطاري، إنها الجدار الأخير الذي تتكسر عليه نصال التشظي ومقاصل المشاريع الصغيرة التي تجر الوطن إلى ما قبل الميلاد السياسي.

في الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة اليمنية، يصعد صوت من فوق منصات التشرذم، يقول فيه رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إن الوحدة ليست فقط ما حدث في 22 مايو 1990، بل ما يجب أن يحدث كل يوم مبادرات خلاقة، وعهد متجدد، وخطاب إعلامي موحد، لا يرتدي رداء الشرعية حين يشاء، ثم يخلعه على بوابة الاصطفاف الضيق.

 

والوحدة التي ينشدها اليمنيون لا تُبنى بالخطب، بل بمؤسسات عادلة، وسلطات مستقلة، وحكم راشد يوزع فرص الدولة كما توزع الشمس دفئها بلا تمييز، وحدة كل اليمنيين حين تعاد كتابة العقد الاجتماعي بأيد نظيفة، وألسنة ناطقة بالحق، لا بالتحريض.

لكن الطريق إلى هذه الوحدة ليس مفروشا بأغاني عبدالباسط عبسي، فثمة قضية جنوبية تختنق منذ حرب 1994، وتمثل اليوم صمام الأمان لأي تسوية سياسية.

 

وبين ماض يتشح بثنائية الانقسام ومحاولات لم تكتمل، وحاضر تتنازعه خرائط البنادق، تتوزع مراحل الوحدة اليمنية على ثلاث محطات، ما قبل 1990 دولتان، كلّ منهما يحمل مشروعا وذاكرة، الشمال جمهوري تقليدي، والجنوب اشتراكي متمرّد.

إعلان الوحدة في 22 مايو 1990، تم الزفاف الرسمي، ولكن دون عقد زواج دائم، فسرعان ما دخلت الخلافات، واختلط العسل بالعلقم.

 

أما ماتلى الوحدة من حرب 1994 إلى ثورة 2011، فحوثي لا يعترف بالوطن إلا إذا كان دربًا نحو الكهف، ومجلسٍ انتقاليٍّ جنوبي يرى في الانفصال مفتاح الخلاص من تاريخٍ لم ينصفه.

ورغم كل هذا، لا تزال الوحدة قائمة، لا كما يتخيلها البعض، بل كما هي: مجروحة لكنها لم تسقط. مقسّمة بالجغرافيا، لكنها متماسكة في الضمير الوطني. يتفق العالم على أنها أفضل الممكن، ويختلف الداخل على شكلها وألوانها وتوزيع مواردها.

 

فالوحدة ليست المعضلة، بل طريقة إدارتها. ليست الخطر، بل من يريدها مغنماً لطرف دون طرف. أما مشاريع التفكيك، فهي كالألعاب النارية في فضاء مظلم: تُبهر للحظة، ثم تذوي، ويظل الليل سيد المكان.

ما نحتاجه ليس التباكي على أطلال الوحدة، بل إعادة بنائها على أسسٍ تليق بشعبٍ بحجم اليمن. مصالحة شاملة، عدالة انتقالية، دولة لليمنيين كلهم، لا يمنٌ للصعدة ولا آخر لعدن. وحدة تُكتب بمداد المواطنة، لا بحبر الغلبة.

ختاما… إن كنتم تؤمنون بالوطن، فكونوا معه موحدين كما كنتم ذات يوم في مايو، لا متقابلين كما أنتم اليوم في الميادين.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : توجيهات رئاسية صارمة لجميع الوزراء بإخلاء عدن فورًا وتحذير من دعم تمرد المجلس الانتقالي

يني يمن | 1145 قراءة 

استياء شعبي عارم في حضرموت من ممارسات "درع الوطن" الاستفزازية ورفع علم اليمن على الجدران

عدن تايم | 635 قراءة 

من هو القيادي الحوثي الذي قتل اربع نساء في سيارة بصنعاء؟ (صورة)

بوابتي | 508 قراءة 

وزير الدفاع يصدر قراراً بتعيين قائداً للواء 315 مدرع بحضرموت بديلاً للمنشق !

يمن فويس | 491 قراءة 

انفراج كبير في ملف المرتبات.. خطوات عملية خلال الساعات الماضية

نيوز لاين | 488 قراءة 

موقف أمريكي إماراتي بشأن اليمن

المشهد اليمني | 482 قراءة 

أنباء عن توجيهات رئاسية عاجلة للمسؤولين الحكوميين بمغادرة عدن فورًا.. ماذا يجري؟

المشهد اليمني | 418 قراءة 

بـ 4 آلاف ريال فقط.. السعودية تكشف عن تسهيلات جديدة للحصول على الإقامة الدائمة لأول مرة

نيوز لاين | 396 قراءة 

ناطق الإنتقالي: أربعة من أعضاء المجلس الرئاسي وافقوا على التحرك نحو حضرموت والمهرة ( الأسماء)

شبكة اليمن الاخبارية | 366 قراءة 

تسهيلات جديدة للزيارة العائلية في السعودية… ومدة إنجاز الطلبات تنخفض بشكل غير مسبوق

نيوز لاين | 346 قراءة