فاجأت جمهورية مصر العربية، جميع المراقبين المحليين والاقليميين والدوليين للشأن اليمني، بإعلان رسمي جديد، على خلفية التطورات المتسارعة فيه والتحركات الامريكية ضد جماعة الحوثي الانقلابية، إثر تهديدها باستنئاف الهجمات على الكيان الاسرائيلي وسفنه دعما لغزة.
جاء هذا في اعلان صادر عن نائب وزير الخارجية المصري، ابو بكر حفني، الثلاثاء (11 مارس)، قال فيه إن "تحقيق أمن البحر الأحمر يرتبط بشكل وثيق بحل الأزمة اليمنية وتثبيت وقف إطلاق النار في غزة". ما اعتبر تأييدا مصريا غير مباشر لتهديدات جماعة الحوثي.
مضيفا، خلال افتتاح برنامج تدريبي حول الأمن البحري: إن "استقرار البحر الأحمر يتطلب تعاوناً دولياً وإقليمياً مكثفاً". واشار نائب وزير الخارجية المصري أبو بكر حفني، إلى "إشراك الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن في أي مبادرات تُعنى بالمنطقة".
وتابع، المسؤول المصري الرفيع، وفقا للموقع الالكتروني وصفحات وزارة الخارجية المصرية، قائلا: إنه "يجب تفعيل مجلس الدول العربية والأفريقية المُطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، باعتباره إطاراً إقليمياً ضرورياً لتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول المشاطئة". حسب تعبيره.
يأتي الاعلان المصري بعد اصدار جماعة الحوثي، الجمعة (7 مارس)، اعلانا خطيرا، وصفه مراقبون بأنه "اعلان انتحاري" للجماعة، في ظل التطورات المتسارعة والتحركات الدولية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ضد الجماعة، عبر بدء تنفيذ قرار تصنيفها "منظمة ارهابية" وادراج قياداتها على قائمة العقوبات المالية الدولية.
جاء هذا في خطاب متلفز، لزعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، بثته قناة "المسيرة" مساء الجمعة (7 مارس)، اعلن فيه عن امهال الكيان الاسرائيلي اربعة ايام للسماح بإدخال المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة، مالم فسوف يستأنف الهجمات على الكيان الاسرائيلي وسفنه والسفن المتجهة اليه.
وقال الحوثي في خطابه الجديد: "لا يمكننا أن نتفرج على ما يحصل من تصعيد ومنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة والعودة إلى التجويع من جديد". وأردف: إن الكيان الإسرائيلي "يريد العودة إلى الإبادة الجماعية من خلال التجويع وهذه الخطوة لا يمكن السكوت عليها". حسب تأكيده.
مضيفا: إن التوجه الإسرائيلي والأمريكي "هو التصعيد على مستوى الضفة والقدس وهذا يعني أنهم بعيدون عن مسار السلام". وهدد بـ "استئناف الهجمات البحرية ضد العدو الاسرائيلي في حال استمر بعد الاربعة ايام في منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. ونقابل الحصار بالحصار".
قوبل تهديد زعيم الحوثيين باستئناف الهجمات على الكيان الاسرائيلي، بخروج حشود من المواطنين في العاصمة صنعاء ليلا، باتجاه ميدان السبعين جنوبي العاصمة وجولة "مجسم فلسطين"، حيث تجمهرت وعبرت عن تأييدها زعيم الحوثيين ومباركتها استئناف دعم فلسطين واسناد قطاع غزة المحاصر.
بالتوازي، أصدرت جماعة الحوثي مساء الجمعة (7 مارس) اتهامات للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا بأن القوات التابعة لها "شاركت في مناورات عسكرية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مدينة ام الرشراش (إيلات) جنوبي فلسطين المحتلة، إلى جانب العدو الصهيوني وبرعاية امريكية مباشرة".
جاء هذا في كلمة نشرته وكالة الانباء (سبأ) التابعة لسلطات جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي، على لسان "المحرر السياسي"، قال فيها: إن المشاركة في المناورات مع قوات الاحتلال، بمثابة إعلان واضح عن سقوط هذه الحكومة في مستنقع التطبيع والارتهان المطلق للمشاريع الاستعمارية في المنطقة.
مضيفا: إن مشاركة الحكومة في المناورات تعد "خيانة وطنية مكتملة الأركان وتبعية غير مسبوقة". و"تأتي ضمن مخطط واضح يهدف إلى توسيع النفوذ الصهيوني في المنطقة، حيث سعى الاحتلال الإسرائيلي إلى فرض سيطرته على البحر الأحمر، مُستغلاً حالة الفوضى والانقسام الداخلي في عدد من الدول العربية".
تترافق هذه التطورات، مع اعلان وزارتي الخارجية والخزانة الامريكيتين، الثلاثاء والاربعاء (4-5 مارس) قرارات جديدة بشأن اليمن، تتضمن عقوبات على جماعة الحوثي وقياداتها، على خلفية اعلانها استمرار "اسناد فلسطين والمقاومة الفلسطينية للكيان الاسرائيلي" في حال استأنف الاخير حربه على غزة او نفذ توجهاته لتهجير سكانها بالقوة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news