كتب | صدام اللحجي :
في لحظات لا تُنسى، تشرفتُ بلقاء والد الفقيد اللواء صالح السيد، الحاج أحمد محمد السيد، رحمه الله، في منزله بمنطقة الرباط. كان اللقاء آنذاك بهدف التحضير لإصدار كتاب يوثق مسيرة ابنه، ذلك القائد الذي ترك بصمة لا تُمحى. ورغم أن اللقاء كان الأول بيننا، إلا أن حديثه العفوي وذكرياته التي رواها بحب واعتزاز جعلتني أشعر وكأنني أعرفه منذ زمن طويل.
كان الحاج أحمد رجلاً مهيباً، يحمل في ملامحه هيبة السنين ووقار التجربة، وفي كلماته حنين الأب واعتزازه بابنه الراحل. تحدثنا عن صالح السيد، عن مواقفه، عن شجاعته، عن رحلته التي لم تكتمل، وعن الفراغ الذي تركه في قلوب محبيه. لم يكن اللقاء مجرد حديث عابر، بل كان درسًا في الوفاء والحب الأبوي، وشعرت حينها بثقل الفقد الذي حمله هذا الرجل في قلبه.
واليوم، يصلنا خبر رحيل الحاج أحمد، وكأن الموت يصرّ على أن يجمع الأحبة في دار البقاء بعد أن فرقهم في هذه الدنيا. رحل الأب بعد أن ودّع الابن، وكأن الأيام تأبى أن تترك للحزن نهاية. رحل تاركًا خلفه ذكرياته، وتاريخًا يشهد على عظمة الرجال الذين مروا من هنا.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وجمعه بابنه في جنات النعيم.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news