حريق منزل بقصف للحوثيين في حنكة آل مسعود - البيضاء
بران برس:
تناول تقرير حقوقي موسّع، السبت 1 فبراير/ شباط 2025، جرائم جماعة الحوثي، المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب، والتي ارتكبتها في يناير/ كانون الماضي ضد سكان منطقة حنكة آل مسعود في محافظة البيضاء (وسط اليمن).
ووصف التقرير، الصادر عن منظمة سام للحقوق والحريات، ما جرى في "حنكة آل مسعود" بأنه "جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، تمثلت بمقتل أكثر من 15 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة العشرات بجروح بليغة"، مؤكداً "أن ما ارتكبه الحوثيون في "حنكة آل مسعود" يعد من أسوأ الجرائم التي شهدتها اليمن في السنوات الأخيرة".
وارتكب الحوثيون تلك الجرائم وفق التقرير المعنون بـ"حنكة آل مسعود.. صرخات مدفونة تحت الأنقاض"، بعد حملة عسكرية، نفذوها ضد السكان، تخللتها عمليات قصف جوي ومدفعي مكثف، وفرض حصار خانق، واعتقالات تعسفية، ونهب ممتلكات، وانتهاكات طالت النساء والأطفال.
وأشار إلى أن القصف العشوائي والتدمير الممنهج، أدى إلى تدمير 10 منازل بشكل كامل، إضافة إلى إحراق مسجد ومدرسة لتحفيظ القرآن، لافتاً إلى أنه وثّق حالات نهب لممتلكات المدنيين، شملت أموالًا ومجوهرات ومقتنيات ثمينة تقدر بعشرات الملايين من الريالات اليمنية.
وذكر أن الجماعة خلال الحملة اعتقلت أكثر من 500 مدني، بينهم كبار سن وأطفال، ونُقل بعضهم إلى سجون مجهولة دون أي مسوغات قانونية.
ولفت إلى أن الجماعة عملت على فرض الفكر المذهبي بالقوة، من خلال إغلاق المدارس الدينية، وإجبار السكان على حضور دورات ثقافية طائفية، إضافة إلى استبدال خطباء المساجد بأفراد موالين لها.
وتطرّق تقرير "سام" إلى دوافع حملة الحوثيين، الذي وضعها "في إطار محاولة الجماعة فرض سيطرتها المطلقة على محافظة البيضاء، بعد رفض السكان تنفيذ مطالبها بتسليم أشخاص وصفتهم الجماعة بـ”المطلوبين”.
وقال إن الجماعة استخدمت ذريعة مكافحة الإرهاب لتبرير عمليتها العسكرية، متهمةً السكان المحليين بإيواء عناصر متطرفة، مبيناً "أنها صعدت من استهداف المساجد والمدارس الدينية، حيث طالبت بإغلاق مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم واستبدال خطباء المساجد بأئمة موالين للجماعة".
إلى ذلك أورد التقرير تسلسلاً زمنياً لأيام الحملة العسكرية التي بدأت يوم 5 يناير 2025، حيث فرضت جماعة الحوثي حصارًا مشددًا على المنطقة، ومنعت دخول المواد الغذائية والدوائية، وقطعت الاتصالات والإنترنت، مما جعل السكان في عزلة تامة.
ففي 9 يناير، بدأت الجماعة الحوثية المدعومة إيرانيا، بقصف المنطقة بالطائرات المسيّرة والأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى احتراق منزل بالكامل وتضرر عشرات المنازل الأخرى، إضافة إلى إحراق مسجد القرية. وأسفر القصف عن مقتل شخصين وإصابة 11 آخرين، بينهم ثلاث نساء.
وفي 10 يناير، أرسلت جماعة الحوثي تعزيزات عسكرية ضخمة، شملت دبابات وعربات مدرعة، كما قامت بإحكام السيطرة على مداخل المنطقة لمنع أي محاولة للهروب أو تلقي مساعدات من القرى المجاورة.
وفي 11 و12 يناير، نفذت الجماعة حملة اعتقالات واسعة طالت أكثر من 500 مدني، بينهم أطفال وكبار سن، وتم نقل المعتقلين إلى سجون في رداع وصنعاء وسط تقارير عن تعرضهم لسوء المعاملة والتعذيب.
وطبقاً للتقرير تسببت حملة الحوثيين بكارثة إنسانية وأضرار اقتصادية جسيمة، حيث فقد مئات السكان مصادر رزقهم وتدمير مزارعهم وفرض حصار خانق عليهم. كما أجبر المئات من العائلات على النزوح القسري بحثًا عن الأمان، مما زاد من معاناة السكان في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة.
"سام" في تقريرها دعت المجتمع الدولي إلى "رفع الحصار فورًا عن منطقة حنكة آل مسعود، وضمان وصول المساعدات الإنسانية"، كما دعته إلى "فتح تحقيق دولي شفاف في الجرائم المرتكبة، وإحالة المسؤولين عنها إلى المحكمة الجنائية الدولية".
وفي الوقت نفسه طالبت بممارسة ضغوط دبلوماسية على جماعة الحوثي لإجبارها على احترام القانون الدولي، ودعم جهود توثيق الانتهاكات، وتكثيف حملات المناصرة لحماية المدنيين في اليمن.
اليمن
الحوثيون
جرائم الحوثيين
البيضاء
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news