بشرى العامري:
بينما تظل الأيادي ممدودة للسلام، يختار الحوثيون التصعيد طريقاً وحيداً يفاقم أوجاع المواطنين.
ففي مشهد تتقاطع فيه المبادرات مع الوساطات، تقف الشرعية راغبة في طي صفحة الانقلاب، إلا أن الميليشيا المنغمسة في أجندة طهران لا تأبه بمعاناة الشعب الصابر حد القهر.
قرار إعادة تصنيف ميليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية، الذي اتخذته الإدارة الأمريكية، جاء متأخراً لكنه يعكس إدراكاً لحجم الخطر المتنامي، منذ عقد من الزمن.
يحذر اليمنيون العالم من هذا الإرهاب المتوحش في كل مرة، لكن الردود الدولية غالباً ما اقتصرت على الإدانات دون تنفيذ قرارات فعّالة تكبح من جماح هذا الإرهاب.
في الداخل اليمني، يعيش المواطن معاناة يومية من قمع وحشي، ونظام عنصري لمليشيا تغرس خطاب الكراهية في الأجيال الناشئة، وتلك كارثة تجاوزت الجغرافيا، وأصبحت اليوم تهدد طرق الملاحة الدولية وأمن المنطقة بالكامل.
تعمل الحكومة الشرعية على التفاعل مع هذا القرار عبر اتخاذ تدابير لمواجهة الإرهاب الحوثي، بعد أن نفِذت كل سبل حقن الدماء وانهاء الانقلاب عبر المبادرات والوساطات الدولية التي استجابت لها في كل مرة فيما تعمدت مليشيا الحوثي على نقضها وتماهى المجتمع الدولي معها.
إرهاب الحوثي لا يزال مجهولاً في تفاصيله الكاملة لدى العالم، لكنه بات واضحاً في تأثيره على الملاحة الدولية والأمن الإقليمي. وبينما يستمر اليمنيون في تحمل أعباء الحرب، يظل العالم مطالباً بالمزيد من الجدية لردع هذه الجماعة التي اختارت الخراب سبيلا.
في انتظار تنفيذ هذا القرار وتحقيق أثر ملموس، لايزال الباب موارباً للحوثي لاقتناص فرصة أخيرة يقدم فيها مصلحة البلاد على مصلحة إيران قبل أن يدخل القرار الأمريكي حيز التنفيذ.
وبين كل تلك الاحتمالات يبقى اليمن عالقاً بين تطلعات السلام وأنياب الإرهاب، في مشهد ملحمي يجسد معاناة أمة تتوق للنجاة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news