التيارات الإسلامية في اليمن وتحدي البقاء في بيئة مضطربة

     
الموقع بوست             عدد المشاهدات : 283 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
التيارات الإسلامية في اليمن وتحدي البقاء في بيئة مضطربة

تمر التيارات الإسلامية في اليمن بتحولات عميقة منذ اندلاع ثورة 2011، تضافرت عوامل محلية وإقليمية في تشكلها، سواء مؤسساتيا أو مجتمعيا أو سياسيا.

 

وتنقسم الخريطة على الأرض بين جماعة أنصار اللهّ الحوثيين في العاصمة صنعاء، و"المجلس الانتقالي الجنوبي" في عدن وبعض المحافظات الجنوبية، في حين تحتفظ الحكومة المعترف بها دوليا بوجود رمزي في عدن، مع قوات موالية لها في تعز ومأرب وشبوة وحضرموت، مع حضور متناثر للحركات الإسلامية بجميع تنوعاتها في أنحاء اليمن.

 

وللوقوف على الوضع الراهن للحركات الإسلامية الرئيسية في اليمن، يقدم الباحث في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر فوزي الغويدي ورقة بحثية نشرها مركز الجزيرة للدراسات بعنوان "التيارات الإسلامية في اليمن: تحدي البقاء في بيئة مضطربة"، حلل فيها التحولات الجوهرية التي طرأت على البنية التنظيمية للحركات الإسلامية وأطرها الفكرية وممارساتها السياسية خلال آخر 10 سنوات، باستثناء جماعة الحوثي، لاختلاف المرجعيات العقدية والفكرية وظروف النشأة والتكوين.

 

إخوان اليمن.. التجمع اليمني للإصلاح

 

تعود جذور حزب التجمع اليمني للإصلاح إلى حركة الإخوان المسلمين، التي شهدت مرحلتين في اليمن، الأولى عندما تأسست النواة الأساسية في القاهرة على يد عبده محمد المخلافي عام 1963، والثانية عندما تأسس فرع التجمع اليمني للإصلاح في سبتمبر/أيلول 1990، بعد تحقيق الوحدة اليمنية، حينها حقق الحزب حضورا فعالا في البرلمان والحكومة.

 

وتمكن الحزب في فترة الانفتاح السياسي من إبراز رؤيته للعمل السياسي الجامع بين المرجعية الإسلامية ومفهوم الدولة المدنية. يقول محمد قحطان، وهو أحد قيادات الحزب، إن "ّالاعتقاد بالديمقراطية يعد مبدأ لا يمكن التنازل عليه"، مشيرا إلى أن الإصلاحيين يطمحون لإقامة دولة العدالة والمساواة.

 

وشهد الوضع التنظيمي والسياسي للتجمع اليمني للإصلاح تحولات عميقة بعد وصول الرئيس عبد ربه منصور هادي للسلطة في عام 2012، حينها حاول إعادة ترتيب علاقته مع النظام الجديد والانخراط الفاعل فيه، لكن سيطرة أنصار الله الحوثيين على العاصمة صنعاء في 2014 حال دون مواصلة الحزب نشاطه، لا سيما بعد اعتقال أكثر من 100 من قياداته.

 

وعاش الحزب مرحلة علاقات مضطربة مع القوى السياسية الأخرى في اليمن، سواء المختلفة عنه أو المشتركة معه في المرجعية ذاتها. فقد عرفت علاقاته مع المجلس الانتقالي الجنوبي فترة توتر هدأت بعد الجهود الدبلوماسية التي بذلها الحزب في الفترة من 2022 إلى 2024. وأما علاقاته مع "قوات المقاومة الوطنية" بقيادة طارق علي صالح، فقد شهدت تحولا ملحوظا في المسار والتوجهات، من التنافس الحاد إلى التقارب فالعلاقة التكاملية. وبالمجيء إلى علاقاته مع الجماعات الإسلامية الأخرى، فهي تتسم بالتنافسية الحادة في الأحوال العادية، لكن صعود الحوثيين إلى السلطة حوّلها إلى علاقة تعاونية تكاملية مرنة.

 

ويتأرجح مستقبل حزب الإصلاح في اليمن بين البقاء والتعافي، أو التراجع والانحسار، فتاريخ الحزب يظهر تمتعه بقدرة على التكيف مع المتغيرات، ومرونة مميزة بين الحركات الإخوانية الأخرى، لكنه في الوقت ذاته يشهد تراجعا متزايدا لدوره وتأثيره في المشهد السياسي اليمني، إلى جانب التحولات العميقة في المشهد السياسي اليمني جراء الحرب.

 

سلفية واحدة وعدة توجهات

 

تحول التيار السلفي في اليمن منذ مطلع الألفية الثالثة من العمل المؤسسي المنظم تحت قيادة مؤسسه مقبل بن هادي الوادعي، إلى التعددية التنظيمية والفكرية، سواء في الساحة السياسية أو في العمل المسلح.

 

وتنقسم السلفية في اليمن إلى عدة اتجاهات، أولها اتجاه السلفية العلمية الذي يمثله الوادعي، وهو اتجاه لا يتصادم مع السلطة ولا يقر بشرعيتها، والثاني هو الجامي أو المدخلي الذي يمثله الشيخ يحيى الحجوري، وأما الثالث فهو السروري نسبة إلى محمد بن سرور، في حين يضاف إلى هذه الاتجاهات السلفية الجهادية.

 

بدأت السلفية العلمية في اليمن مع "مركز دار الحديث في دماج"، الذي كان يركز على دراسة علوم الحديث والعقيدة واللغة العربية دون أي انخراط في العمل الحزبي والسياسي، وذلك بناء على قناعة مؤسسيه بأولوية الإصلاح العقدي والتربوي على العمل السياسي المباشر.

 

وانقسم التيار السلفي العلمي بعد سيطرة الحوثيين على المنطقة عام 2014 وتهجير نحو 15 ألفا من أتباع التيار السلفي، فآثر فريق منهم الالتزام بالحياد وتجنب المواجهة، في حين فضل آخرون الانخراط في التشكيلات العسكرية الجهادية.

 

أما الجماعات الجهادية التقليدية في اليمن فهي تتمثل في "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" و"تنظيم الدولة الإسلامية"، وهما تياران نشآ وسط ما تتسم به البيئة الأمنية اليمنية من الانقسامات السياسية والصراعات المسلحة. فظهور تنظيم القاعدة كان بناء على مجموعة تحالفات قبلية جعلته متجذرا في النسيج الاجتماعي اليمني، وأما تنظيم الدولة فقد بدأ بالطريقة ذاتها بوصفه منافسا أيديولوجيا وعملياتيا يحاول إيجاد موطئ قدم في الساحة اليمنية، مما خلق ديناميكية من التنافس والصراع بين التنظيمين.

 

ويبقى وسط هذين التيارين السلفيين، الجهادي والعلمي، تيار آخر يعرف بالحركي، أو السروري، وهو تيار سلفي علمي لكنه يؤمن بالتغيير والتنظّم في حركات سياسية أو مجتمعية متنوعة، على رأسها "جمعية الحكمة"، و"جمعية الإحسان"، و"حركة النهضة" وغيرها، وقد مثلت التغيرات السياسية التي شهدها اليمن منذ الوحدة وإعلان التعددية السياسية السبب الرئيسي وراء ظهور هذه المنظمات.

 

ويبقى المشهد المستقبلي للتيارات الإسلامية في اليمن مشتتا بين العمل السياسي الذي يمثله حزب الإصلاح، ذو التماسك التنظيمي والقاعدة الاجتماعية الواسعة والقدرة على التكيف والبقاء، والسلفية المنظمة التي تملك رصيدا مؤسسيا وتنظيميا يمتد لعقود في المجالات الخيرية والإغاثية والتعليمية، إلى جانب السلفية الجامية/المدخلية التي تحتفظ بدورها العسكري والأمني وعلاقاتها الإقليمية.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مارب.. هجوم حوثي مباغت يسقط مواقع عسكرية وتشيّيع أكثر من 15 جنديًا قضوا بالمواجهات

الأمناء نت | 985 قراءة 

ظهور وزير بالشرعية وهو نائم اثناء الاجتماع بعيدروس الزبيدي في عدن

كريتر سكاي | 815 قراءة 

تصعيد جديد في حضرموت.. هذه تفاصيله والجهة التي تقف وراءه!

موقع الأول | 681 قراءة 

فيديو لمعارك شرسة بين مليشيا الحوثي والانتقالي الجنوبي.. ما حقيقته؟

المشهد اليمني | 617 قراءة 

مقاطعة حكومية واسعة لاجتماع الزبيدي في عدن بإيعاز سعودي

موقع الجنوب اليمني | 558 قراءة 

الانتقالي ينقلب مجددا ويعلن التأييد عبر وزاراته في الحكومة لمطالبه الانفصالية (محدث)

الموقع بوست | 468 قراءة 

وزارة الإعلام تعلن تأييد إعلان دولة الجنوب العربي كاملة السيادة

المشهد العربي | 441 قراءة 

الانتقالي يجتمع بحكومته المصغره في القصر الرئاسي بعدن

مندب برس | 439 قراءة 

الأرصاد: أمطار متفرقة وأجواء باردة تضرب عدة مناطق اليوم

حشد نت | 424 قراءة 

نبوءة السياسي المخضرم ‘‘باصرة’’ بشأن حضرموت تعود للواجهة بعد 16 عامًا .. ماذا قال؟ (فيديو)

المشهد اليمني | 392 قراءة