على مدى السنوات الماضية، لم تتخذ المحكمة الجنائية الدولية أي إجراء بحق رئيس النظام السوري بشار الأسد، رغم أن اسمه واسم القوات التي يقودها، ارتبطا بأخطر الجرائم الدولية، مثل الإبادة الجماعية وجرائم الحرب وضد الإنسانية.
فما السر وراء إفلاته من السيف القانوني الخاص بهذه المحكمة؟ وبماذا تختلف حالة الأسد عن حليفه الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت؟.
وكانت الجنائية الدولية قد أصدرت، الخميس، مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت. وفي مارس 2023 اتخذت ذات الإجراء بحق بوتين، بعد مرور 3 أسابيع من الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا.
هذه الإجراءات بحق كل من بوتين سابقا ونتانياهو وغالانت حاليا، "استندت على مخارج قانونية وقضائية تقوم عليها الآلية المتبعة لإحالة أي ملف وقضية إلى الجنائية الدولية"، وفقا لخبراء قانونيين تحدث إليهم
ومع أن هذه "المخارج" لم تنطبق خلال السنوات الماضية على الحالة السورية، فإنه كان للدعم المقدم من قبل روسيا والصين للنظام السوري (على صعيد الفيتو) بمجلس الأمن، دورا في عرقلة إصدار أي مذكرة توقيف بحقه، خاصة في عام 2014.
ما هي المحكمة الجنائية الدولية؟
هي أول محكمة دولية دائمة ومستقلة، أنشئت لمحاكمة الأفراد المتهمين بارتكاب أخطر الجرائم الدولية، مثل "الإبادة الجماعية"، والتي تشمل تدمير مجموعة قومية، أو إثنية، أو عرقية، أو دينية، بالكامل أو جزئيا.
ويضاف إليها "الجرائم ضد الإنسانية"، التي تضم الجرائم الممنهجة أو واسعة النطاق ضد السكان المدنيين، مثل القتل، والتعذيب، والاغتصاب، والتهجر القسري. وكلها ارتبطت بالأسد، حسب منظمات حقوقية محلية ودولية.
وتنظر الجنائية الدولية أيضا في جرائم الحرب التي تشمل حصول انتهاكات جسيمة لقوانين الحرب، مثل استهداف المدنيين، وتعذيب الأسرى، واستخدام الأسلحة المحظورة، كما فعل النظام السوري لأكثر من مرة عندما استخدم الأسلحة الكيماوية ضد مناطق مأهولة بالسكان.
وتنظر أيضا بـ"جرائم العدوان"، مثل شن الحرب بشكل غير قانوني أو انتهاك سيادة دولة أخرى.
ما اختصاصها القضائي؟
للمحكمة ولاية على الجرائم المرتكبة في الدول التي وقّعت وصدّقت على نظام روما الأساسي. وحتى الآن توجد 123 دولة طرف فيها، لكن روسيا وإسرائيل وسوريا ليست من بينها.
علاوة على ذلك، يستند اختصاصها القضائي على إحالات مجلس الأمن، حيث يمكن للأخير أن يحيل أية قضية إلى المحكمة، حتى لو لم تكن الدولة المعنية طرفا في نظام روما الأساسي، كما حدث في حالة ليبيا والسودان.
الاختصاص القضائي يذهب بمسار ثالث أيضا، يقوم على "الإحالة الذاتية"، إذ يمكن للدولة نفسها أن تطلب التحقيق في الجرائم المرتكبة على أراضيها أو من قبل مواطنيها.
وأخيرا، يمكن للمدعي العام في المحكمة (كادعاء مستقل) أن يفتح تحقيقا في قضية ما، إذا كانت هناك أدلة كافية على وقوع جرائم تدخل ضمن اختصاصها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news