مكافحة آثار تغير المناخ لتعزيز الأمن الغذائي في اليمن

     
قشن برس             عدد المشاهدات : 63 مشاهده       تفاصيل الخبر
مكافحة آثار تغير المناخ لتعزيز الأمن الغذائي في اليمن

قشن برس/ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

في اليمن، أثرت أسعار الوقود المرتفعة والعديد من العوامل الإضافية المرتبطة بالصراع المطول على القطاعات الإنتاجية، حيث تضررت الزراعة بشكل خاص. كما أدت آثار تغير المناخ، بما في ذلك ندرة المياه، إلى تفاقم الوضع، مما جعل الآلاف من الأسر الريفية عُرضة لانعدام الأمن الغذائي.

تلعب المياه دوراً حاسماً في الزراعة والأمن الغذائي: فهي ضرورية لزراعة المحاصيل وتربية الماشية والحفاظ على التربة. كما أنها تسمح للمزارعين المكافحين بتوسيع الأراضي الصالحة للزراعة وإنتاج المزيد. وهذا بدوره يسمح لهم بإطعام أسرهم وكذلك بيع المنتجات الزائدة لكسب الدخل.

لقد أعاقت التحديات التي يفرضها شح المياه وتغير أنماط الطقس في اليمن الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وتتأثر العديد من الأراضي الزراعية في اليمن بالفيضانات والأمطار الغزيرة فضلاً عن التصحر الناجم عن الجفاف، مما يجعل من الصعب على نحو متزايد استدامة الإنتاج الزراعي.

استجابة لتحديات الأمن الغذائي في اليمن، أقام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي شراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية لتنفيذ مشروع الاستجابة للأمن الغذائي والمرونة. وبتمويل من البنك الدولي، يعالج مشروع الاستجابة للأمن الغذائي والمرونة هذه القضايا من خلال بناء خزانات لحصاد مياه الأمطار، ومنع تآكل الأراضي، والحفاظ على الأراضي الزراعية، وكل ذلك مع خلق فرص العمل للمجتمعات المحلية وتسهيل وصولها إلى المياه للري والثروة الحيوانية، وتقديم نهج شامل لمعالجة انعدام الأمن الغذائي.

توفير المياه للمواسم الزراعية المثمرة

اليوم، يزرع سليمان، وهو مزارع يبلغ من العمر 42 عامًا، مجموعة متنوعة من المحاصيل على أرضه. ومع ذلك، كان يقتصر حتى وقت قريب على زراعة نوع أو نوعين فقط من الخضروات بينما كان يكافح ندرة المياه التي تؤثر على قريته شريج الأشرف في أسلم الشام، وهي مديرية فرعية بمحافظة حجة في شمال اليمن.

ويوضح أن “المزارعين يعتمدون بشكل كبير على مياه الأمطار والآبار للري، وهو ما كان يقتصر في السابق على موسم الزراعة بمحاصيل خضروات معينة مثل الطماطم والكوسة والبامية والموز والفلفل”.

“مع إنشاء خزانات الري التكميلية في القرية، تحسن الوضع بشكل ملحوظ هذا العام. كما أن توافر المياه جعل من الممكن زراعة الأراضي القاحلة القريبة من الخزان. أصبحت هذه الأراضي الآن مروية وخضراء وتنتج مجموعة متنوعة من المحاصيل”، كما يقول سليمان.

تمكين المجتمعات المحلية

ولأن مياه الري تشكل عنصرا حاسما في بناء الأمن الغذائي، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ببناء ثلاثة خزانات لحصاد مياه الأمطار تتراوح سعتها بين 250 إلى 350 مترا مكعبا في مديرية أسلم بمحافظة حجة، حيث يزرع سليمان محاصيله.

وقد وفرت خزانات مياه الأمطار هذه للمزارعين مصدرًا مستدامًا للري، مما أدى إلى زيادة ملحوظة في الإنتاجية الزراعية وتحسين الظروف المعيشية العامة للعديد من الأسر الزراعية.

ويوضح سليمان قائلاً: “لم توفر خزانات الري التكميلي حلاً لمشكلة نقص المياه فحسب، بل إنها وفرت لنا أيضًا قدرًا كبيرًا من المال والجهد من خلال منع فشل الحصاد”.

وتسمح خزانات الري التكميلي للمجتمعات المحلية في اليمن بجمع مياه الأمطار لاستخدامها في المستقبل في الري، مما يعالج التحدي المستمر المتمثل في ندرة المياه في بلد تشكل فيه الزراعة المعتمدة على الأمطار – وخاصة في المناطق النائية والمعزولة – المصدر الأساسي لسبل العيش للعديد من السكان.

يقول سليمان: “إن نقص المياه يعني موت الأرض والزراعة معًا. كنت أشعر بالقلق من فشل محاصيل الطماطم أو الكوسة إذا تعطلت الأمطار أو لم يكن هناك ما يكفي من الأمطار قبل الحصاد. لكنني الآن أعلم أن هناك مصدرًا مستدامًا للري متاحًا، وأعلم أن المياه المخزنة ستغطي احتياجات أرضي ومحاصيلي خلال موسم الجفاف”.

الحفاظ على الأراضي يحسن الإنتاج

وقد أدى تنفيذ التدخلات للحفاظ على الزراعة، بما في ذلك إنشاء المفيضات وقنوات الري، إلى تحسينات كبيرة في استخدام مياه الأمطار، وتوسيع الأراضي المروية، والحفاظ على الأراضي الزراعية ضد تآكل التربة الناجم عن الأمطار الغزيرة.

قبل هذه التدخلات، كان المزارعون في عبس بمحافظة حجة يواجهون خسائر سنوية كبيرة، حيث كانت مزارعهم تتعرض للغسل بشكل متكرر بسبب الأمطار الغزيرة.

إن النجاح في إنشاء قنوات تصريف المياه تحت مظلة مشروع FSRRP لم يحمي الأراضي الزراعية من التآكل فحسب، بل أدى أيضًا إلى تحسين حياة أولئك الذين يعملون في هذه الأراضي.

يقول محمد، وهو مزارع يبلغ من العمر 35 عامًا من قرية الكفرة المجاورة: “لقد لاحظ جميع المزارعين التأثيرات الإيجابية للمصبات التي تم إنشاؤها حديثًا”، وأضاف: “كانت أراضينا عرضة للتآكل بسبب التغيرات غير المتوقعة في موسم الأمطار، وكان لهذا تأثير كبير على الإنتاجية الزراعية”.

كان محمد يضطر في السابق إلى دفع ثمن استئجار جرار لإصلاح مزرعته ومحاولة الحد من التآكل. ومع ذلك، فإن تنفيذ مشروع المفيض يعني أن أرضه أصبحت محمية الآن – وهو ما يقول محمد إنه يجلب له فرحة حقيقية.

“نأكل جزءًا مما نزرعه في المنزل، ونبيع الفائض في السوق”، يوضح محمد. “يساعدني هذا الدخل الإضافي على شراء اللوازم الزراعية وكذلك الضروريات لعائلتي. لقد كان للصراع تأثير عميق على المزارعين. ارتفعت أسعار المبيدات والأسمدة والوقود بشكل كبير، مما أدى إلى تفاقم الظروف المعيشية المتدهورة بالفعل”.

إن العائد الأكبر يعني أن هناك المزيد من الأشياء المتاحة للبيع في السوق، مما يسمح لمحمد بدعم أسرته بشكل أفضل.

البنية التحتية الزراعية وفرص العمل

بفضل تدخلات الحفاظ على الأراضي، يتم دعم القطاع الزراعي في اليمن ليزدهر ويوفر مصدرًا حيويًا للدخل للعديد من المزارعين وأسرهم.

ولا تعمل هذه المشاريع على تحسين الإنتاجية الزراعية فحسب، بل إنها تساهم أيضًا في تطوير البنية التحتية المجتمعية مع خلق فرص عمل لائقة للسكان.

يقول عبد الإله المؤيد، مستشار الصندوق الاجتماعي للتنمية لمشروع المفيضات في مديرية الوسط بمديرية عبس: “استهدف هذا المشروع أكثر من 200 أسرة”.

ويوضح المؤيد أن “الفيضانات تلعب دوراً حاسماً في تنظيم عملية الري بالغمر بين الأراضي، وبالتالي تعزيز احتباس المياه والحفاظ على مستوى المادة العضوية في التربة، الأمر الذي يساهم في نهاية المطاف في تحسين الإنتاجية الإجمالية للأراضي الزراعية في المنطقة”.

ويتحدث المؤيد عن “التأثير الملحوظ” الذي حققه المشروع بالفعل، وذلك ببساطة من خلال السماح للمزارعين بزراعة محاصيل متعددة خلال موسم زراعي واحد.

“يتذكر قائلاً: “”كان المزارعون يواجهون ظروفًا صعبة. فقد عانوا من تدهور الأراضي والصعوبات المالية التي جعلت من المستحيل استصلاح الأراضي المتآكلة””. ويضيف: “”كان هذا العام تحوليًا: فقد وصلت الأمطار خلال فترة خارج الموسم دون التسبب في أي ضرر، وتم ري المزارع بشكل كافٍ، وتمكن المزارعون من زراعة المحاصيل طوال العام””.”


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

من هو القائد العسكري الذي سيقود عملية عسكرية مرتقبة لتحرير الحديدة بدعم أمريكي وسعودي ؟..( الإسم )

وطن الغد | 2948 قراءة 

تعليق ناري من بن سلمان على استهداف إسرائيل لمنشآت حيوية في صنعاء

كريتر سكاي | 2443 قراءة 

وزارة الداخلية تفصل هذا النظام في عدن عن مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي

يمن فويس | 2159 قراءة 

حصيلة حوثية لعدد ضحايا القصف الإسرائيلي على الحديدة وصنعاء

وطن الغد | 1748 قراءة 

حصيلة حوثية لعدد ضحايا القصف الإسرائيلي على الحديدة وصنعاء

نيوز لاين | 1495 قراءة 

بالأدلة والوثائق.. واشنطن تفرض عقوبات وتفضح جرائم الحوثيين في السجون

حشد نت | 1456 قراءة 

ابوعبيدة يفاجئ الجميع بما قاله عن عملية صنعاء الفرط صوتية التي استهدفت الاحتلال

الميدان اليمني | 1445 قراءة 

الدخان يغطي سماء صنعاء اثر القصف الإسرائيلي لمحطات الكهرباء والمستشفيات تعج بحالات مرضى الربو - فيديو + صور

المشهد اليمني | 1288 قراءة 

تقرير أمريكي يفاجئ الجميع ويكشف ما سيحدث في العام 2025 باليمن

وطن الغد | 1245 قراءة 

‘‘ضربني وبكى’’ .. سجال بين محمد الحوثي وناطق جيش الاحتلال ‘‘أدرعي’’ بشأن الهجمات الإسرائلية على صنعاء

المشهد اليمني | 960 قراءة