عدن توداي
بقلم د.عوض أحمد العلقمي
كان يوسف عليه السلام طفلا صغيرا وحيدا ، إلا أنه ولد محسودا ، وعاش مظلوما ، وكان خصومه عصبة من الأشداء الأقوياء ، لكنهم كانوا على الباطل بعكس ماكان عليه أخاهم ، ومع ذلك تآمروا على ذلك الطفل الصغير ، وحشدوا كل قواهم ، لقتله والتخلص منه إلى الأبد ، ومع صعوبة المحطات التي مر بها يوسف في حياته ، وماعاناه من الآلام والأحزان إلا أنه لم يستسلم ولم ينكسر أمام تلك العصبة الطاغية ، حتى تحقق له النصر ، ولاذ خصومه بالفشل ، فكان عظيما وهو كبير كما كان عظيما وهو صغير ؛ إذ عفا عن إخوته وتنازل عن مظلوميته ، وهذا هو منهج العظماء في كل زمان ومكان .
وها نحن اليوم الأمة العربية نمر بسردية أشبه بسردية يوسف إن لم تكن أسوأ منها ، أمة مسالمة مستهلكة ، لا تضمر الشر لأحد ، ولا تفكر في الأذى ضد أحد ، غير أن الله قد سلط علينا عدوا حقيرا ، نذلا في سلوكه وتصرفاته ، وسلطه على معظم سكان الأرض ؛ إذ جعلهم خدما له ، وعبيدا لتحقيق مآربه الرعناء ، وجرائمه الدنيئة ؛ إذ نجدهم يمدونه بالأموال ، ويوفرون له آلات القتل الحديثة ، ويسعون لإرضائه في كل أمر مشين يقوم به ، ومع ذلك فإن أمتنا لن تنتهي ولن تركع أمام هذا الكيان اللئيم مهما تغطرس وتجبر ، وإذا ماذهبت ثلة من المجاهدين فستأتي أخرى ، والنصر حتما سيكون لأمتنا كما انتصر يوسف على إخوته الأعداء .
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news