أدانت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان، ومقرها لاهاي في هولندا، مقتل معلم القرآن الكريم الشيخ صالح حنتوس (72 عاماً)، وإصابة اثنين من أبناء شقيقه وزوجته، جراء هجوم مسلح شنّته جماعة الحوثي على منزله في قرية بني نفيع بمديرية السلفية في محافظة ريمة، غرب اليمن.

وقالت المنظمة إن جماعة الحوثي استخدمت عربات وآليات عسكرية في الهجوم، ووصفت ما جرى بأنه "جريمة مروعة" وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان، مؤكدة أن العملية التي سبقتها حالة حصار واستخدام للرصاص الحي أدت إلى مقتل الشيخ حنتوس، وإصابة عدد من أفراد أسرته، وتعكس انعدام المسؤولية الأخلاقية لدى القيادات الحوثية.

وأشارت إلى أن "صور الوحشية تجلّت في إطلاق النار على الشيخ حنتوس أثناء صعوده إلى سطح منزله، ومنع زوجته من الوصول إليه لإنقاذه، ما يؤكد القصد الجنائي في تصفيته"، حسب وصف البيان.

ونقلت المنظمة عن مصادر محلية أن نحو 30 عربة تابعة للحوثيين شاركت في العملية، بإشراف مباشر من قيادات الجماعة في ريمة، من ضمنهم المحافظ المعين فارس الحباري، ومدير أمن ريمة حاشد الحباري، ومدير السلطة المحلية في السلفية فارس روبع، وبناءً على توجيهات من رئيس جهاز الأمن والاستخبارات الحوثي علي حسين الحوثي.

وحملت رايتس رادار قيادة جماعة الحوثي، وعلى رأسهم عبدالملك الحوثي، المسؤولية الكاملة عن الجريمة، وعن سلامة المختطفين الذين جرى اعتقالهم عقب الحادثة.

وأفادت المنظمة، نقلاً عن مصادر موثوقة، أن جماعة الحوثي اعتقلت 12 شخصًا من أقارب الشيخ حنتوس، لا يزال مصيرهم مجهولًا، وهم:

عبدالرحمن سعد حنتوس (42 عامًا)

أسامة عبدالرحمن حنتوس (25 عامًا)

سليمان عبدالرحمن حنتوس (20 عامًا)

حمزة سعد أحمد عبدالله حنتوس (19 عامًا)

أسد عبدالرحمن سعد أحمد عبدالله حنتوس (14 عامًا)

بسام عبدالرحمن سعد أحمد عبدالله حنتوس

أنس عبدالرحمن حنتوس (10 أعوام)

عبده صالح الحاج سعدون (50 عامًا)

ملاطف محمد غالب المسوري (25 عامًا)

عبدالمجيد يحيى عبده حنتوس (10 أعوام)

حميد منصور باقش (60 عامًا)

غمدان علي محمد حنتوس (10 أعوام)

وأضافت المنظمة أن جماعة الحوثي استقدمت تعزيزات عسكرية من محافظات مجاورة لتنفيذ العملية ضد مدنيين عزّل، في تصعيد وصفته بـ"الخطير"، يعكس طبيعة السلوك الأمني الذي تتبعه الجماعة تجاه المخالفين.

ولفتت إلى المفارقة الأخلاقية في سلوك الجماعة التي "تدعي مناصرة القضية الفلسطينية، بينما ترتكب في اليمن انتهاكات قد ترقى إلى جرائم حرب بحق مدنيين أبرياء، لا تختلف كثيراً عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في غزة"، وفق تعبير البيان.

ودعت رايتس رادار المجتمع الدولي والمنظمات الأممية إلى الضغط على جماعة الحوثي لوقف انتهاكاتها، وضمان سلامة المختطفين، والإفراج الفوري عنهم، خصوصًا المرضى والجرحى، مطالبة المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ باتخاذ خطوات عملية عاجلة لحماية المختطفين.

وأكدت المنظمة أن مثل هذه الانتهاكات تتكرر منذ سنوات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مستشهدة بحملات مماثلة طالت مدنيين في قيفة وخبزة بمحافظة البيضاء، والحيمة في محافظة تعز، وأخيراً السلفية في محافظة ريمة.

وذكرت المنظمة أن القاسم المشترك بين جميع الضحايا هو رفضهم للتوجه الطائفي الذي تفرضه جماعة الحوثي، وأن معظمهم عُرفوا بمواقفهم السلمية الداعمة للقضية الفلسطينية.