وجّهت ابنة المحامي "عبد المجيد صبرة" المختطف لدى جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب رسالة مؤثرة الى والدها عبّرت فيها عن حزنها العميق واستيائها من صمت المؤسسات القانونية حيال استمرار احتجازه، ووصفت اعتقاله بأنه إسقاطٌ للعدالة وإخمادٌ لصوت الحق.
وكتبت ابنة المحامي صبرة في رسالتها نشرتها رابطة أمهات المختطفين السبت 27 ديسمبر/ كانون الأول قائلتاً: "إلى أبي العزيز عبد المجيد صبرة، صوت العدالة وأيقونة الحرية، في حبسك يا أبي، سقطت العدالة، وسقط صوت الحق، ولم يتجرأ أيٌّ من محامي النقابة على رفع صوته من أجلك".
وقالت إن حبس والدها، المعروف بدفاعه عن المظلومين ونصرة قضاياهم، مثّل صدمة لها ولعائلتها، وخيّب آمالها بعدالة القضاء والقضاة والمحامين الذين "قبلوا أن يُحتجز رجل منزّه عن التهم بين أربعة جدران، وأنت مُنزَّهٌ عن التُّهَم"، بحسب تعبيرها.
وأشارت إلى أنها تذكّر المحامين يوميًا بقضية والدها، دون أن تجد استجابة حقيقية، لافتةً إلى أن بعضهم يَعِد ولا يفي، ويلتزم آخرون الصمت، بينما ينشغل أصدقاء والدها بقضاياهم الخاصة. واعتبرت أن هذا الصمت "يكرّس واقعًا مؤلمًا يُختزل فيه القضاء إلى مكاسب وربح، لا إلى سعيٍ لتحقيق العدالة".
وأكدت ابنة "صبرة" أن والدها "ظل شامخًا أينما كان، وأن صوته لم يُشبهه صوتٌ آخر بعد اعتقاله"، معربةً عن ثقتها بأن ما سيُفرج عنه.. هو دعوات المظلومين الذين دافع عنهم، والمكروبين الذين فرّج كربهم.
وختمت أبنة صبرة رسالتها مخاطبتاً والدها بالقول: "عشتَ شامخًا يا أبي أينما حلّت خطاك، وأينما كنتَ، لا تحزن على وضعك، فبعد حبسك لم أسمع صوتًا يشبه صوتك، وما سيُخرجك من ضيقتك إلا دعواتُ المظلومين الذين رفعتَ صوتهم، والمكروبين الذين فرّجتَ كربتهم، أمّا العدالة فقد رحلت معك إلى زنزانةٍ لا يدخلها إلا المجرمون، وليس أيقونةً للعدالة والحرية مثلك".
وفي 25 سبتمبر/ أيلول الماضي قالت مصادر محلية وأخرى حقوقية، إن جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب اختطفت في العاصمة صنعاء، المحامي "عبدالمجيد صبرة" المعروف بنشاطه الحقوقي، وترافعه عن المختطفين في سجون الجماعة.
المصادر التي تحدثت لـ"بران برس"، رجحت أن اختطاف الحوثيين للمحامي صبرة جاءت على خلفية منشورات له أخيرة في وسائل التواصل الاجتماعي، انتقد فيه الجماعة، التي تجبر الناس على الاحتفال بيوم انقلابها 21 سبتمبر، في حين تمنعهم من الاحتفال بالثورة اليمنية 26 سبتمبر.
وقبل اختطافه بساعات كتب "صبرة" على منصة "فيسبوك"، منتقداً الحوثيين، "من حقك أن تقيم أمسية بين المغرب والعشاء في جامع الخير الخاص بالإخوة السلفيين عن ما تسميه وتدعيه ثورة 21 سبتمبر وتقول أنها الأصل وتؤدي الصرخة مع من أحضرتهم معك فقط".
نص الرسالة:
إلى أبي العزيز عبد المجيد صبرة صوت العدالة وأيقونة الحرية
في حبسك يا أبي، سقطت العدالة، وسقط صوت الحق، ولم يتجرأ أيٌّ من محامي النقابة على رفع صوته من أجلك.
وفي حبسك يا أبي، خاب أملنا، وخاب أملي بعدالة القضاء والقضاة والمحامين، الذين قبلوا أن تُحبس بين أربعة جدران، وأنت مُنزَّهٌ عن التُّهَم.
وأنت من كان، قبل أشهر، صوتُه يملأ المحاكم، ويُخرج من يئس أن يرى النور، ويُفرح أمًّا وزوجةً وطفلًا.
كلَّ يومٍ، تنتظرك ابنتك، وأريد أن أخبرك يا أبي أن ابنتك تُذكِّر المحامين بك كل يوم، ولكن دون أي جدوى أو نفع.
منهم من يُؤمِّلني بالخير، ومنهم من لم يردّ أبداً. أصدقاؤك يا أبي منشغلون بقضاياهم الخاصة.
وأريد أن أُعلِمهم بشيء: مهما كثرت قضاياكم، ومهما تكاثرت عليكم مشكلات الناس، فإن سكوتكم عن أبي أثبت أن القضاء أصبح ربحًا ومكسبًا، لا سعيًا لتحقيق العدالة.
عشتَ شامخًا يا أبي أينما حلّت خطاك، وأينما كنتَ الآن. لا تحزن على وضعك، فبعد حبسك لم أسمع صوتًا يشبه صوتك.
وما سيُخرجك من ضيقتك إلا دعواتُ المظلومين الذين رفعتَ صوتهم، والمكروبين الذين فرّجتَ كربتهم.
أمّا العدالة يا أبي، فقد رحلت معك إلى زنزانةٍ لا يدخلها إلا المجرمون، وليس أيقونةً للعدالة والحرية مثلك.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news