الجنوب اليمني: أخبار - عدن
تحوّلت صرخة الاستغاثة التي أطلقتها القاصرة «إبرار رضوان» خلال مكالمة هاتفية قصيرة إلى مفتاح لكشف واحدة من أخطر قضايا الاختطاف التي شهدتها مدينة عدن خلال الفترة الأخيرة، بعد أن وثّقت كاميرات المراقبة لحظات حاسمة سبقت اختفاءها في ظروف توصف بالمروّعة، وسط صمت رسمي يثير تساؤلات واسعة حول مسار التحقيق والمسؤولية الأمنية.
وتشير المعلومات المتقاطعة، المدعومة بتسجيلات مصوّرة، إلى أن الفتاة «إبرار رضوان عبده درهم» البالغة من العمر 17 عاما غادرت منزل أسرتها في مديرية المنصورة عصر يوم الخميس 26 ديسمبر 2025، قرابة الساعة الرابعة عصرا، مرتدية عباءة سوداء، دون أن تبدو عليها أي علامات قلق أو تهديد محتمل، قبل أن ينقطع أثرها بشكل مفاجئ.
وبحسب إفادات الأسرة، بدأت عملية البحث مباشرة عقب تأخر عودتها، مع الحرص على التحقق من المعلومات بعيدا عن الشائعات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما قاد لاحقا إلى مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة في محيط ردسي مول.
وأظهرت التسجيلات أن إبرار استقلت حافلة نقل صغيرة، وكانت تجري مكالمة هاتفية مع خالتها بغرض التنسيق للخروج لتناول الطعام، دون وجود أي مؤشرات على ملاحقة مسبقة. إلا أن مجريات المكالمة تغيّرت داخل الحافلة بشكل مفاجئ، حيث كان السائق وبجواره شخص آخر جلس قرب الفتاة، قبل أن يتبدل صوتها وتطلق صرخة استغاثة واضحة قائلة «باموت… باموت»، لينقطع الاتصال بعدها مباشرة.
وفي تطور بالغ الخطورة، وثّقت كاميرات أخرى تابعة لمنشأة تجارية معروفة باسم «توب تن» الحافلة نفسها، حيث ظهر وجه السائق بوضوح، كما بدت الفتاة ممددة على أحد مقاعد الحافلة، فيما كان هاتفها المحمول الأزرق بحوزة السائق، وهي مشاهد تعتبرها الأسرة دليلا مباشرا على وقوع جريمة اختطاف مكتملة الأركان.
وبمساعدة مصادر مطلعة، تم تتبع مسار الحافلة عبر الكاميرات حتى جولة القاهرة، قبل أن تختفي من نطاق التغطية البصرية، في ظل تعطل مفاجئ لكاميرات خط جولة السفينة، ما حال دون استكمال التتبع، وفتح باب الشكوك حول سلامة منظومة المراقبة وتوقيت توقفها.
وتطرح هذه التطورات أسئلة جوهرية ما تزال بلا إجابات واضحة، أبرزها أسباب تعطل كاميرات حيوية في مسار حاسم للتحقيق، وهوية السائق الذي وثّقته التسجيلات ولماذا لم تُنشر صورته لتسهيل ملاحقته، إضافة إلى مصير الإجراءات الجنائية المتخذة حتى الآن، ودور الأجهزة الأمنية في حماية القاصرين ومنع تكرار مثل هذه الجرائم.
وتخلص المعطيات المتوفرة إلى أن ما كشفته الكاميرات لا يترك مجالا للشك في أن إبرار كانت ضحية جريمة منظمة، وأن الأدلة المتاحة كافية لفتح تحقيق جنائي عاجل وشفاف.
ويؤكد مراقبون أن استمرار الغموض لا يهدد أسرة واحدة فحسب، بل يمس الإحساس العام بالأمن في مدينة عدن، ما يجعل التحرك الفوري، والمساءلة الواضحة، وإطلاع الرأي العام على نتائج التحقيق، مطلبا ملحا قبل أن تتبدد الحقيقة كما تبدد أثر الفتاة.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news