توالت المواقف العربية والإسلامية والدولية، خلال الساعات الماضية، المرحِّبة بالبيان الصادر عن وزارة الخارجية السعودية بشأن التطورات الأخيرة في محافظتي حضرموت والمهرة، في تأكيد سياسي ودبلوماسي واسع على أولوية خفض التصعيد، ورفض الإجراءات الأحادية، والدعوة إلى العودة للمسار السياسي والحوار، بما يحفظ وحدة اليمن وسيادته، ويصون السلم المجتمعي في واحدة من أكثر المراحل حساسية في مسار الأزمة اليمنية.
المواقف العربية والإسلامية التي أكدت على الالتزام بوحدة الجمهورية اليمنية وسيادتها وسلامة أراضيها، ودعم الحكومة اليمنية الشرعية بقيادة مجلس القيادة الرئاسي، جاءت عقب تطورات أمنية وسياسية شهدتها الساحة اليمنية، في مقدمتها البيان الصادر عن وزارة الخارجية السعودية، التي أكدت فيه موقف المملكة الرافض للتحركات الأحادية للمجلس الانتقالي الجنوبي ورفضها سحب قواته من محافظتي حضرموت والمهرة (شرقي اليمن).
وعقب البيان السعودي الذي أكد أن معالجة القضية الجنوبية لا يمكن أن تتم عبر فرض الأمر الواقع بالقوة، بل من خلال الحل السياسي الشامل، والحوار الجامع، شهدت محافظة حضرموت تصعيدًا عسكريًا من قبل قوات المجلس الانتقالي، وما قابله من تدخل سعودي حيث شُنت غارات تحذيرية بهدف منع تقدّم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بالقرب من معسكر "نحب" في منطقة "غيل بن يمين".
وفيما أعاد البيان رسم المسار المطلوب للتهدئة (شرقي اليمن) إذ شدد على وقف التحركات العسكرية الأحادية، مع المطالبة بعودة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي إلى مواقعها السابقة خارج حضرموت والمهرة، أكدت الرياض موقفها ميدانياً عبر توجيه 3 غارات جوية تحذيرية لمنع تقدم قوات الانتقالي الجنوبي بالقرب من معسكر "نحب" في منطقة "غيل بن يمين" شرقي محافظة حضرموت.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الغارات الجوية، جاءت لإيصال رسالة مفادها عدم السماح بفرض وقائع جديدة بالقوة أو تجاوز الأطر المؤسسية التي تحكم الملف الأمني في المحافظات الشرقية، محذرةً من أن أي تصعيد إضافي سيقابل بإجراءات أشد صرامة. في وقت تشدد فيه السعودية على خروج عاجل ومنظم للقوات وتسليم المعسكرات تحت إشراف التحالف.
ويتوقع مراقبون أن تؤدي الضربة التحذيرية إلى توصيل رسالة واضحة بأن الرياض قد تضطر للانتقال من سياسة الاحتواء الهادئ إلى فرض خطوط حمر لمنع أي تصعيد بالقوة، في حين تشير المصادر إلى أن أي تسوية مستقبلية ستقوم على عودة الأوضاع إلى ما قبل التصعيد، مدخلاً أساسياً للحفاظ على وحدة الصف اليمني، ومنع انزلاق المحافظات الشرقية إلى مسار يهدد جهود السلام.
إجماع عربي وإسلامي
إزاء هذه التطورات، جدّدت الجامعة العربية التذكير بالموقف العربي الموحد بشأن الالتزام بوحدة اليمن وسيادته وأمنه وسلامة أراضيه، ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية مع استمرار دعم الحكومة اليمنية الشرعية بقيادة مجلس القيادة الرئاسي.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في بيان له، أن التطورات في محافظتي حضرموت والمهرة تزيد من تعقيد الأزمة اليمنية وتضر بوحدة التراب اليمني، داعيًا إلى تجنب التصعيد وتغليب المصلحة العليا للشعب اليمني والتمسك بوحدة البلاد.
وقال المتحدث الرسمي باسم أمين عام جامعة الدول العربية، المستشار جمال رشدي: "إن أبو الغيط دعا الأطراف اليمنية وخاصة المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى خفض التصعيد وعدم المساس بوحدة البلاد وتجنيب الشعب اليمني المزيد من التداعيات السلبية".
وشدّد "أبو الغيط" على أن القضية الجنوبية لها أبعاد تاريخية واجتماعية معلومة يتعين النظر فيها في إطار حوار سياسي شامل بين الأطراف اليمنية بهدف الوصول إلى تسوية مستدامة تعالج جذور الأزمة ومسبباتها.
البرلمان العربي
وفي سياق متصل، أكد البرلمان العربي دعمه الكامل لوحدة الجمهورية اليمنية وسيادتها وسلامة أراضيها، مثمنًا في الوقت ذاته الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات لخفض التصعيد واستعادة الأمن والاستقرار في البلاد.
وقال البرلمان إنه يتابع عن كثب التطورات الأخيرة التي تشهدها اليمن، مجددًا موقفه الثابت الداعم لوحدة اليمن، ومساندته للحكومة اليمنية الشرعية بقيادة مجلس القيادة الرئاسي، داعيًا جميع الأطراف إلى التهدئة وتجنب التصعيد، وإعلاء لغة الحوار، وتغليب المصلحة الوطنية العليا.
وأعرب البرلمان العربي عن تقديره ودعمه الكامل للبيان الصادر عن المملكة العربية السعودية، والذي تناول الجهود المشتركة التي تقوم بها السعودية ودولة الإمارات، بالتنسيق مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، لاحتواء الموقف في محافظتي حضرموت والمهرة.
وجدد البرلمان العربي تأكيده على التزامه الكامل بدعم كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية في اليمن، وبما يلبي مصالح الشعب اليمني، ويسهم في تحقيق تطلعاته المشروعة نحو التنمية والاستقرار والازدهار.
الرابطة الإسلامية
إلى ذلك، أعلنت رابطة العالم الإسلامي دعمها الكامل لرئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء المجلس والحكومة اليمنية في مسيرة تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية، مؤكدة دعمها لمساعي تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في اليمن.
وثمّن الأمين العام للرابطة رئيس هيئة علماء المسلمين، "محمد العيسى"، جهود المملكة العربية السعودية والتحالف العربي في مساندة الشعب اليمني، وجهود التهدئة التي تقودها لاحتواء هذه التحركات العسكرية الخطرة على وحدة الصف والخارجة عن القيادة السياسية الشرعية.
ورحبت الرابطة بالبيان الصادر عن المملكة العربية السعودية بشأن التصعيد العسكري الأحادي من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، وما تضمنته مضامين البيان من جهود جليلة ودعوات صادقة لتجنيب الشعب اليمني بمختلف فئاته ما قد ينجم عن هذا التصعيد.
ودعا العيسي المجلس الانتقالي إلى سرعة الاستجابة لنداء الوحدة والأخوة الصادر من المملكة العربية السعودية، وتغليب الحكمة ولغة الحوار في حل جميع القضايا، ومن ضمنها قضية الجنوب العادلة، حفاظًا على السلم والأمن المجتمعي، وتجنيبًا للشعب اليمني تداعيات هذا التصعيد الخطر.
مصر
وفي ظل تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي المهرة وحضرموت، قالت جمهورية مصر العربية إنها تتابع التطورات الجارية في اليمن، معربةً عن تقديرها للجهود المبذولة للعمل على خفض التصعيد والتي تحول دون تفاقم الوضع الراهن، وبما ينعكس إيجابًا على أمن واستقرار المنطقة.
وأكدت جمهورية مصر في بيان لوزارة خارجيتها، على موقفها الثابت والداعم للشرعية في اليمن، وحرصها الكامل على وحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه، مشددة على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية وصون مقدرات الشعب اليمني، لما من شأنه أن يمهّد الأرضية اللازمة لاستعادة الاستقرار في اليمن والمنطقة بأسرها.
وشدد البيان على أن مصر تعوّل على الجهود الإقليمية المبذولة لدعم مسارات التهدئة وخفض التصعيد، بما يسهم في الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه، والتقدم نحو تسوية شاملة تحقق تطلعات الشعب اليمني في الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار.
الإمارات
من جانبها، رحبت الإمارات بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية لدعم الأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية، مثمنةً دورها في خدمة مصالح الشعب اليمني وتحقيق تطلعاته المشروعة نحو الاستقرار والازدهار.
وأكدت الإمارات التزامها بدعم كل ما يسهم في تعزيز الاستقرار والتنمية في اليمن، بما ينعكس إيجابًا على أمن المنطقة وازدهارها، وفقًا لوكالة الأنباء الإماراتية (وام).
الأردن
وفي الإطار نفسه، رحبت المملكة الأردنية الهاشمية بالبيان الصادر عن المملكة العربية السعودية بشأن التطورات الأخيرة في حضرموت والمهرة، مؤكدة دعمها للجهود الإقليمية الهادفة إلى تعزيز الأمن والاستقرار ودفع مسار التهدئة والتقدم بالعملية السياسية في اليمن.
وأكّد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، السفير فؤاد المجالي، على أهمية تضافر الجهود العربية والدولية للتوصّل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، بما يفضي إلى إنهاء هذه الأزمة، وبما يضمن وحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه، ويرفع المعاناة عن شعبه.
قطر
وفي بيان صادر عن وزارة خارجيتها، أكدت دولة قطر دعمها التام للحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها، والجهود الحثيثة التي يبذلها رئيس مجلس القيادة الرئاسي "رشاد العليمي"، لإنهاء معاناة الشعب اليمني، وتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار والتنمية والسلام.
وأعربت وزارة الخارجية القطرية عن دعمها الكامل لكافة الجهود التي تعزز السلم والأمن المجتمعي في اليمن، مشددةً على ضرورة التعاون الوثيق بين كافة الأطراف اليمنية لتجنب التصعيد، وحل كافة القضايا العالقة عبر الحوار والوسائل السلمية، بما يحفظ وحدة اليمن وسلامة أراضيه.
كما أكدت الخارجية القطرية على موقف قطر الداعم للجهود التي تقودها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار ودفع مسار التهدئة في اليمن.
الكويت
من جانبها، أكدت دولة الكويت أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد وتهيئة بيئة سياسية بنّاءة تقوم على الحوار، بما يحفظ وحدة اليمن وسيادته ويلبي تطلعات شعبه نحو الأمن والاستقرار.
وأعربت وزارة الخارجية الكويتية عن دعمها للمساعي الإقليمية، وفي مقدمتها الجهود التي تقودها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لتثبيت التهدئة ودفع العملية السياسية وصولًا إلى حل شامل ومستدام في اليمن.
البحرين
كما أعربت مملكة البحرين عن دعمها للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات لتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن، حفاظًا على المصالح العليا للشعب اليمني، وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والسلام في الجمهورية اليمنية.
ودعت البحرين جميع القوى والمكونات اليمنية إلى التهدئة وعدم التصعيد واللجوء إلى الحوار والحلول السلمية، وتجنب كل ما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار، والعمل على إعادة السلم والأمن إلى اليمن.
عمان
وثمنت سلطنة عُمان الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية مع الأطراف المعنية للتوصل إلى حلول سلمية لمعالجة الأوضاع في حضرموت والمهرة، داعية إلى تجنّب التصعيد والعودة إلى المسار السياسي، والانخراط في حوار سياسي شامل يضم مختلف الأطراف اليمنية، بما يعزز الأمن والاستقرار ويحافظ على حسن الجوار.
وقالت الخارجية العمانية إن السلطنة تُتابع باهتمام التطورات التي تشهدها محافظتا حضرموت والمهرة، وتدعو إلى العمل على تجنّب التصعيد، والعودة إلى المسار السياسي، والدخول في حوار سياسي شامل يضم كافة أطياف الشعب اليمني للتفاهم على ما فيه خير ومستقبل بلادهم.
المصدر: بران برس + وكالات
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news