تدرس إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب منح ما يقترب من 800 فدان من الأراضي الواقعة داخل محمية اتحادية للحياة البرية في ولاية تكساس، لشركة "سبيس إكس" التي يمتلكها الملياردير إيلون ماسك، المتخصصة في صناعة الصواريخ والأقمار الاصطناعية، وفقا لوثائق اطلعت عليها "نيويورك تايمز".
وذكرت الصحيفة الأميركية أن الشركة ستستخدم هذه الأراضي لتوسيع موقع إطلاق الصواريخ والإنتاج الخاص بها في مقاطعة كاميرون، وبالمقابل ستمنح "سبيس إكس" الحكومة مئات الأفدنة من أراضيها الخاصة، التي يقع بعضها على بعد نحو 30 كيلومترا من المحمية.
وبحسب الوثائق، ستمنح هيئة الأسماك والحياة البرية الأميركية شركة "سبيس إكس" 775 فدانا من الأراضي التي تعد حاليا جزءا من محمية "وادي ريو غراندي السفلي".
وتعد هذه المحمية ملاذا حيويا لحيوانات مهددة بالانقراض، منها أنواع من القطط البرية.
وتشمل الأراضي أجزاء من موقع "مزرعة بالميتو"، التي كانت ساحة معركة جرت خلال الحرب الأهلية الأميركية.
وفي المقابل ستحصل الحكومة الأميركية على 692 فدانا من الأراضي التي اشترتها الشركة في أماكن أخرى داخل مقاطعة كاميرون، بحسب الوثائق.
وأثار هذا التبادل الذي يكشف عنه لأول مرة، قلق بعض المدافعين عن البيئة وعلماء الآثار، الذين أبدوا مخاوفهم من أن تؤدي أنشطة "سبيس إكس" إلى الإضرار بالمناطق المحمية وحيواناتها المهددة بالانقراض، فضلا عن كون المنطقة أثرية تعود إلى ساحة معركة من حقبة الحرب الأهلية.
وأوضح المصدر أن عمليات "سبيس إكس" في تكساس ألحقت أضرارا بمنطقة بيئية حساسة على طول ساحل خليج المكسيك، وأدى إطلاق صاروخ العام الماضي إلى تناثر الحطام، مما دمر أعشاش العديد من الطيور المهاجرة، بحسب تحقيق لـ"نيويورك تايمز".
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الصفقة ستلزم شركة ماسك باتخاذ تدابير لحماية الحياة البرية، والأنماط الطبيعية والموارد الثقافية المرتبطة بالأراضي التي ستحصل عليها من الحكومة.
وقال المتحدث باسم هيئة الأسماك والحياة البرية غاريت بيترسن، إن الهيئة "تدرس تبادلا للأراضي يعزز الحفاظ طويل الأمد على الحياة البرية، ويتماشى مع أهداف الإدارة في تعزيز الابتكار الأميركي والبنية التحتية والقدرة التنافسية الاقتصادية".
وفي رسالة إلكترونية تعود إلى سبتمبر، أبدى أحد موظفي الهيئة قلقه من منح "سبيس إكس" أجزاء من موقع "مزرعة بالميتو"، التي تضم قطعا أثرية مهمة تعود إلى حقبة الحرب الأهلية.
لكن كبار مسؤولي الهيئة أبدوا مواقف أكثر إيجابية، إذ كتب ستيوارت جاكسون القائم بأعمال المدير الإقليمي للمنطقة الجنوبية الغربية بالهيئة، في مذكرة تعود إلى أكتوبر، قائلا إن تبادل الأراضي المقترح سيحقق "فائدة صافية للحفاظ على البيئة والحفاظ على موارد مهمة من الأسماك والحياة البرية".
لكن شارولين ويلكوكس، الممثلة الأولى لمنظمة "المدافعين عن الحياة البرية" في تكساس، شككت في ادعاءات هيئة الأسماك والحياة البرية، وقالت إن قوة الانفجارات التي تولدها تجارب "سبيس إكس" قد تؤدي إلى تدمير البيئات الهشة في المحمية.
والأسبوع الماضي، أمر مدير الهيئة براين نيسفيك كبار الموظفين لديه بإجراء مراجعة شاملة لـ573 محمية للحياة البرية في البلاد، في خطوة قد تمهد لتبادل الأراضي.
وكانت "سبيس إكس" قد وافقت العام الماضي على صفقة تبادل أراض مع إدارة المتنزهات والحياة البرية في تكساس، تقضي بمنح الشركة 43 فدانا داخل متنزه حكومي، لكنها انسحبت فجأة من الصفقة في سبتمبر 2024.
وسبق لكل من الإدارات الديمقراطية والجمهورية أن أجرت عمليات تبادل أراض داخل محميات للحياة البرية مع شركات خاصة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news