جنوب اليمن بين النفوذ الإقليمي والمصالح الاستراتيجية

     
المشهد اليمني             عدد المشاهدات : 48 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
جنوب اليمن بين النفوذ الإقليمي والمصالح الاستراتيجية

ما يحدث في جنوب اليمن اليوم يجب النظر إليه في إطار الصراع على النفوذ الإقليمي والمصالح الاستراتيجية، وليس باعتباره مجرد صراع محلي محدود.

الإمارات تلعب دورًا رئيسيًا في هذه المنطقة منذ سنوات، من خلال دعم المجلس الانتقالي الجنوبي، وإعادة تشكيل البنية الأمنية والعسكرية في المحافظات الجنوبية، والسيطرة على الموانئ والجزر الاستراتيجية مثل سقطرى.

هذا الدور الإماراتي يتقاطع أحيانًا مع المصالح الإسرائيلية، خصوصًا بعد اتفاقيات التطبيع، حيث يوجد تعاون استخباراتي وتقني وأمني يركز على السيطرة على الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، و الممرات الاستراتيجية، ومراقبة أي تهديد محتمل من القوى في المنطقة، خصوصًا الحوثيين وحلفاءهم الإقليميين.

في هذا السياق، يُنظر إلى المجلس الانتقالي الجنوبي كـ منفذ محلي على الأرض، يعتمد في بقائه وقوته على الدعم السياسي والعسكري الخارجي، ويقوم بتنفيذ سياسات تحددها قوى إقليمية أكبر. بمعنى آخر، المجلس الانتقالي ليس صانع القرار الاستراتيجي، بل جزء من منظومة أكبر تُدار من قبل الإمارات، التي تمثل القاعدة العملية لهذا النفوذ، مع تقاطع مصالح مع إسرائيل في الملفات الأمنية والبحرية.

هذا لا يعني أن المجلس الانتقالي مجرد أداة بلا فاعلية، لكنه يوضح أن القرار الجوهري في الجنوب لا يتخذ محليًا بالكامل، بل ضمن سياق مصالح إقليمية تتجاوز الحدود اليمنية، ويهدف بشكل أساسي إلى تأمين النفوذ الاستراتيجي للفاعلين الخارجيين، وخصوصًا السيطرة على الملاحة البحرية الحيوية.

ويمكن القول إن جنوب اليمن اليوم يمثل محورًا للتنافس الإقليمي الاستراتيجي، حيث يجتمع النفوذ الإماراتي والمصالح الإسرائيلية ضمن تعاون تكتيكي غير معلن، بينما يقوم المجلس الانتقالي بدور المنفذ المحلي على الأرض، وهو واقع يوضح محدودية الاستقلالية الاستراتيجية للمكون الجنوبي في هذا الصراع.

مخاطر المغامرات

هذه التدخلات تحمل مخاطر كبيرة على اليمن وسكانه، من بينها:

•استمرار التمزق السياسي بين الشمال والجنوب، وتأجيل الحلول الوطنية.

•زيادة الاعتماد على القوى الخارجية، ما يقلل من قدرة اليمن على اتخاذ قرارات سيادية مستقلة.

• تصاعد الصراعات المسلحة في المناطق الجنوبية، ما يؤدي إلى تدمير البنية التحتية وزيادة النزوح الداخلي.

•تهديد حياة المدنيين نتيجة الانخراط في صراعات لا تخصهم مباشرة، وتعريض اليمن لمخاطر الأزمات الإنسانية الموسعة.

•إمكانية أن تصبح اليمن ساحة لصراعات استراتيجية دولية أكبر، بسبب أهميتها في خطوط الملاحة البحرية العالمية.

الخلاصة

جنوب اليمن اليوم يمثل محورًا للتنافس الإقليمي الاستراتيجي، حيث يجتمع النفوذ الإماراتي والمصالح الإسرائيلية ضمن تعاون تكتيكي غير معلن، بينما يقوم المجلس الانتقالي بدور المنفذ المحلي على الأرض. هذا الواقع يوضح محدودية الاستقلالية الاستراتيجية للمكون الجنوبي، ويؤكد أن استمرار هذه المغامرات قد يكون له تأثيرات خطيرة على اليمن وأهله، ويهدد الاستقرار السياسي والاقتصادي للبلاد على المدى الطويل.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل:انحساب قوات الانتقالي من هذه المواقع في حضرموت ودخول هذه القوات بدلا عنها

كريتر سكاي | 1038 قراءة 

 بيان رقم (1) من معاشيق قد يعلن الزبيدي (رئيسًا).. إعلامي عربي يتوقع هذا!!

موقع الأول | 996 قراءة 

الإمارات تكشف موقفها الرسمي من مطالب انفصال جنوب اليمن ودعم الانتقالي

نيوز لاين | 868 قراءة 

عقب تصريحات النعماني بالتحالف مع الحوثي.. توافد أعداد كبيرة من القيادات السلفية المنضوية تحت «درع الوطن» للانضمام إلى القوات الجنوبية

العاصفة نيوز | 833 قراءة 

وزير الخارجية الأسبق ‘‘أبوبكر القربي’’ يتحدث عن ‘‘إنجاز جديد’’ ينهي الأزمة اليمنية

المشهد اليمني | 741 قراءة 

سياسي كويتي يزف بشرى سارة لابناء الجنوب

صوت العاصمة | 722 قراءة 

أنباء عن تحركات إماراتية لتغيير الحكومة وبحاح في صدارة المشاورات

موقع الجنوب اليمني | 649 قراءة 

عزلة اقتصادية تهدد ‘‘عدن’’ وعقوبات دولية مرتقبة على القطاع المالي.. ومختص يدق ناقوس الخطر

المشهد اليمني | 539 قراءة 

4 وزارات حكومية تصدر بيانات هامة وتوجه صفعة قوية لـ الانتقالي

بوابتي | 522 قراءة 

ضرب مواطن حتى الموت بعد ضبطه في منزل امرأة بتعز

بوابتي | 480 قراءة