اخبار وتقارير
العشوائيات تلتهم قلب تعز.. المظفر ساحة فوضى مفتوحة وفساد يكرس لعبة القط والفأر
الإثنين - 22 ديسمبر 2025 - 11:54 م بتوقيت عدن
-
تعز - نافذة اليمن - محرم الحاج
تغرق مديرية المظفر، الواقعة في قلب مدينة تعز، في فوضى خانقة نتيجة الانتشار الواسع للأسواق العشوائية والباعة المتجولين الذين استباحوا الأرصفة والشوارع، محوّلين المدينة إلى مشهد مزدحم ومشوَّه لا يليق بتاريخها كعاصمة للثقافة اليمنية. وتأتي هذه الحالة في ظل تعثر متكرر للحملات الرسمية، وغياب البدائل، وتورط بعض المسؤولين المحليين في تغذية الظاهرة مقابل مكاسب شخصية.
حملات القط والفأر.. فشل يتكرر
على مدى سنوات، حاولت السلطات المحلية إزالة العشوائيات وتنظيم الأرصفة، غير أن كل حملة سرعان ما تتلاشى لتتحول إلى مشهد مكرر أشبه بلعبة “القط والفأر”، حيث يختفي الباعة لفترة وجيزة قبل أن يعودوا بأعداد أكبر إلى الشوارع المكتظة.
وتتركز هذه الأسواق بشكل لافت في مديرية المظفر، خصوصًا في شارع جمال وشارع التحرير والسوق المركزي ومنطقة بئر باشا، حيث تسد البسطات ممرات السيارات والمشاة، وتربك الحركة المرورية، وسط غياب أي حلول بديلة حقيقية للباعة الذين يعتمدون على دخلهم اليومي.
ورغم التوجيهات المتكررة لمحافظ تعز بضرورة إنهاء هذه الظاهرة لما تحمله من مخاطر أمنية وبيئية، إلا أن ضعف التنفيذ وغياب الرقابة الصارمة جعلا تلك التوجيهات تصطدم بواقع أكثر تعقيدًا.
الواقع الميداني: ازدحام واحتقان
خلال جولة ميدانية صباح اليوم في شوارع منطقة بئر باشا، رُصدت حملة جديدة لإزالة العشوائيات، تباينت حولها آراء المواطنين بين مؤيد ومتحفظ.
يقول علي مهيوب إن الأسواق العشوائية تخنق الشوارع وتسبب فوضى مرورية، لكنه يؤكد في الوقت ذاته ضرورة إيجاد بدائل حقيقية قبل طرد الباعة.
في المقابل، عبّر وحيد سعيد عن غضبه قائلًا إن البسطات تحبس المواطنين داخل سياراتهم لساعات، معتبرًا استمرار الوضع أمرًا غير مقبول.
أما عبد الواحد الصبري، فأشار إلى أن جوهر المشكلة لا يكمن في الباعة، بل في سلطة المظفر وفرع الأشغال اللذين يتركان الشوارع للفوضى دون تنظيم.
الباعة: لقمة عيش لا فوضى
من جهتهم، يؤكد الباعة أنهم لا يسعون لإحداث الفوضى، بل يبحثون عن مصدر رزق. يقول حمدي أمين، أحد باعة جولة نادي الصقر، إنهم مضطرون لاحتلال الأرصفة في ظل غياب أماكن مخصصة لهم.
ويضيف بائع آخر أنهم يطالبون بالتنظيم، لكنهم يرفضون الإهانة والابتزاز الذي يتعرضون له من بعض الموظفين أثناء الحملات.
رد الأشغال: لا جبايات رسمية
مصدر مسؤول في مكتب الأشغال أوضح أنه لا يوجد أي تأجير رسمي للأرصفة أو الشوارع، وأن المكتب لا يتحصل أي رسوم مالية من الباعة المخالفين. وأكد أن احتجاز البسطات يتم بإشراف قانوني وينتهي غالبًا بتعهد خطي فقط.
وأشار المصدر إلى أن بعض الموظفين المحليين يسيئون استخدام صلاحياتهم لأغراض شخصية، لافتًا إلى أن التأجير المؤقت يُسمح به فقط خلال المواسم والأعياد وتذهب عائداته لخزينة الدولة.
تجارة البسطات.. فساد منظم
وكشف تحقيق ميداني أن الأسواق العشوائية تحولت إلى تجارة مربحة لشبكات نافذة تستغل معاناة الباعة البسطاء لفرض إتاوات وجبايات غير قانونية، في ظل تغاضٍ متعمد من بعض المسؤولين المحليين.
ويرى ناشطون أن تداخل الصلاحيات وغياب التخطيط الحضري وفشل الحملات السابقة حوّل العشوائيات إلى قنبلة موقوتة تهدد مستقبل المدينة وبيئتها وأمنها الاجتماعي.
الخاتمة: تعز تدفع الثمن
بين حاجة المواطن للقمة العيش، وعجز مدير عام مديرية المظفر عن فرض النظام وإيجاد أسواق بديلة للبسطات، تبقى المديرية مختنقة بـ“الشارع المغصوب”، حيث تتحول كل حملة تنظيم إلى أزمة جديدة، وكل وعود رسمية إلى سراب.
تعز التي دفعت ثمن الحرب، تدفع اليوم ثمن الفوضى والفساد، وما لم تُتخذ خطوات جادة لوضع خطة حضرية عادلة، ستظل مظفر تعز تختنق يومًا بعد آخر بين مطرقة الفقر وسندان الفساد المؤسسي.
الاكثر زيارة
اخبار وتقارير
بالاسم.. مصرع قيادي حوثي بارز في صنعاء.
اخبار وتقارير
حقيقة إيقاف السعودية تأشيرات العمرة على اليمنيين.
اخبار وتقارير
الغموض يلف مصير رجل الأمن الأول للحوثيين في صنعاء بعد عملية إسرائيلية.
اخبار وتقارير
محاولة اغتيال تستهدف نائب القائد العام لقوات دفاع شبوة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news