في تصعيد جديد يزيد من تعقيد المشهد الأمني المتدهور في المناطق الجنوبية، أفادت مصادر إعلامية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، مساء اليوم، بتعرض قواتها لهجوم جوي باستخدام طائرة مسيّرة مفخخة، استهدف موقعاً عسكرياً لها في منطقة العبر الاستراتيجية بمحافظة أبين.
تفاصيل الهجوم والرواية الرسمية:
بحسب بيان مقتضب بثته وسائل الإعلام التابعة للانتقالي، فإن طائرة مسيّرة بدون طيار ("درون") أطلقت قذيفة على موقع عسكري تابع لما يسمى "النخبة الحضرمية"، إحدى التشكيلات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي، مما أسفر عن إصابة أحد أفرادها بجروح وصفت بـ"البالغة"، في حين لم تكمل المصادر حديثها عن حالته الصحية.
ووصف المتحدث باسم مليشيات الانتقالي الهجوم بأنه "عمل إرهابي جبان"، متهماً "جهات مجهولة" بتدبيره، دون أن يقدم أي دليل أو يوجه أي اتهام مباشر لطرف محدد، وهو ما أثار الكثير من علامات الاستفهام حول أهداف الهجوم وتوقيته.
ورغم سيطرة مليشيات الانتقالي على معظم المدن الجنوبية بدعم من الإمارات، إلا أن مناطق واسعة مثل العبر ووادي حضرموت لا تزال خارج نطاق سيطرتها الفعلية، وتشهد صراعاً خفياً على النفوذ بين هذه المليشيات، القوات الحكومية، والتنظيمات المتطرفة.
غموض هوية المنفذ وتساؤلات حول الأهداف:
تجاهل البيان الصادر عن إعلام الانتقالي تحديد أي جهة قد تكون مسؤولة عن الهجوم، وهو ما يفتح الباب أمام عدة احتمالات.
فإلى جانب تنظيم القاعدة الذي يعتبر الخطر الأبرز، لا يمكن استبعاد احتمالية وجود خلافات داخلية بين فصائل مليشيات الانتقالي نفسها، أو أن يكون الهجوم رسالة من أطراف أخرى في الصراع اليمني المعقد تستهدف إظهار هشاشة الوضع الأمني في المناطق الخاضعة لسيطرة الانتقالي.
ويرى مراقبون أن هذا الهجوم، ومن وراءه، يمثل شرارة جديدة قد تعيد اشتعال فتيل الصراع في الجنوب، وتضعف من هيمنة المجلس الانتقالي الذي يواجه تحديات كبيرة على الصعيدين العسكري والسياسي، خاصة في ظل فشله في فرض الأمن والاستقرار في المناطق التي يسيطر عليها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news