تحركات ميدانية متواصلة للزُبيدي
السابق
التالى
تحركات ميدانية متواصلة للزُبيدي لإعادة ضبط إيقاع الوزارات في عدن
السياسية
-
منذ 5 دقائق
مشاركة
عدن، نيوزيمن، خاص:
تتواصل التحركات الميدانية لعضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي نحو الوزارات والمؤسسات الحكومية، في مسار يعكس توجّهًا عمليًا لإعادة تفعيل دور الجهاز التنفيذي، وربط القيادة السياسية مباشرة بواقع الأداء الحكومي، بعيدًا عن التقارير المكتبية التي كثيرًا ما تُغفل حجم التحديات المتراكمة.
وتأتي هذه الزيارات في سياق محاولة جادة لإعادة ضبط إيقاع العمل المؤسسي، والوقوف على مكامن القصور في القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها الوزارات المرتبطة بالخدمات الأساسية، التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، وعلى رأسها المياه والبيئة والإدارة المحلية. فالحضور الميداني للزُبيدي يحمل دلالات سياسية وإدارية تتجاوز الطابع البروتوكولي، ليعكس سعيًا لفرض منهج المتابعة والمساءلة، ودفع القيادات التنفيذية إلى تسريع وتيرة الإنجاز.
والأربعاء زار عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وزارة المياه والبيئة، وعقد اجتماعًا موسعًا بقيادات وكوادر الوزارة، استمع فيه إلى عرض تفصيلي حول نشاط الوزارة وهيئاتها المختلفة، وما يجري تنفيذه من مشاريع لتعزيز الموارد المائية وإعادة تأهيل البنية التحتية لشبكات المياه في عدد من المحافظات، إضافة إلى الخطط والاستراتيجيات التي تعمل عليها هيئة الموارد المائية والهيئة العامة لمشاريع مياه الريف لتحسين إمدادات المياه والتوسع في استخدام أنظمة الطاقة المتجددة في هذا القطاع الحيوي.
واطّلع الزُبيدي على جهود الوزارة في مجال حماية البيئة، والمشاريع المنفذة في هذا الجانب، وفي مقدمتها إنشاء مركز الطوارئ لمجابهة مخاطر الكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية، إلى جانب الخطط المشتركة مع الشركاء الدوليين للبدء بتنفيذ مشاريع تحلية المياه، بهدف التخفيف من أزمة شح المياه، لا سيما في المدن الساحلية التي تشهد تزايدًا في أعداد النازحين، وما يترتب على ذلك من ضغوط إضافية على الموارد والخدمات.
ووجّه الزُبيدي قيادة وزارة المياه والبيئة بسرعة تنفيذ مشاريع خاصة لتنقية مياه الشرب في محافظتي الضالع ولحج من مادة الفلورايد، التي تسببت في إصابة مئات الأطفال بحالات هشاشة العظام وتصبغات الأسنان، مشددًا على ضرورة الاستجابة العاجلة لوضع حد لهذه المشكلة الصحية التي تهدد سلامة جيل كامل.
كما تفقد الزُبيدي سير العمل في وزارة الإدارة المحلية بالعاصمة عدن، حيث اطّلع على مستوى الأداء في ديوان الوزارة وقطاعاتها المختلفة، والجهود المبذولة لتنفيذ المهام الموكلة إليها، وآليات التنسيق والتواصل مع السلطات المحلية في المحافظات، والإشراف على عمل الوحدات الإدارية.
واستمع عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى شرح مفصل حول البرامج والمشاريع التنموية التي تنفذها وزارة الإدارة المحلية لدعم الوحدات الإدارية في المحافظات، والجهود المبذولة بالتنسيق مع المنظمات الدولية في مجال بناء القدرات وتأهيل قيادات السلطات المحلية، بما يسهم في تحسين الأداء الإداري وتعزيز كفاءة الحكم المحلي.
كما اطّلع على الخطط المستقبلية للوزارة، وفي مقدمتها الورش والدورات التدريبية المزمع تنفيذها خلال العام 2026، المتعلقة بإعداد الخطط والموازنات، وبرامج الحكم المحلي، والتنمية الاقتصادية، وغيرها من المجالات المرتبطة بالقطاعات الحيوية، والتي تهدف إلى دعم تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الشاملة وتعزيز استدامة المشاريع التنموية.
وأكد الزُبيدي في ختام زيارته أهمية الدور المحوري الذي تضطلع به وزارة الإدارة المحلية في تطوير أداء السلطات المحلية، موجهًا بضرورة تجهيز مبنى الوزارة وتوفير الإمكانيات اللازمة التي تمكّنها من أداء مهامها بكفاءة، والارتقاء بمستوى العمل المؤسسي في مختلف القطاعات الإدارية بالمحافظات، بما ينعكس إيجابًا على مستوى الخدمات وتحسين أوضاع المواطنين.
وتعكس هذه الجولات المتواصلة توجّهًا لإعادة الاعتبار للعمل المؤسسي، وتفعيل التنسيق بين المركز والمحافظات، في وقت تعاني فيه الدولة من تآكل القدرات الإدارية بفعل الحرب والانقسام. كما تحمل رسالة سياسية مفادها أن المرحلة القادمة تتطلب قيادة حاضرة في الميدان، قادرة على المتابعة والتوجيه واتخاذ القرار من قلب الواقع، لا من خلف المكاتب.
تحركات الزُبيدي الميدانية تأتي جزءًا من محاولة أوسع لإعادة بناء الثقة بين المواطن والمؤسسات الحكومية، وترسيخ نموذج قيادة يتعامل مع الملفات الخدمية والتنموية بوصفها أولوية وطنية، لا هامشًا مؤجلًا، في مسار يُراد له أن ينعكس استقرارًا إداريًا وخدميًا في المحافظات المحررة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news