في تحليل موسع للأزمة اليمنية، رأى الصحفي والكاتب اليمني حسين الوادعي أن جوهر الصراع الدائر في البلاد لا يكمن في عجز عسكري لدى القوى المناهضة لجماعة الحوثي، بل في غياب قيادة وطنية جامعة وتغليب المصالح الفئوية والضيقة على المصلحة العامة للدولة.
واستعرض الوادعي، في حديثه، المشهد السياسي والعسكري الذي سبب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء عام 2014، مشيرًا إلى أن القوى السياسية والعسكرية المناهضة للجماعة كانت تمتلك آنذاك قدرات عسكرية ودعمًا شعبيًا يفوق بكثير ما كان لدى الحوثيين. وأوضح أن تسليم العاصمة لم يكن نتيجة هزيمة عسكرية حاسمة، بل جاء كنتيجة لتوافقات سياسية بعضها معلن وبعضها الآخر خفي بين مختلف القوى الفاعلة على الساحة.
توازن القوى الراهن
ولم يختلف المشهد كثيرًا في الوقت الراهن، برأي الوادعي، رغم التطور الذي أحرزه الحوثيون في ترسانتهم العسكرية. فقد لفت إلى أن المكونات المناهضة للحوثي، وعلى رأسها قوات طارق صالح، والمجلس الانتقالي الجنوبي، وقوات العمالقة، إلى جانب حزب الإصلاح وأجزاء من الجيش الوطني، تمتلك مجتمعة قدرات بشرية وعسكرية تقارب ما لدى جماعة الحوثي من حيث عدد المقاتلين وكمية الأسلحة.
وحول التفوق الذي يحققه الحوثيون في مجال الطائرات المسيّرة والصواريخ البعيدة المدى، يرى الوادعي أن هذا لا يشكل ميزة عسكرية حاسمة في سياق الصراع الداخلي على الأراضي اليمنية. موضحًا أن فاعلية هذه الأسلحة تتركز بشكل أساسي في إحداث تأثير نفسي واستهداف منشآت مدنية في دول مستقرة مجاورة، لكن هذه الورقة -حسب قوله- قد استُنفدت إلى حد كبير بعد توقف تصدير النفط من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.
الانقسام: السلاح الأكثر فتكًا
وختم الصحفي اليمني تحليله بالتأكيد على أن استمرار الانقسامات وغياب القيادة الجامعة داخل معسكر مناهضي الحوثي هو العامل الحاسم الذي يفتح المجال أمام الجماعة لتعزيز نفوذها وتمديد سيطرتها.
مستشهدًا بحالة التفكك والفساد واللامبالاة التي -على حد وصفه- "تعاني منها القوى المناوئة للحوثيين، والتي يُجيد الحوثيون استغلالها لصالحهم".
يأتي هذا التحليل في وقت تواصل فيه الحرب في اليمن حالة الجمود النسبي على جبهات القتال، بينما تتصاعد التوترات الإقليمية المرتبطة بالصراع، خاصة في البحر الأحمر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news