شدد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي "عيدروس الزُبيدي، السبت 6 ديسمبر/ كانون الأول 2025م، على الحفاظ على الانتصارات والمكتسبات التي حققتها قواته في محافظتي المهرة وحضرموت (شرقي اليمن)، في حين يواصل الوفد السعودي ضغوطاته لإخراج قوات الانتقالي من المحافظة وتسليم مواقعها لقوات درع الوطن.
وحلال ترؤسه اجتماع لما يعرف بـ"القيادة التنفيذية العليا للمجلس الانتقالي"، بحضور نائبه عبدالرحمن المحرمي "أبو زرعة"، ووزير الدفاع في الحكومة اليمنية المعترف بها "محسن الداعري"، شدد "الزبيدي" على الحفاظ على الانتصارات والمكتسبات التي تحققت في عملية "المستقبل الواعد" بمحافظتي المهرة وحضرموت.
وطبقًا لإعلام المجلس، ناقش الاجتماع تطبيع الأوضاع في محافظتي حضرموت والمهرة، عقب استكمال تطهيرهما من قوات الجيش. واستعرض متطلبات المرحلة القادمة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، إضافةً إلى الترتيبات اللازمة للنهوض بالجوانب الخدمية والتنموية في المحافظات الجنوبية.
وأمس الجمعة، طالب رئيس الوفد السعودي إلى محافظة حضرموت رئيس اللجنة الخاصة باليمن، اللواء الدكتور "محمد بن عبيد القحطاني"، جميع القوات التي قدمت من الخارج إلى حضرموت بالعودة إلى معسكراتها، وتسليم المواقع التي ستخرج منها إلى قوات درع الوطن.
وأكد "اللواء القحطاني"، خلال لقائه برفقة الوفد المرافق له، ومحافظ حضرموت "سالم الخنبشي"، بوجهاء وأعيان والقيادات السياسية والشخصيات القبلية بالمحافظة، على إيضاح الموقف الرافض للعمليات العسكرية في حضرموت، والتأكيد على تهدئة الوضع وفرض الأمن والاستقرار في المحافظة.
وشدد "القحطاني" على استمرار العمل مع المحافظ والسلطة المحلية وجميع الأطراف على الأرض لمنع أي احتكاكات أو اشتباكات، وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي، وضمان عمل المؤسسات وتقديم الخدمات للمجتمع الحضرمي، والحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة.
وتأتي هذه الاجتماعات بعد أيام من تحرّكات واسعة نفّذتها قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في مدن ومواقع عسكرية بوادي حضرموت، ضمن عملية أُطلق عليها اسم “المستقبل الواعد”.
وتمكّنت تلك القوات خلال العملية من دخول مدينة سيئون والسيطرة على مطارها الدولي والقصر الجمهوري، إضافة إلى الاستحواذ على مقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى ومواقع تابعة للجيش الوطني، بعد اشتباكات ومقاومة لا تكاد تُذكر.
وفي الوقت ذاته، واصلت قوات الانتقالي تمددها شرقًا نحو محافظة المهرة، حيث تسلّمت مواقع ومرافق أمنية واستراتيجية من بينها مطار الغيضة وميناء نشطون، إلى جانب عدد من المقار الحكومية والحزبية، وسط غياب أي مواجهات ميدانية.
هذا الانتشار قوبل برفض محلي في حضرموت، إذ دعا محافظ المحافظة سالم الخنبشي القوات القادمة من خارج حضرموت إلى مغادرتها فورًا، في إشارة واضحة لقوات المجلس الانتقالي التي فرضت وجودها في وادي وصحراء حضرموت منذ الأربعاء.
وبحسب مصادر مدنية وعسكرية، شهدت المناطق التي تغيّر فيها ميزان القوة ممارسات شملت اقتحام منازل مدنية وتفتيشها بالقوة، ونهب ممتلكات خاصة وعامة، إلى جانب اعتداءات واعتقالات تعسفية بحق جنود وضباط من المنطقة العسكرية الأولى التابعة للجيش الوطني.
ووفقًا لتقارير حقوقية، شملت الانتهاكات اقتحام المنازل دون مبرر قانوني، واعتقالات تعسفية، ونهب ممتلكات عامة وخاصة، واستيلاء على معدات ومقتنيات تابعة لمؤسسات مدنية وحزبية، في حين ما تزال الانتهاكات مستمرة، مع تركزها بشكل خاص في مديريات الوادي والصحراء ومدينة سيئون.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news