انكشاف لغز اسقاط حضرموت !

العربي نيوز:

انكشف لغز سيطرة مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، على مدينة سيئون، المركز الاداري لحضرموت الوادي والصحراء وعدد من مدن الوادي، صباح الاربعاء (3 ديسمبر)، وانسحاب قوات الجيش الوطني من مقر قيادة المنطقة العسكرية الاولى ومواقعها ومعسكراتها.

وكشفت مصادر عسكرية وسياسية متطابقة أن ما حدث في حضرموت الوادي والصحراء منذ الصباح الباكر ليوم الاربعاء كان تسليم واستلام بعد انسحاب قوات الجيش الوطني من دون قتال عدا مواجهات محدودة في عدد النقاط المتاخمة للمنطقة العسكرية الثانية التابعة للانتقالي الجنوبي". 

موضحة أن "قوات المنطقة الأولى خاضت مواجهات محدودة لحظة مهاجمة مليشيا الانتقالي النقاط الأمنية الأمامية التابعة لها والمتاخمة لمناطق نفوذ المنطقة العسكرية الثانية". وأكدت أن "قوات الجيش آثرت الانسحاب من مواقعها بعد تجاهل "القيادة السياسية ووزارة الدفاع" لاتصالاتها".

وذكرت أن توجيه قيادة المنطقة العسكرية الاولى لقواتها بالانسحاب "سمح لمليشيا الانتقالي بالتقدم في فراغ كامل باتجاه سيئون" ضمن ما سمته عملية "المستقبل الواعد" بمبرر "تحرير وادي وصحراء حضرموت من قوات المنطقة العسكرية الاولى التي ظلت متنفسا للتنظيمات الارهابية" حد زعمها.

مشيرة إلى "مدينة سيئون شهدت اشتباكات محدودة تركزت حول المطار والمناطق الجبلية المحيطة". ونوهت إلى "معلومات ميدانية عن اشتباكات أدت لسقوط قتلى وجرحى"، فيما بثت وسائل إعلام "الانتقالي الجنوبي" مشاهد لما وصفها مجموعة أسرى من جنود ومنتسبي المنطقة العسكرية الأولى.

وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر تقدم وانتشار مليشيا "الانتقالي الجنوبي" في مدينة سيئون، تلاه سقوط للمنطقة العسكرية الاولى من دون قتال، ومقاطع فيديو أخرى اظهرت سقوط القصر الجمهوري، ومطار سيئون، ومعسكرات تابعة للمنطقة بيد الانتقالي.

وفقا للمصادر العسكرية والامنية المتطابقة، فإن "مليشيا الانتقالي الجنوبي مارست أعمال نهب طالت ممتلكات ومعدات تابعة للمنطقة العسكرية الاولى والقصر الجمهوري والبنك المركزي ومطار سيئون وغيرها من المرافق والمؤسسات الحكومية الاخرى، عقب انسحاب القوات الحكومية من مواقعها".

موضحة أن "مليشيا الانتقالي اقتحمت مقر اللواء 101 شرطة جوية، ونهبت محتوياته، بالتزامن مع تقدمها وسيطرتها الميدانية بعدد من مناطق وادي حضرموت، واختطفت قائد اللواء سعيد لحمر المنتمي لمحافظة حضرموت، والعقيد الركن أنيس باصبيع. وضباط حضارم اخرين من داخل المطار".

ولم يصدر حتى هذه اللحظة أي بيان أو تعليق رسمي من قيادة المنطقة العسكرية الأولى. بينما أكدت مصادر عسكرية ان الوية "درع الوطن" التابعة لرئيس المجلس الرئاسي والمدعومة من السعودية، رفضت مواجهة مليشيا "الانتقالي" قبل ان يجري احلال الويتها بمواقع الوية المنطقة العسكرية الاولى. 

في المقابل، لم تتقدم مليشيا "الانتقالي" نحو هضبة حضرموت، حيث أعاد حلف قبائل حضرموت، تمركزه في المناطق التي يسيطر عليها وتشمل حقول النفط وشركة بترومسيلة، وتوعد رئيس الحلف وقائد قوات حماية حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش بـ "التصدي لأي عمليات تقدم نحو مناطق تمركزه".

وقال حبريش في

كلمة مصورة

أثناء زيارته مواقع قوات حلف حضرموت: إن "المقاتلين ثابتين في مواقعهم ولن يتخلوا عنها مهما كان". وقال: أي "قوات تريد تذهب للوادي وغيرها فالطريق قدامهم وتسيطر فليس عندهم أي إشكال". مضيفا: "أما الشركات والمنشآت النفطية بتقع محرقة مقسما يمينا أنه لن يدخلها أحد".

مضيفا: "قوات حلف حضرموت من أبناء تلك المناطق وليسو نازحين أو هاربين، وسيدافعون عن مناطقهم ومواقع الشركات النفطية". وأردف: "نحن في أرضنا، لا جئنا من الشمال ولا نازحين ولا بنطلع شبر واحد من أرضنا ونحن في أرضنا والمقاتلين ليسوا باحثين عن راتب وإنما مدافعين عن مناطقهم".

وتتابع هذه التطورات في ظل صمت غريب ومريب" بنظر مراقبين، من جانب مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، فيما وصل وفد امني سعودي إلى مطار الريان في المكلا، التقى محافظ حضرموت سالم الخنبشي، ورعى توقيع اتفاق بين السلطة المحلية وحلف قبائل حضرموت.

حسب تصريح لمحافظ حضرموت سالم الخنبشي، اطلقه ليل الاربعاء (3 ديسمبر)، فقد "نجحت جهود التهدئة والوساطة في توقيع محضر اتفاق بين السلطة المحلية وحلف قبائل حضرموت "يُنهي التوتر العسكري والأمني الأخير، ويضع أسساً لعودة العمل في المواقع النفطية". شاكرا لجنة الوساطة والسعودية. 

وبدوره، أعلن رئيس حلف قبائل حضرموت، الشيخ عمرو بن حبريش العليي، في

بيان

مقتضب نشره ليل الاربعاء على حسابه الرسمي بمنصة إكس (توتير سابقا) التوصل إلى اتفاق مع قيادة السلطة المحلية ممثلة بمحافظ حضرموت الاستاذ سالم احمد الخنبشي" مبديا "الاستعداد للبدء بتنفيذ بنود الاتفاق".

تضمن الاتفاق الذي

نشره

حلف قبائل حضرموت 13 بندا، أبرزها: "الوقف الفوري للتصعيد العسكري والأمني والإعلامي والتحريضي. استمرار الهدنة بين الطرفين إلى أن تنتهي لجنة الوساطة من أعمالها والوصول إلى اتفاق كامل بين الطرفين.عدم تعزيز الجانبين بأي قوات معززة بعد الانسحاب وأثناء سير تنفيذ الحلول".

كما نص الاتفاق على "انسحاب قوات الحلف (قوات حماية حضرموت التابعة للشيخ عمرو بن حبريش) إلى المحيط الخارجي لشركة بترومسيلة بمسافة لا تقل عن (1) كيلومتر، وعدم اعتراض الدخول والخروج من وإلى الشركات للمعنيين المربوطين بأعمال مدنية وعسكرية داخل الشركات، بدءا من صباح الخميس".

في المقابل، نص الاتفاق على "انسحاب قوات النخبة (التابعة للانتقالي الجنوبي) المساندة إلى مسافة لا تقل عن (3) كيلومتر من مواقعها الحالية وعودتها إلى مواقعها الأصلية عند التوصل إلى اتفاق كامل. إعادة تموضع قوات حماية الشركات إلى مواقعها السابقة لتأمين الشركات. عودة موظفي الشركة ومزاولة أعمالهم".  

ونص الاتفاق على "انخراط أفراد وضباط قوات حماية حضرموت التابعة للحلف إلى قوات حماية الشركات النفطية بحسب كشوفات الرفع من قيادة قوات الحلف، ويعود من ينتمي إلى الأمن أو الجيش إلى عمله. يتولى العميد أحمد عمر المعاري قيادة القوة كاملة، ويكون أركانها من ضباط قوات حماية حضرموت (الحلف)".

مقرا أن "تكون هذه القوة ثابتة في مواقع حماية الشركات النفطية وعدم تعزيزها بأي قوة من خارج حضرموت. وأن يبقى الشيخ عمرو بن حبريش في موقعه بالـكامب الخاص به مع حراسته ومرافقيه وتسهيل متطلباته واحتياجاته، مع عدم تواجد أي مظاهر مدنية مسلحة في هذا الموقع". وتضمن السعودية تنفيذ بنود الاتفاق.

ومطلع الاسبوع، تجدد التوتر في محافظة حضرموت بعد بدء "الانتقالي الجنوبي" تحشيدا مسلحا للمحافظة، وإطلاق قائد مليشيا "الدعم الأمني" الممولة من الامارات، أبو علي الحضرمي، الاحد (24 نوفمبر)، تهديدات غير مسبوقة لحلف قبائل حضرموت وقواته بوصفها "عصابات لقطع الطرق وتهريب المخدرات" حد زعمه.

يسعى "الانتقالي الجنوبي" بدعم مباشر من الامارات، لاستكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يحاول فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة من دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات.

ومنذ قرابة العامين، يقود رئيس "حلف قبائل حضرموت" و"مؤتمر حضرموت الجامع"، الشيخ عمرو بن حبريش العليي، بدعم سعودي، حراكا قبليا واسعا في حضرموت، يطالب بتمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤون المحافظة محليا وماليا وأمنيا، والإستفادة من ثرواتها في معالجة تدهور الخدمات والمعيشة.

يشار إلى أن المملكة العربية السعودية، ترفض مساعي الامارات لبسط نفوذها على جنوب اليمن عموما والمحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة)، المحاذية لحدود المملكة، وتعتبرها "خطا احمر"، باعلانها أن أمن هذه المحافظات "جزءا من الامن القومي للمملكة". حسب تصريحات قادة القوات السعودية بالتحالف.