المرسى- عدن
كشفت مصادر مطلعة عن مخاوف تضرب صفوف الحوثيين من أي عمل عسكري منسق لقوات الشرعية.
ونقلت “العين الإخبارية” عن مصادر أمنية وعسكرية في اليمن، أن مليشيا الحوثي تتخوف من أي عمل عسكري في الوقت الراهن وتسعى جاهدة لرفع الجاهزية في الجبهات وسط تسرب عشرات العناصر.
وقالت المصادر إن مليشيا الحوثي “سجلت تسرب أكثر من 370 عنصرا حوثيا من جبهات المنطقة العسكرية الرابعة فقط (تعز والضالع ولحج) وهو رقم اعتبرته المليشيا الأكبر منذ سنوات ويتطلب تحركا توعويا وتوجيهيا عاجلا”.
تأجيل العمل العسكري
وأكدت المصادر أن “قيادات مليشيات الحوثي، طلبت من فريقها المفاوض بقيادة محمد عبدالسلام العمل بكل جهده والضغط لمنع أي تحرك عسكري من قبل قوات الشرعية في الوقت الراهن”.
وأوضحت المصادر لـ”العين الإخبارية”، أن هذا الطلب مدفوع بعدم جاهزية المليشيا في الوقت الحالي، مشيرةً إلى أن”قيادات المليشيا تعتبر أن أي تحرك ميداني للشرعية في الوقت الحالي يشكل خطرا”.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن “مليشيا الحوثي أقرت خطة توجيه معنوي في الجبهات عقب تسجيل تسرب عشرات العناصر من صفوفها”.
وكان تقييم داخلي رفع لقيادات مليشيات الحوثي، كشف عن تراجع في معنويات وإيمان عناصر المليشيات، وهو ما استدعى “تنفيذ خطة توجيه ودورات ثقافية في الجبهات قبل أي مواجهة ميدانية”، طبقا للمصادر.
ارتباك فعلي
مخاوف مليشيا الحوثي تعكس أزمة فعلية؛ فهي تدرك أن قوتها العسكرية انهكت مؤخرا، وأن أي تحرك منظم للشرعية قد يكتب نهاية سيطرتها خصوصا وأن “الغطاء الدولي” الذي ظل يحميها قد يُرفع قريبًا، وفقا لخبراء.
وقال الخبير العسكري اليمني، العميد الركن عبدالصمد المجزفي للموقع إن “مليشيا الحوثي مرتبكة بالفعل في هذه المرحلة بعد أن سقطت عليها قيادات فاعلة في الغارات الإسرائيلية والأمريكية”.
وأوضح المجزفي، أن مليشيا الحوثي استنزفت مؤخرا إلى جانب وجود صراع داخلي بين الأجنحة الحوثية حول النفوذ، وهو صراع يجعلها غير جاهزة عسكريا بشكل مطلق”.
وفيما يخص المخاوف الحوثية من أي تحرك عسكري للحكومة الشرعية، يرى المجزفي أن ذلك متعلق بـ”ضوء أخضر” للمعركة يمنحه المجتمع الدولي.
وخلص إلى أن “المعركة الحاسمة قادمة والصراع الحقيقي هو داخل الجماعة نفسها وهذا يتيح فرصة للحاضنة الشعبية في مناطق المليشيات للانقضاض على هذه الجماعة وهو ما يتطلب من الحكومة استثماره” لتغيير موازين القوى.
الحوثي في أضعف مراحله
من جانبه، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن “مليشيات الحوثي تمر بواحدة من أضعف مراحلها منذ انقلابها أواخر 2014، بعد الضربات العسكرية التي تلقتها خلال العامين الماضيين، والخسائر البشرية الهائلة التي تكبدتها في صفوفها، وعلى رأسها قياداتها العقائدية”.
وأكد الوزير اليمني، أن “الجهود الحكومية والدولية المستمرة في تجفيف منابع تمويل المليشيات وتسليحها، أدت إلى اهتزاز بنيتها الداخلية وتراجع قدرتها على الحشد والتعبئة عبر أدواتها التقليدية”.
وأوضح: “وفي محاولة للتغطية على هذا التراجع غير المسبوق، لجأت المليشيات خلال الأيام الماضية إلى تنظيم ما تسميه “وقفات قبلية” في مشهد مرتبك يكشف عمق الأزمة التي تضرب جسدها التنظيمي”.
وأضاف أن مليشيا الحوثي تحاول “إيجاد أي شكل من أشكال الحاضنة الشعبية بعد أن انفض عنها المجتمع اليمني، وانهارت الأكاذيب والشعارات التي طالما استخدمتها خلال سنوات الحرب”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news