تزامن مع تهديدات الحوثيين.. انقطاع شبه تام لخدمة "عدن نت" في عدة مناطق بعدن
شكا عدد من مشتركي خدمة "عدن نت" في مناطق عدة بالعاصمة المؤقتة عدن من انقطاع شبه تام للخدمة منذ أربعة أيام، دون أن تقدم الشركة أي توضيح لأسباب ذلك.
وأكد المشتركون في المديريات التالية: التواهي، وصيرة، والبريقة، ودار سعد، وخور مكسر، والشيخ عثمان، أن الخدمة تنقطع باستمرار: تعود لثوانٍ قليلة ثم تنقطع مجددًا، منذ يوم الاثنين الماضي.
وكان اليمن قد شهد سابقًا عطلًا في خدمة الإنترنت بسبب خلل فني في "كلاود فلير"، وهو أحد أهم مزودي البنية التحتية للإنترنت. وتزامن هذا العطل مع تهديدات من جماعة الحوثيين باستهداف الخدمة وكابلاتها في البحر الأحمر.
من جانبه، أوضح المتخصص في أمن المعلومات وعضو جمعية الإنترنت باليمن، فهمي الباحث، في تصريح صحفي، أن خدمة "عدن نت" تعتمد على كابل يربط عدن بجيبوتي. وأضاف أن هذا الكابل لا يمتلك السعة التقنية الكافية لتغطية أجزاء واسعة من البلاد، بل هو خدمة محدودة جدًا.
وقال الباحث، في مداخلة عبر قناة "العربية الحدث"، إن جماعة الحوثيين تعرقل مشاريع الإنترنت في اليمن عبر عدة وسائل، منها قطع الاتصالات والإنترنت، بل تهديد بكسر الكابلات في عمق البحر الأحمر — وهو ما سيضر باليمنيين أكثر من غيرهم، نظرًا للمحدودية التقنية في البنية التحتية.
وأشار الباحث إلى أن اليمن مرتبط بالإنترنت عبر كابل "فالكون"، الذي وصفه بأنه قديم ومستهلك، ويعمل عبر نقطتي إنزال في الحُديدة والغيظة بمحافظة المهرة. وأضاف أنه سبق استهداف البنية التحتية لهذا الكابل، ما تسبب في انقطاع الخدمة لمدة أربعة أيام.
وأوضح أيضًا أن هناك مشاريع إنترنت متعثّرة بسبب الحوثيين، مثل كابل "أفريقيا 1" وكابل "AAE-1" الذي يمرّ عبر عدن، لكن الصراع مع الحوثيين حال دون تشغيله من قبل الحكومة الشرعية. كما أشار إلى مشروع آخر لكابل يُعرف باسم "SEA-ME-WE 5" كان من المفترض أن ينزل في الحُديدة، لكن التهديدات الحوثية أوقفت تنفيذه.
وأضاف: "نحن، كيمينيين، مهدّدون بالعزلة وقطع التواصل مع العالم إذا ما نفذت جماعة الحوثي تهديداتها ضد الإنترنت." وشرح أن فكرة الربط عبر الأقمار الصناعية صعبة التحقيق، بسبب التكلفة المرتفعة وحدود السعة.
وأكد أن الحلول لحماية كابلات الإنترنت في البحر الأحمر تكمن في توفير حماية دولية لها، كما هو الحال مع حماية سفن الملاحة والتجارة. وذكر أنه سبق أن اقترح دمج حماية الكابلات مع حماية الملاحة البحرية، وإنشاء مركز إقليمي لمراقبة وتتبع حركة الإنترنت وأي محاولة لاستهداف هذه الكابلات.
يُذكر أن شركتي "جوجل" و"ميتا" أجلتا إنجاز كابلات البحر الأحمر نتيجة تصاعد المخاطر الأمنية التي تشكّلها جماعة الحوثيين. وأكدتا أنهما قد تعيدان توجيه الربط إلى مسارات عبر السعودية والبحرين بدلاً من اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news