محمد الثريا
لطالما إعتادت قيادة التحالف عقب حدوث أي توتر أو تصعيد إستدعاء قادة الإنتقالي للحضور إلى أحدى عاصمتيها لمناقشة الأمر، فما الذي تغير هذه المرة؟
برأيي، أن زيارة الوفد السعودي الإماراتي للجلوس مع اللواء عيدروس خطوة سياسية مرتبة مسبقة الغرض منها إبراز الإنتقالي بشكل مختلف عن السابق، يتعلق الأمر بقرار منح الإنتقالي دورا جديدا يواكب توافقات المرحلة القادمة .
ولو عدنا قليلا للوراء سنجد أن أحداث حضرموت قد خلقت للانتقالي زخما ملحوظا كان يفتقره قبل ذلك، ما يعني أن تلك الأحداث كانت بشكل أو بآخر قد أسهمت فعلا في إعادة إنتاج حضور الإنتقالي في المشهد .
الوجه الذي ظهر به الإنتقالي في حضرموت ثم الدلالة التي عكستها زيارة وفد رفيع للجلوس معها، هما بنظري معطيان مدروسان يسيران في مسعى منح الإنتقالي ميزة الندية - الطرف المكافئ لجماعة الحوثي - بحساب أن هناك معادلة سياسية جديدة يجري ترتيبها بما يتسق مع شكل المرحلة القادمة ومقتضياتها .
من يشكك بأن تلك الزيارة والأحداث الأخيرة ليست خطوات مرتبة سلفا من قبل قطبي التحالف وأنها جاءت فقط بعد أن فقدت السعودية هيمنتها المطلقة وأجبرت على التحاور مع الانتقالي، فإنه من الضروري له أن يتذكر جيدا بأنه في نمط العلاقة القائمة بين التحالف والإنتقالي تتحذ السعودية هناك موقع الأب الراعي فيما يمثل الإنتقالي واقع الإبن المطيع .
الإنتقالي هو إبن التحالف وصنيعته، فالتحالف هو من أوجد الإنتقالي على الساحة وهو من أضفى صفة الشرعية عليه، وهو من رعاه وتكفل بدعم قواته حتى أصبح طرفا مؤثرا في المشهد الراهن، بالتالي أستطيع القول أننا اليوم فقط أمام خطوة متقدمة يقوم بها قطبي التحالف نحو إضافة دور جديد للإنتقالي يتمثل بتحوله إلى طرف رئيسي في معادلة الصراع ككل وعلى طاولة الحل الشامل .
يبدو أن متطلبات المرحلة القادمة تحتاج من التحالف تحديث أورقه السياسية وتعزيز أدوات الضغط لديه، وليس هناك أفضل من مكون الإنتقالي صاحب المشروع السياسي المختلف ومالك النفوذ والسيطرة على الأرض كي يغدو عصا غليظة في وجه خصوم التحالف وقنطرة أنسب وأضمن لتطبيع أجنداته بالداخل اليمني .
محمد الثريا
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news