من "عاصفة الصحراء" إلى "طوفان الأقصى"... كيف تتم تسمية الحروب والمعارك؟

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 35 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
من "عاصفة الصحراء" إلى "طوفان الأقصى"... كيف تتم تسمية الحروب والمعارك؟

فاطمة شقير

في الحروب، لا تُخاض المعارك دائماً على الجبهات فقط، بل في العقول أيضاً. قبل أن تطلق أول رصاصة، تُصاغ أول كلمة. تُختار بعناية، تُشحن بالرمز والعقيدة والانتماء، وتُرسل في فضاء الإعلام لتحتل العناوين واللاوعي الجمعي معاً. 

ففي عصر تتداخل فيه الحرب العسكرية مع النفسية والإعلامية، تحوّلت المصطلحات من أدوات شرح إلى أدوات قتال.

من "طوفان الأقصى" الذي بدأته حماس، إلى "السيوف الحديدية" و"الأسد الصاعد" الإسرائيليين، إلى "الوعد الصادق" الذي أطلقه "حزب الله"، وحتى مصطلحات أميركية كـ"عاصفة الصحراء" و"الحرية الدائمة"، تتشكل سرديات من تسميات. بل تُبنى مشاعر، وتُستنهض شعوب، ويُشرعن عنف باسم مصطلح.

هذا النص ليس فقط محاولة لفهم لغة الحرب، بل تفكيك لطبيعتها الرمزية: كيف تتحوّل كلمة إلى سلاح؟ وكيف تتحوّل جملة إلى درع؟ في هذا التقرير الرصدي يستعرض رصيف22 أبرز المصطلحات التي عرّفت حروب العقود الماضية، ونحلل خلفياتها النفسية، الاجتماعية، الدينية والإعلامية. 

كيف يُخاطب المصطلح الوعي قبل المعركة؟

في كل حرب، يتطلّب النصر أكثر من تفوّق ميداني. يحتاج إلى تماسك نفسي، تعبئة معنوية، وشعور جماعي بالعدالة أو الحتميّة. هنا يدخل المصطلح كمفتاح أولي، يُصاغ ليصل قبل الرصاص، ويهيمن على العقول قبل أن تُستهدف الأجساد. فالكلمة ليست مجرّد وصف للواقع، بل أداة لإنتاج واقع بديل، مرغوب فيه من الطرف المقاتل.

لذا، فتسمية أي معركة ليست "تفصيلاً إدارياً". إنها صياغة مكثفة لهوية الفعل: من نُحارب؟ لماذا؟ كيف سننتصر؟ وماذا سنترك في ذاكرة الناس بعد أن ينتهي الدخان؟

فاطمة شقير /كاتب/ ة

حفظ لوقت لاحق

مشاركة

سياسة نحن والتاريخ الـ22

الخميس 6 نوفمبر 202511 دقيقة للقراءة

في الحروب، لا تُخاض المعارك دائماً على الجبهات فقط، بل في العقول أيضاً. قبل أن تطلق أول رصاصة، تُصاغ أول كلمة. تُختار بعناية، تُشحن بالرمز والعقيدة والانتماء، وتُرسل في فضاء الإعلام لتحتل العناوين واللاوعي الجمعي معاً. 

ففي عصر تتداخل فيه الحرب العسكرية مع النفسية والإعلامية، تحوّلت المصطلحات من أدوات شرح إلى أدوات قتال.

من "طوفان الأقصى" الذي بدأته حماس، إلى "السيوف الحديدية" و"الأسد الصاعد" الإسرائيليين، إلى "الوعد الصادق" الذي أطلقه "حزب الله"، وحتى مصطلحات أميركية كـ"عاصفة الصحراء" و"الحرية الدائمة"، تتشكل سرديات من تسميات. بل تُبنى مشاعر، وتُستنهض شعوب، ويُشرعن عنف باسم مصطلح.

هذا النص ليس فقط محاولة لفهم لغة الحرب، بل تفكيك لطبيعتها الرمزية: كيف تتحوّل كلمة إلى سلاح؟ وكيف تتحوّل جملة إلى درع؟ في هذا التقرير الرصدي يستعرض رصيف22 أبرز المصطلحات التي عرّفت حروب العقود الماضية، ونحلل خلفياتها النفسية، الاجتماعية، الدينية والإعلامية. 

كيف يُخاطب المصطلح الوعي قبل المعركة؟

في كل حرب، يتطلّب النصر أكثر من تفوّق ميداني. يحتاج إلى تماسك نفسي، تعبئة معنوية، وشعور جماعي بالعدالة أو الحتميّة. هنا يدخل المصطلح كمفتاح أولي، يُصاغ ليصل قبل الرصاص، ويهيمن على العقول قبل أن تُستهدف الأجساد. فالكلمة ليست مجرّد وصف للواقع، بل أداة لإنتاج واقع بديل، مرغوب فيه من الطرف المقاتل.

لذا، فتسمية أي معركة ليست "تفصيلاً إدارياً". إنها صياغة مكثفة لهوية الفعل: من نُحارب؟ لماذا؟ كيف سننتصر؟ وماذا سنترك في ذاكرة الناس بعد أن ينتهي الدخان؟

هنالك حرب موازية تحدث مع كل حرب في الميدان، أسلحتها هي "السرديات" والتي تبدأ باسم المعركة والمصطلحات التي تُصاغ لتهيئة الوعي، فتسمية المعركة تشكّل هوية الفعل، وتطمئن الحلفاء وتروّع الخصوم، من "سيف القدس" إلى "عاصفة الصحراء" والأمثلة كثيرة

إذاً، فالمصطلح يُطمئن الحلفاء والشعب، ويرعب الخصوم. يشحن اللغة بالعاطفة، ويُبقي رواية الحرب قابلة للتكرار، للهتاف، للنقش على الجدران، وحتى للمناجاة.

على سبيل المثال، مصطلحات الفصائل الإسلامية غالباً ما تستند إلى رموز دينية أو تعبيرات وجدانية تعبّر عن الاستمرارية والثقة، مثل: "الوعد الصادق"، العنوان هنا يُشحن بالصدق الإلهي والوفاء المبدئي. و"سيف القدس"، الذي يمزج بين السلاح والمقدّس، و"وعد الآخرة" حيث يُفعّل مفردات القضاء الإلهي والانتصار الحتمي.

أما المصلحات المتأتية مع البعد الكولونيالي أو الاحتلال أو القوى العظمى، فتميل إلى العبارات التقنية المهيبة، أو المصطلحات الطبيعية التي تُغلف الحرب بأقنعة "التحرير" أو "الردع"، مثل "عاصفة الصحراء" التي تصوّر الغزو كحدث طبيعي لا خيار فيه. و"الحرية الدائمة" التي توحي بأن الاحتلال هو مشروع أخلاقي، و"الرصاص المصبوب" الذي يعطي انطباعاً بالقوة المحسوبة لا الفوضى.

ومن يُسمّي أولًا، يفرض السردية. ومن يملك المصطلح، يملك التأثير النفسي الأول، والإطار العاطفي الذي يُهيمن على التغطية الإعلامية ويعيد تشكيل ردّات الفعل الجماهيرية.

تسميات الفصائل الإسلامية

لغة فصائل "المقاومة الإسلامية"، ليست مجرد رد فعل على القصف أو الحصار، بل منظومة لغوية مبنية على عقائد راسخة لدى الشعوب الإسلامية، فمنذ نشأة حركات المقاومة الدينية في لبنان وفلسطين، برزت البلاغة اللغوية كجزء من إستراتيجية المواجهة. لا يُطلق الاسم إلا حين يكون قادراً على التسلل إلى الذاكرة، وتحريك العاطفة، وإيجاد إحساس جماعي بالجدوى.

فاطمة شقير /كاتب/ ة

حفظ لوقت لاحق

مشاركة

سياسة نحن والتاريخ الـ22

الخميس 6 نوفمبر 202511 دقيقة للقراءة

في الحروب، لا تُخاض المعارك دائماً على الجبهات فقط، بل في العقول أيضاً. قبل أن تطلق أول رصاصة، تُصاغ أول كلمة. تُختار بعناية، تُشحن بالرمز والعقيدة والانتماء، وتُرسل في فضاء الإعلام لتحتل العناوين واللاوعي الجمعي معاً. 

ففي عصر تتداخل فيه الحرب العسكرية مع النفسية والإعلامية، تحوّلت المصطلحات من أدوات شرح إلى أدوات قتال.

من "طوفان الأقصى" الذي بدأته حماس، إلى "السيوف الحديدية" و"الأسد الصاعد" الإسرائيليين، إلى "الوعد الصادق" الذي أطلقه "حزب الله"، وحتى مصطلحات أميركية كـ"عاصفة الصحراء" و"الحرية الدائمة"، تتشكل سرديات من تسميات. بل تُبنى مشاعر، وتُستنهض شعوب، ويُشرعن عنف باسم مصطلح.

هذا النص ليس فقط محاولة لفهم لغة الحرب، بل تفكيك لطبيعتها الرمزية: كيف تتحوّل كلمة إلى سلاح؟ وكيف تتحوّل جملة إلى درع؟ في هذا التقرير الرصدي يستعرض رصيف22 أبرز المصطلحات التي عرّفت حروب العقود الماضية، ونحلل خلفياتها النفسية، الاجتماعية، الدينية والإعلامية. 

كيف يُخاطب المصطلح الوعي قبل المعركة؟

في كل حرب، يتطلّب النصر أكثر من تفوّق ميداني. يحتاج إلى تماسك نفسي، تعبئة معنوية، وشعور جماعي بالعدالة أو الحتميّة. هنا يدخل المصطلح كمفتاح أولي، يُصاغ ليصل قبل الرصاص، ويهيمن على العقول قبل أن تُستهدف الأجساد. فالكلمة ليست مجرّد وصف للواقع، بل أداة لإنتاج واقع بديل، مرغوب فيه من الطرف المقاتل.

لذا، فتسمية أي معركة ليست "تفصيلاً إدارياً". إنها صياغة مكثفة لهوية الفعل: من نُحارب؟ لماذا؟ كيف سننتصر؟ وماذا سنترك في ذاكرة الناس بعد أن ينتهي الدخان؟

هنالك حرب موازية تحدث مع كل حرب في الميدان، أسلحتها هي "السرديات" والتي تبدأ باسم المعركة والمصطلحات التي تُصاغ لتهيئة الوعي، فتسمية المعركة تشكّل هوية الفعل، وتطمئن الحلفاء وتروّع الخصوم، من "سيف القدس" إلى "عاصفة الصحراء" والأمثلة كثيرة

إذاً، فالمصطلح يُطمئن الحلفاء والشعب، ويرعب الخصوم. يشحن اللغة بالعاطفة، ويُبقي رواية الحرب قابلة للتكرار، للهتاف، للنقش على الجدران، وحتى للمناجاة.

على سبيل المثال، مصطلحات الفصائل الإسلامية غالباً ما تستند إلى رموز دينية أو تعبيرات وجدانية تعبّر عن الاستمرارية والثقة، مثل: "الوعد الصادق"، العنوان هنا يُشحن بالصدق الإلهي والوفاء المبدئي. و"سيف القدس"، الذي يمزج بين السلاح والمقدّس، و"وعد الآخرة" حيث يُفعّل مفردات القضاء الإلهي والانتصار الحتمي.

أما المصلحات المتأتية مع البعد الكولونيالي أو الاحتلال أو القوى العظمى، فتميل إلى العبارات التقنية المهيبة، أو المصطلحات الطبيعية التي تُغلف الحرب بأقنعة "التحرير" أو "الردع"، مثل "عاصفة الصحراء" التي تصوّر الغزو كحدث طبيعي لا خيار فيه. و"الحرية الدائمة" التي توحي بأن الاحتلال هو مشروع أخلاقي، و"الرصاص المصبوب" الذي يعطي انطباعاً بالقوة المحسوبة لا الفوضى.

ومن يُسمّي أولًا، يفرض السردية. ومن يملك المصطلح، يملك التأثير النفسي الأول، والإطار العاطفي الذي يُهيمن على التغطية الإعلامية ويعيد تشكيل ردّات الفعل الجماهيرية.

تسميات الفصائل الإسلامية

لغة فصائل "المقاومة الإسلامية"، ليست مجرد ردّ فعل على القصف أو الحصار، بل منظومة لغوية مبنية على عقائد راسخة لدى الشعوب الإسلامية، فمنذ نشأة حركات المقاومة الدينية في لبنان وفلسطين، برزت البلاغة اللغوية كجزء من إستراتيجية المواجهة. لا يُطلق الاسم إلا حين يكون قادراً على التسلل إلى الذاكرة، وتحريك العاطفة، وإيجاد إحساس جماعي بالجدوى.

منذ 12 سنةً، مشينا سوا.

كنّا منبر لناس صوتها ما كان يوصل،

وكنتم أنتم جزء من هالمعركة، من هالصوت.

اليوم، الطريق أصعب من أي وقت.

وصرنا بحاجة إلكن.

بتآمنوا برصيف22؟ ساعدونا نكمل.

بعد نهاية الحرب مع إسرائيل... هل تطوي إيران راية التمدّد الإقليمي؟

الوعد الصادق والأسد الصاعد… أسماء ذات حمولة تاريخية في الحرب الإسرائيلية الإيرانية

"إسرائيل تتكلم بالعربية" و"إيران بالعربية" تكذبان… رشقات تضليل تواكب التصعيد الإسرائيلي الإيراني

الوعد الصادق… حزب الله 

هو اسم اختاره "حزب الله" لعملية أسر جنديين إسرائيليين في 2006، وقد استُلهم من خطاب لأمين عام "حزب الله" السابق حسن نصرالله، ليحمل دلالات دينية وسياسية. 

نفسياً، زرع المصطلح ثقة عميقة في جمهور الحزب: "وعدنا ووفينا". واجتماعياً، تحوّل إلى رمز دائم في الأغاني والخطب والممارسات الشعبية. أما إعلامياً، فقد شكّل لحظة إعلان تفوّق رمزي لمقاومة قادرة على الإيفاء بوعودها.

وعد الآخرة… كتائب القسام

استندت التسمية إلى مصطلح قرآني ورد في سورة الإسراء. وجاء البعد الديني فيه قوياً ليعكس الإيحاء بأن زوال الاحتلال الإسرائيلي ليس احتمالاً سياسياً بل هو وعد إلهي.

أما نفسياً، فالغرض هو بث الطمأنينة في ظل طول المعركة: فالنتيجة مضمونة كونها محالة إلى القدر بالأساس.

سيف القدس… حركة حماس 

هو الاسم -الديني بالضرورة- الذي أطلقته حركة حماس على معركة أيار/ مايو 2021، رداً على انتهاكات الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى، لذا فالمصطلح يدمج الإيمان بالقوة.

ومن الناحية الاجتماعية، تبناه المؤيدون للحركة، وفي الشعارات، واستخدمه الإعلام.

فاطمة شقير /كاتب/ ة

حفظ لوقت لاحق

مشاركة

سياسة نحن والتاريخ الـ22

الخميس 6 نوفمبر 202511 دقيقة للقراءة

في الحروب، لا تُخاض المعارك دائماً على الجبهات فقط، بل في العقول أيضاً. قبل أن تطلق أول رصاصة، تُصاغ أول كلمة. تُختار بعناية، تُشحن بالرمز والعقيدة والانتماء، وتُرسل في فضاء الإعلام لتحتل العناوين واللاوعي الجمعي معاً. 

ففي عصر تتداخل فيه الحرب العسكرية مع النفسية والإعلامية، تحوّلت المصطلحات من أدوات شرح إلى أدوات قتال.

من "طوفان الأقصى" الذي بدأته حماس، إلى "السيوف الحديدية" و"الأسد الصاعد" الإسرائيليين، إلى "الوعد الصادق" الذي أطلقه "حزب الله"، وحتى مصطلحات أميركية كـ"عاصفة الصحراء" و"الحرية الدائمة"، تتشكل سرديات من تسميات. بل تُبنى مشاعر، وتُستنهض شعوب، ويُشرعن عنف باسم مصطلح.

هذا النص ليس فقط محاولة لفهم لغة الحرب، بل تفكيك لطبيعتها الرمزية: كيف تتحوّل كلمة إلى سلاح؟ وكيف تتحوّل جملة إلى درع؟ في هذا التقرير الرصدي يستعرض رصيف22 أبرز المصطلحات التي عرّفت حروب العقود الماضية، ونحلل خلفياتها النفسية، الاجتماعية، الدينية والإعلامية. 

كيف يُخاطب المصطلح الوعي قبل المعركة؟

في كل حرب، يتطلّب النصر أكثر من تفوّق ميداني. يحتاج إلى تماسك نفسي، تعبئة معنوية، وشعور جماعي بالعدالة أو الحتميّة. هنا يدخل المصطلح كمفتاح أولي، يُصاغ ليصل قبل الرصاص، ويهيمن على العقول قبل أن تُستهدف الأجساد. فالكلمة ليست مجرّد وصف للواقع، بل أداة لإنتاج واقع بديل، مرغوب فيه من الطرف المقاتل.

لذا، فتسمية أي معركة ليست "تفصيلاً إدارياً". إنها صياغة مكثفة لهوية الفعل: من نُحارب؟ لماذا؟ كيف سننتصر؟ وماذا سنترك في ذاكرة الناس بعد أن ينتهي الدخان؟

هنالك حرب موازية تحدث مع كل حرب في الميدان، أسلحتها هي "السرديات" والتي تبدأ باسم المعركة والمصطلحات التي تُصاغ لتهيئة الوعي، فتسمية المعركة تشكّل هوية الفعل، وتطمئن الحلفاء وتروّع الخصوم، من "سيف القدس" إلى "عاصفة الصحراء" والأمثلة كثيرة

إذاً، فالمصطلح يُطمئن الحلفاء والشعب، ويرعب الخصوم. يشحن اللغة بالعاطفة، ويُبقي رواية الحرب قابلة للتكرار، للهتاف، للنقش على الجدران، وحتى للمناجاة.

على سبيل المثال، مصطلحات الفصائل الإسلامية غالباً ما تستند إلى رموز دينية أو تعبيرات وجدانية تعبّر عن الاستمرارية والثقة، مثل: "الوعد الصادق"، العنوان هنا يُشحن بالصدق الإلهي والوفاء المبدئي. و"سيف القدس"، الذي يمزج بين السلاح والمقدّس، و"وعد الآخرة" حيث يُفعّل مفردات القضاء الإلهي والانتصار الحتمي.

أما المصلحات المتأتية مع البعد الكولونيالي أو الاحتلال أو القوى العظمى، فتميل إلى العبارات التقنية المهيبة، أو المصطلحات الطبيعية التي تُغلف الحرب بأقنعة "التحرير" أو "الردع"، مثل "عاصفة الصحراء" التي تصوّر الغزو كحدث طبيعي لا خيار فيه. و"الحرية الدائمة" التي توحي بأن الاحتلال هو مشروع أخلاقي، و"الرصاص المصبوب" الذي يعطي انطباعاً بالقوة المحسوبة لا الفوضى.

ومن يُسمّي أولًا، يفرض السردية. ومن يملك المصطلح، يملك التأثير النفسي الأول، والإطار العاطفي الذي يُهيمن على التغطية الإعلامية ويعيد تشكيل ردّات الفعل الجماهيرية.

تسميات الفصائل الإسلامية

لغة فصائل "المقاومة الإسلامية"، ليست مجرد ردّ فعل على القصف أو الحصار، بل منظومة لغوية مبنية على عقائد راسخة لدى الشعوب الإسلامية، فمنذ نشأة حركات المقاومة الدينية في لبنان وفلسطين، برزت البلاغة اللغوية كجزء من إستراتيجية المواجهة. لا يُطلق الاسم إلا حين يكون قادراً على التسلل إلى الذاكرة، وتحريك العاطفة، وإيجاد إحساس جماعي بالجدوى.

منذ 12 سنةً، مشينا سوا.

كنّا منبر لناس صوتها ما كان يوصل،

وكنتم أنتم جزء من هالمعركة، من هالصوت.

اليوم، الطريق أصعب من أي وقت.

وصرنا بحاجة إلكن.

بتآمنوا برصيف22؟ ساعدونا نكمل.

بعد نهاية الحرب مع إسرائيل... هل تطوي إيران راية التمدّد الإقليمي؟

الوعد الصادق والأسد الصاعد… أسماء ذات حمولة تاريخية في الحرب الإسرائيلية الإيرانية

"إسرائيل تتكلم بالعربية" و"إيران بالعربية" تكذبان… رشقات تضليل تواكب التصعيد الإسرائيلي الإيراني

الوعد الصادق… حزب الله 

هو اسم اختاره "حزب الله" لعملية أسر جنديين إسرائيليين في 2006، وقد استُلهم من خطاب لأمين عام "حزب الله" السابق حسن نصرالله، ليحمل دلالات دينية وسياسية. 

نفسياً، زرع المصطلح ثقة عميقة في جمهور الحزب: "وعدنا ووفينا". واجتماعياً، تحوّل إلى رمز دائم في الأغاني والخطب والممارسات الشعبية. أما إعلامياً، فقد شكّل لحظة إعلان تفوّق رمزي لمقاومة قادرة على الإيفاء بوعودها.

وعد الآخرة… كتائب القسام

استندت التسمية إلى مصطلح قرآني ورد في سورة الإسراء. وجاء البعد الديني فيه قوياً ليعكس الإيحاء بأن زوال الاحتلال الإسرائيلي ليس احتمالاً سياسياً بل هو وعد إلهي.

أما نفسياً، فالغرض هو بث الطمأنينة في ظل طول المعركة: فالنتيجة مضمونة كونها محالة إلى القدر بالأساس.

سيف القدس… حركة حماس 

هو الاسم -الديني بالضرورة- الذي أطلقته حركة حماس على معركة أيار/ مايو 2021، رداً على انتهاكات الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى، لذا فالمصطلح يدمج الإيمان بالقوة.

ومن الناحية الاجتماعية، تبناه المؤيدون للحركة، وفي الشعارات، واستخدمه الإعلام.

كثيراً ما يتم اعتماد التسميات الدينية للإيحاء بالدعم الإلهي، فتسمية عملية "الأسد الصاعد" الإسرائيلية مثلاً جاءت من التوراة، بينما جاءت تسميه "وعد الآخرة" لكتائب القسام من القرآن.

طوفان الأقصى… حركة حماس 

أطلق بالطبع على عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، يشير استخدام المصطلح إلى الإيحاء بـ "حدث شامل وقاهر". وربما يحيل الاسم إلى الطوفان العقابي في قصة النبي نوح.

كما أن ارتباط الاسم بالمسجد الأقصى، القبلة الثالثة للمسلمين، يحمل البعد المطلوب لجعلها مقبولة لدى الشعوب الإسلامية، كـ "قرار جهادي بالأساس". 

الوعد الصادق 3… إيران

هو الاسم الذي أطلق على الرد الإيراني الرسمي على عملية "الأسد الصاعد" الإسرائيلية، وجاءت العملية على شكل قصف صاروخي لمواقع في العمق الإسرائيلي. 

الرقم 3 في التسمية يؤسس للاستمرارية، أي أن "الوعد" مستمر ولن يتوقف، وقد بدأ المصطلح الأول من لبنان، ثم امتد الثاني إيرانياً عام 2024 فيما قيل إنه رد على اغتيال قاسم سليماني، ليكون الرد باسم واحد من جبهتين مختلفتين.

تسميات إسرائيلية وأمريكية للحروب

فاطمة شقير /كاتب/ ة

حفظ لوقت لاحق

مشاركة

سياسة نحن والتاريخ الـ22

الخميس 6 نوفمبر 202511 دقيقة للقراءة

في الحروب، لا تُخاض المعارك دائماً على الجبهات فقط، بل في العقول أيضاً. قبل أن تطلق أول رصاصة، تُصاغ أول كلمة. تُختار بعناية، تُشحن بالرمز والعقيدة والانتماء، وتُرسل في فضاء الإعلام لتحتل العناوين واللاوعي الجمعي معاً. 

ففي عصر تتداخل فيه الحرب العسكرية مع النفسية والإعلامية، تحوّلت المصطلحات من أدوات شرح إلى أدوات قتال.

من "طوفان الأقصى" الذي بدأته حماس، إلى "السيوف الحديدية" و"الأسد الصاعد" الإسرائيليين، إلى "الوعد الصادق" الذي أطلقه "حزب الله"، وحتى مصطلحات أميركية كـ"عاصفة الصحراء" و"الحرية الدائمة"، تتشكل سرديات من تسميات. بل تُبنى مشاعر، وتُستنهض شعوب، ويُشرعن عنف باسم مصطلح.

هذا النص ليس فقط محاولة لفهم لغة الحرب، بل تفكيك لطبيعتها الرمزية: كيف تتحوّل كلمة إلى سلاح؟ وكيف تتحوّل جملة إلى درع؟ في هذا التقرير الرصدي يستعرض رصيف22 أبرز المصطلحات التي عرّفت حروب العقود الماضية، ونحلل خلفياتها النفسية، الاجتماعية، الدينية والإعلامية. 

كيف يُخاطب المصطلح الوعي قبل المعركة؟

في كل حرب، يتطلّب النصر أكثر من تفوّق ميداني. يحتاج إلى تماسك نفسي، تعبئة معنوية، وشعور جماعي بالعدالة أو الحتميّة. هنا يدخل المصطلح كمفتاح أولي، يُصاغ ليصل قبل الرصاص، ويهيمن على العقول قبل أن تُستهدف الأجساد. فالكلمة ليست مجرّد وصف للواقع، بل أداة لإنتاج واقع بديل، مرغوب فيه من الطرف المقاتل.

لذا، فتسمية أي معركة ليست "تفصيلاً إدارياً". إنها صياغة مكثفة لهوية الفعل: من نُحارب؟ لماذا؟ كيف سننتصر؟ وماذا سنترك في ذاكرة الناس بعد أن ينتهي الدخان؟

هنالك حرب موازية تحدث مع كل حرب في الميدان، أسلحتها هي "السرديات" والتي تبدأ باسم المعركة والمصطلحات التي تُصاغ لتهيئة الوعي، فتسمية المعركة تشكّل هوية الفعل، وتطمئن الحلفاء وتروّع الخصوم، من "سيف القدس" إلى "عاصفة الصحراء" والأمثلة كثيرة

إذاً، فالمصطلح يُطمئن الحلفاء والشعب، ويرعب الخصوم. يشحن اللغة بالعاطفة، ويُبقي رواية الحرب قابلة للتكرار، للهتاف، للنقش على الجدران، وحتى للمناجاة.

على سبيل المثال، مصطلحات الفصائل الإسلامية غالباً ما تستند إلى رموز دينية أو تعبيرات وجدانية تعبّر عن الاستمرارية والثقة، مثل: "الوعد الصادق"، العنوان هنا يُشحن بالصدق الإلهي والوفاء المبدئي. و"سيف القدس"، الذي يمزج بين السلاح والمقدّس، و"وعد الآخرة" حيث يُفعّل مفردات القضاء الإلهي والانتصار الحتمي.

أما المصلحات المتأتية مع البعد الكولونيالي أو الاحتلال أو القوى العظمى، فتميل إلى العبارات التقنية المهيبة، أو المصطلحات الطبيعية التي تُغلف الحرب بأقنعة "التحرير" أو "الردع"، مثل "عاصفة الصحراء" التي تصوّر الغزو كحدث طبيعي لا خيار فيه. و"الحرية الدائمة" التي توحي بأن الاحتلال هو مشروع أخلاقي، و"الرصاص المصبوب" الذي يعطي انطباعاً بالقوة المحسوبة لا الفوضى.

ومن يُسمّي أولًا، يفرض السردية. ومن يملك المصطلح، يملك التأثير النفسي الأول، والإطار العاطفي الذي يُهيمن على التغطية الإعلامية ويعيد تشكيل ردّات الفعل الجماهيرية.

تسميات الفصائل الإسلامية

لغة فصائل "المقاومة الإسلامية"، ليست مجرد ردّ فعل على القصف أو الحصار، بل منظومة لغوية مبنية على عقائد راسخة لدى الشعوب الإسلامية، فمنذ نشأة حركات المقاومة الدينية في لبنان وفلسطين، برزت البلاغة اللغوية كجزء من إستراتيجية المواجهة. لا يُطلق الاسم إلا حين يكون قادراً على التسلل إلى الذاكرة، وتحريك العاطفة، وإيجاد إحساس جماعي بالجدوى.

منذ 12 سنةً، مشينا سوا.

كنّا منبر لناس صوتها ما كان يوصل،

وكنتم أنتم جزء من هالمعركة، من هالصوت.

اليوم، الطريق أصعب من أي وقت.

وصرنا بحاجة إلكن.

بتآمنوا برصيف22؟ ساعدونا نكمل.

بعد نهاية الحرب مع إسرائيل... هل تطوي إيران راية التمدّد الإقليمي؟

الوعد الصادق والأسد الصاعد… أسماء ذات حمولة تاريخية في الحرب الإسرائيلية الإيرانية

"إسرائيل تتكلم بالعربية" و"إيران بالعربية" تكذبان… رشقات تضليل تواكب التصعيد الإسرائيلي الإيراني

الوعد الصادق… حزب الله 

هو اسم اختاره "حزب الله" لعملية أسر جنديين إسرائيليين في 2006، وقد استُلهم من خطاب لأمين عام "حزب الله" السابق حسن نصرالله، ليحمل دلالات دينية وسياسية. 

نفسياً، زرع المصطلح ثقة عميقة في جمهور الحزب: "وعدنا ووفينا". واجتماعياً، تحوّل إلى رمز دائم في الأغاني والخطب والممارسات الشعبية. أما إعلامياً، فقد شكّل لحظة إعلان تفوّق رمزي لمقاومة قادرة على الإيفاء بوعودها.

وعد الآخرة… كتائب القسام

استندت التسمية إلى مصطلح قرآني ورد في سورة الإسراء. وجاء البعد الديني فيه قوياً ليعكس الإيحاء بأن زوال الاحتلال الإسرائيلي ليس احتمالاً سياسياً بل هو وعد إلهي.

أما نفسياً، فالغرض هو بث الطمأنينة في ظل طول المعركة: فالنتيجة مضمونة كونها محالة إلى القدر بالأساس.

سيف القدس… حركة حماس 

هو الاسم -الديني بالضرورة- الذي أطلقته حركة حماس على معركة أيار/ مايو 2021، رداً على انتهاكات الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى، لذا فالمصطلح يدمج الإيمان بالقوة.

ومن الناحية الاجتماعية، تبناه المؤيدون للحركة، وفي الشعارات، واستخدمه الإعلام.

كثيراً ما يتم اعتماد التسميات الدينية للإيحاء بالدعم الإلهي، فتسمية عملية "الأسد الصاعد" الإسرائيلية مثلاً جاءت من التوراة، بينما جاءت تسميه "وعد الآخرة" لكتائب القسام من القرآن.

طوفان الأقصى… حركة حماس 

أطلق بالطبع على عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، يشير استخدام المصطلح إلى الإيحاء بـ "حدث شامل وقاهر". وربما يحيل الاسم إلى الطوفان العقابي في قصة النبي نوح.

كما أن ارتباط الاسم بالمسجد الأقصى، القبلة الثالثة للمسلمين، يحمل البعد المطلوب لجعلها مقبولة لدى الشعوب الإسلامية، كـ "قرار جهادي بالأساس". 

الوعد الصادق 3… إيران

هو الاسم الذي أطلق على الرد الإيراني الرسمي على عملية "الأسد الصاعد" الإسرائيلية، وجاءت العملية على شكل قصف صاروخي لمواقع في العمق الإسرائيلي. 

الرقم 3 في التسمية يؤسس للاستمرارية، أي أن "الوعد" مستمر ولن يتوقف، وقد بدأ المصطلح الأول من لبنان، ثم امتد الثاني إيرانياً عام 2024 فيما قيل إنه رد على اغتيال قاسم سليماني، ليكون الرد باسم واحد من جبهتين مختلفتين.

تسميات إسرائيلية وأمريكية للحروب

في المعسكر الإسرائيلي الأمريكي، لا تُستخدم المصطلحات من أجل التعبئة الوجدانية بقدر ما تُصاغ لتبرير التدخل أو الاعتداء أمام الداخل والخارج. فهي أقرب إلى تسميات تُنتجها غرف السياسة والدعاية العسكرية لتمنح الحرب مظهراً أخلاقياً، وتُخفف وقع أثرها على المدنيين عبر تعبيرات تبدو إدارية، تقنية، أو طبيعية.

الرصاص المصبوب… إسرائيل 

هي حملة عسكرية شنتها إسرائيل ضد حركة حماس في قطاع غزة بين 2008 إلى 2009، قُتل فيها أكثر من 1400 فلسطيني، معظمهم من المدنيين. قد يوحي المصطلح وكأن الموت يُسكب بانتظام لا فوضى. بينما يضفي إحساساً بالبرود والفاعلية. وقد تبنّته وسائل الإعلام الغربية دون تفكيك رمزيته.

الجرف الصامد… إسرائيل 

هو الاعتداء الإسرائيلي الطويل على غزة الذي حدث في العام 2014، وخلّف دماراً واسعاً ومئات الشهداء. اللغة هنا دفاعية ظاهرياً. إذ يوحي المصطلح بأن إسرائيل تحمي نفسها من خطر ما، لتبرير الهجوم المُسبق. وهنا يقول الباحث النفسي في علوم اللغات، الدكتور أنس حنظور، أن "الاسم يمثّل خداعاً لغوياً يتجاوز الميدان، ويخدع الضمير الإعلامي العالمي".

حارس الأسوار… إسرائيل 

هو الاسم الذي أُطلق على العدوان الإسرائيلي على غزة في أيار/ مايو 2021، تزامناً مع أحداث حي الشيخ جراح. هنا أيضاً يصوّر كفعل دفاعي بالأساس، عن المدينة/الدولة/الهوية. لكن واقعياً، كانت إسرائيل هي من هدمت الأسوار والمنازل أو صادرتها.

الأسد الصاعد… إسرائيل 

حين استهدف الطيران الإسرائيلي في هذه العملية 2025 موقعاً إيرانياً حساساً. عبارة "الأسد الصاعد" لم تُختَر عشوائياً، بل لتحمل دلالات توراتية، إذ استُلهمت من الآية "هو ذا شعب يقوم كلبؤة ويرتفع كأَسد، لا ينام حتى يفترس فريسته ويشرب دماء القتلى" (سِفر العدد 23:24).

لذا، فالتسمية اختيرت لتسليط الضوء على القوة والإصرار الرمزيين المرتبطين بالأسد الصاعد، وبرمزية ملوك التاريخ الإسرائيلي في التوراة. وقد قوبلت التسمية بالسخرية في الشارع الإيراني: "أسد من ورق". 

عاصفة الصحراء… الولايات المتحدة الأمريكية

تعود هذه التسمية لغزو العراق الأول في العام 1991 ضمن التحالف الدولي لتحرير الكويت. المصطلح استعار لغة الكوارث الطبيعية وأسقطها على الغزو، ما سهّل تعميم الرواية الأميركية، وأزال كلمة "احتلال" من الخطاب.

الحرية الدائمة – الولايات المتحدة 

هو اسم الحملة الأميركية على أفغانستان التي بدأت في مطلع الألفية الثانية. استخدم المصطلح لغة مشحونة بالأخلاق، أو للإحالة إلى "الديمقراطية" الأمريكية، لذا اعتبر بأنه يُقدّم "الاحتلال الأمريكي" كهدية تحرّر.

البعد الإعلامي والقانوني لتسمية الحرب

في الحروب، يصبح المصطلح بمثابة إعلان نوايا، وسلاح فاطمة شقير /كاتب/ ة

حفظ لوقت لاحق

مشاركة

سياسة نحن والتاريخ الـ22

الخميس 6 نوفمبر 202511 دقيقة للقراءة

في الحروب، لا تُخاض المعارك دائماً على الجبهات فقط، بل في العقول أيضاً. قبل أن تطلق أول رصاصة، تُصاغ أول كلمة. تُختار بعناية، تُشحن بالرمز والعقيدة والانتماء، وتُرسل في فضاء الإعلام لتحتل العناوين واللاوعي الجمعي معاً. 

ففي عصر تتداخل فيه الحرب العسكرية مع النفسية والإعلامية، تحوّلت المصطلحات من أدوات شرح إلى أدوات قتال.

من "طوفان الأقصى" الذي بدأته حماس، إلى "السيوف الحديدية" و"الأسد الصاعد" الإسرائيليين، إلى "الوعد الصادق" الذي أطلقه "حزب الله"، وحتى مصطلحات أميركية كـ"عاصفة الصحراء" و"الحرية الدائمة"، تتشكل سرديات من تسميات. بل تُبنى مشاعر، وتُستنهض شعوب، ويُشرعن عنف باسم مصطلح.

هذا النص ليس فقط محاولة لفهم لغة الحرب، بل تفكيك لطبيعتها الرمزية: كيف تتحوّل كلمة إلى سلاح؟ وكيف تتحوّل جملة إلى درع؟ في هذا التقرير الرصدي يستعرض رصيف22 أبرز المصطلحات التي عرّفت حروب العقود الماضية، ونحلل خلفياتها النفسية، الاجتماعية، الدينية والإعلامية. 

كيف يُخاطب المصطلح الوعي قبل المعركة؟

في كل حرب، يتطلّب النصر أكثر من تفوّق ميداني. يحتاج إلى تماسك نفسي، تعبئة معنوية، وشعور جماعي بالعدالة أو الحتميّة. هنا يدخل المصطلح كمفتاح أولي، يُصاغ ليصل قبل الرصاص، ويهيمن على العقول قبل أن تُستهدف الأجساد. فالكلمة ليست مجرّد وصف للواقع، بل أداة لإنتاج واقع بديل، مرغوب فيه من الطرف المقاتل.

لذا، فتسمية أي معركة ليست "تفصيلاً إدارياً". إنها صياغة مكثفة لهوية الفعل: من نُحارب؟ لماذا؟ كيف سننتصر؟ وماذا سنترك في ذاكرة الناس بعد أن ينتهي الدخان؟

هنالك حرب موازية تحدث مع كل حرب في الميدان، أسلحتها هي "السرديات" والتي تبدأ باسم المعركة والمصطلحات التي تُصاغ لتهيئة الوعي، فتسمية المعركة تشكّل هوية الفعل، وتطمئن الحلفاء وتروّع الخصوم، من "سيف القدس" إلى "عاصفة الصحراء" والأمثلة كثيرة

إذاً، فالمصطلح يُطمئن الحلفاء والشعب، ويرعب الخصوم. يشحن اللغة بالعاطفة، ويُبقي رواية الحرب قابلة للتكرار، للهتاف، للنقش على الجدران، وحتى للمناجاة.

على سبيل المثال، مصطلحات الفصائل الإسلامية غالباً ما تستند إلى رموز دينية أو تعبيرات وجدانية تعبّر عن الاستمرارية والثقة، مثل: "الوعد الصادق"، العنوان هنا يُشحن بالصدق الإلهي والوفاء المبدئي. و"سيف القدس"، الذي يمزج بين السلاح والمقدّس، و"وعد الآخرة" حيث يُفعّل مفردات القضاء الإلهي والانتصار الحتمي.

أما المصلحات المتأتية مع البعد الكولونيالي أو الاحتلال أو القوى العظمى، فتميل إلى العبارات التقنية المهيبة، أو المصطلحات الطبيعية التي تُغلف الحرب بأقنعة "التحرير" أو "الردع"، مثل "عاصفة الصحراء" التي تصوّر الغزو كحدث طبيعي لا خيار فيه. و"الحرية الدائمة" التي توحي بأن الاحتلال هو مشروع أخلاقي، و"الرصاص المصبوب" الذي يعطي انطباعاً بالقوة المحسوبة لا الفوضى.

ومن يُسمّي أولًا، يفرض السردية. ومن يملك المصطلح، يملك التأثير النفسي الأول، والإطار العاطفي الذي يُهيمن على التغطية الإعلامية ويعيد تشكيل ردّات الفعل الجماهيرية.

تسميات الفصائل الإسلامية

لغة فصائل "المقاومة الإسلامية"، ليست مجرد ردّ فعل على القصف أو الحصار، بل منظومة لغوية مبنية على عقائد راسخة لدى الشعوب الإسلامية، فمنذ نشأة حركات المقاومة الدينية في لبنان وفلسطين، برزت البلاغة اللغوية كجزء من إستراتيجية المواجهة. لا يُطلق الاسم إلا حين يكون قادراً على التسلل إلى الذاكرة، وتحريك العاطفة، وإيجاد إحساس جماعي بالجدوى.

منذ 12 سنةً، مشينا سوا.

كنّا منبر لناس صوتها ما كان يوصل،

وكنتم أنتم جزء من هالمعركة، من هالصوت.

اليوم، الطريق أصعب من أي وقت.

وصرنا بحاجة إلكن.

بتآمنوا برصيف22؟ ساعدونا نكمل.

بعد نهاية الحرب مع إسرائيل... هل تطوي إيران راية التمدّد الإقليمي؟

الوعد الصادق والأسد الصاعد… أسماء ذات حمولة تاريخية في الحرب الإسرائيلية الإيرانية

"إسرائيل تتكلم بالعربية" و"إيران بالعربية" تكذبان… رشقات تضليل تواكب التصعيد الإسرائيلي الإيراني

الوعد الصادق… حزب الله 

هو اسم اختاره "حزب الله" لعملية أسر جنديين إسرائيليين في 2006، وقد استُلهم من خطاب لأمين عام "حزب الله" السابق حسن نصرالله، ليحمل دلالات دينية وسياسية. 

نفسياً، زرع المصطلح ثقة عميقة في جمهور الحزب: "وعدنا ووفينا". واجتماعياً، تحوّل إلى رمز دائم في الأغاني والخطب والممارسات الشعبية. أما إعلامياً، فقد شكّل لحظة إعلان تفوّق رمزي لمقاومة قادرة على الإيفاء بوعودها.

وعد الآخرة… كتائب القسام

استندت التسمية إلى مصطلح قرآني ورد في سورة الإسراء. وجاء البعد الديني فيه قوياً ليعكس الإيحاء بأن زوال الاحتلال الإسرائيلي ليس احتمالاً سياسياً بل هو وعد إلهي.

أما نفسياً، فالغرض هو بث الطمأنينة في ظل طول المعركة: فالنتيجة مضمونة كونها محالة إلى القدر بالأساس.

سيف القدس… حركة حماس 

هو الاسم -الديني بالضرورة- الذي أطلقته حركة حماس على معركة أيار/ مايو 2021، رداً على انتهاكات الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى، لذا فالمصطلح يدمج الإيمان بالقوة.

ومن الناحية الاجتماعية، تبناه المؤيدون للحركة، وفي الشعارات، واستخدمه الإعلام.

كثيراً ما يتم اعتماد التسميات الدينية للإيحاء بالدعم الإلهي، فتسمية عملية "الأسد الصاعد" الإسرائيلية مثلاً جاءت من التوراة، بينما جاءت تسميه "وعد الآخرة" لكتائب القسام من القرآن.

طوفان الأقصى… حركة حماس 

أطلق بالطبع على عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، يشير استخدام المصطلح إلى الإيحاء بـ "حدث شامل وقاهر". وربما يحيل الاسم إلى الطوفان العقابي في قصة النبي نوح.

كما أن ارتباط الاسم بالمسجد الأقصى، القبلة الثالثة للمسلمين، يحمل البعد المطلوب لجعلها مقبولة لدى الشعوب الإسلامية، كـ "قرار جهادي بالأساس". 

الوعد الصادق 3… إيران

هو الاسم الذي أطلق على الرد الإيراني الرسمي على عملية "الأسد الصاعد" الإسرائيلية، وجاءت العملية على شكل قصف صاروخي لمواقع في العمق الإسرائيلي. 

الرقم 3 في التسمية يؤسس للاستمرارية، أي أن "الوعد" مستمر ولن يتوقف، وقد بدأ المصطلح الأول من لبنان، ثم امتد الثاني إيرانياً عام 2024 فيما قيل إنه رد على اغتيال قاسم سليماني، ليكون الرد باسم واحد من جبهتين مختلفتين.

تسميات إسرائيلية وأمريكية للحروب

في المعسكر الإسرائيلي الأمريكي، لا تُستخدم المصطلحات من أجل التعبئة الوجدانية بقدر ما تُصاغ لتبرير التدخل أو الاعتداء أمام الداخل والخارج. فهي أقرب إلى تسميات تُنتجها غرف السياسة والدعاية العسكرية لتمنح الحرب مظهراً أخلاقياً، وتُخفف وقع أثرها على المدنيين عبر تعبيرات تبدو إدارية، تقنية، أو طبيعية.

الرصاص المصبوب… إسرائيل 

هي حملة عسكرية شنتها إسرائيل ضد حركة حماس في قطاع غزة بين 2008 إلى 2009، قُتل فيها أكثر من 1400 فلسطيني، معظمهم من المدنيين. قد يوحي المصطلح وكأن الموت يُسكب بانتظام لا فوضى. بينما يضفي إحساساً بالبرود والفاعلية. وقد تبنّته وسائل الإعلام الغربية دون تفكيك رمزيته.

الجرف الصامد… إسرائيل 

هو الاعتداء الإسرائيلي الطويل على غزة الذي حدث في العام 2014، وخلّف دماراً واسعاً ومئات الشهداء. اللغة هنا دفاعية ظاهرياً. إذ يوحي المصطلح بأن إسرائيل تحمي نفسها من خطر ما، لتبرير الهجوم المُسبق. وهنا يقول الباحث النفسي في علوم اللغات، الدكتور أنس حنظور، أن "الاسم يمثّل خداعاً لغوياً يتجاوز الميدان، ويخدع الضمير الإعلامي العالمي".

حارس الأسوار… إسرائيل 

هو الاسم الذي أُطلق على العدوان الإسرائيلي على غزة في أيار/ مايو 2021، تزامناً مع أحداث حي الشيخ جراح. هنا أيضاً يصوّر كفعل دفاعي بالأساس، عن المدينة/الدولة/الهوية. لكن واقعياً، كانت إسرائيل هي من هدمت الأسوار والمنازل أو صادرتها.

الأسد الصاعد… إسرائيل 

حين استهدف الطيران الإسرائيلي في هذه العملية 2025 موقعاً إيرانياً حساساً. عبارة "الأسد الصاعد" لم تُختَر عشوائياً، بل لتحمل دلالات توراتية، إذ استُلهمت من الآية "هو ذا شعب يقوم كلبؤة ويرتفع كأَسد، لا ينام حتى يفترس فريسته ويشرب دماء القتلى" (سِفر العدد 23:24).

لذا، فالتسمية اختيرت لتسليط الضوء على القوة والإصرار الرمزيين المرتبطين بالأسد الصاعد، وبرمزية ملوك التاريخ الإسرائيلي في التوراة. وقد قوبلت التسمية بالسخرية في الشارع الإيراني: "أسد من ورق". 

"الحرية الدائمة" هو الاسم الذي أطلقته الولايات المتحدة الأميركية على حربها في أفغانستان في مطلع الألفية الثانية. لقد استخدم المصطلح لغة مشحونة بالأخلاق للإحالة إلى "الديمقراطية" الأمريكية، لذا اعتبر البعض بأنه يُقدّم "الاحتلال الأمريكي" كهدية تحرّر

عاصفة الصحراء… الولايات المتحدة الأمريكية

تعود هذه التسمية لغزو العراق الأول في العام 1991 ضمن التحالف الدولي لتحرير الكويت. المصطلح استعار لغة الكوارث الطبيعية وأسقطها على الغزو، ما سهّل تعميم الرواية الأميركية، وأزال كلمة "احتلال" من الخطاب.

الحرية الدائمة – الولايات المتحدة 

هو اسم الحملة الأميركية على أفغانستان التي بدأت في مطلع الألفية الثانية. استخدم المصطلح لغة مشحونة بالأخلاق، أو للإحالة إلى "الديمقراطية" الأمريكية، لذا اعتبر بأنه يُقدّم "الاحتلال الأمريكي" كهدية تحرّر.

البعد الإعلامي والقانوني لتسمية الحرب

في الحروب، يصبح المصطلح بمثابة إعلان نوايا، وسلاح دعائي، وأحياناً تبرئة مسبقة من المسؤولية. فكيف يُبنى اسم العملية؟ من يقرره؟ ومن يكرّسه في الفضاء الإعلامي؟ الإجابة على هذه الأسئلة تكشف إلى أي مدى تتحكّم اللغة في المساحة الأخلاقية والقانونية للحرب.

في إسرائيل، تُمرّر أسماء العمليات عبر وحدة العلاقات العامة والاستخبارات النفسية. أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فتُصاغ ضمن استراتيجية "Public Diplomacy"، وتُعرض على مستشارين سياسيين وأحياناً على شركات تسويق. أما لدى الفصائل الإسلامية، فالاسم يُنتج ضمن سياق تعبوي ميداني، ويُصاغ في غرف القرار العسكري.

فالمصطلح هو البوابة الإعلامية والعنوان الذي سيتكرر كلما استخدم اسم العملية صحافياً، ليُعيد إنتاج الرواية الرسمية. 

يقول خبير الإعلام القانوني الدكتور يوسف غنّام لرصيف22: "عندما تطلق واشنطن على الاحتلال اسم ’عملية حرية‘، فهي تصوغ عذراً مسبقاً. بينما حين تقول غزة ’سيف القدس‘، تُعامل كمحرضة. التسمية تُحاكم أحياناً أكثر من الفعل نفسه".

لذا فمن يسمي أولاً، يروّج لروايته أولاً، ويكسب المساحة الأخلاقية لدى الرأي العام.

فاطمة شقير /كاتب/ ة

حفظ لوقت لاحق

مشاركة

سياسة نحن والتاريخ الـ22

الخميس 6 نوفمبر 202511 دقيقة للقراءة

في الحروب، لا تُخاض المعارك دائماً على الجبهات فقط، بل في العقول أيضاً. قبل أن تطلق أول رصاصة، تُصاغ أول كلمة. تُختار بعناية، تُشحن بالرمز والعقيدة والانتماء، وتُرسل في فضاء الإعلام لتحتل العناوين واللاوعي الجمعي معاً. 

ففي عصر تتداخل فيه الحرب العسكرية مع النفسية والإعلامية، تحوّلت المصطلحات من أدوات شرح إلى أدوات قتال.

من "طوفان الأقصى" الذي بدأته حماس، إلى "السيوف الحديدية" و"الأسد الصاعد" الإسرائيليين، إلى "الوعد الصادق" الذي أطلقه "حزب الله"، وحتى مصطلحات أميركية كـ"عاصفة الصحراء" و"الحرية الدائمة"، تتشكل سرديات من تسميات. بل تُبنى مشاعر، وتُستنهض شعوب، ويُشرعن عنف باسم مصطلح.

هذا النص ليس فقط محاولة لفهم لغة الحرب، بل تفكيك لطبيعتها الرمزية: كيف تتحوّل كلمة إلى سلاح؟ وكيف تتحوّل جملة إلى درع؟ في هذا التقرير الرصدي يستعرض رصيف22 أبرز المصطلحات التي عرّفت حروب العقود الماضية، ونحلل خلفياتها النفسية، الاجتماعية، الدينية والإعلامية. 

كيف يُخاطب المصطلح الوعي قبل المعركة؟

في كل حرب، يتطلّب النصر أكثر من تفوّق ميداني. يحتاج إلى تماسك نفسي، تعبئة معنوية، وشعور جماعي بالعدالة أو الحتميّة. هنا يدخل المصطلح كمفتاح أولي، يُصاغ ليصل قبل الرصاص، ويهيمن على العقول قبل أن تُستهدف الأجساد. فالكلمة ليست مجرّد وصف للواقع، بل أداة لإنتاج واقع بديل، مرغوب فيه من الطرف المقاتل.

لذا، فتسمية أي معركة ليست "تفصيلاً إدارياً". إنها صياغة مكثفة لهوية الفعل: من نُحارب؟ لماذا؟ كيف سننتصر؟ وماذا سنترك في ذاكرة الناس بعد أن ينتهي الدخان؟

هنالك حرب موازية تحدث مع كل حرب في الميدان، أسلحتها هي "السرديات" والتي تبدأ باسم المعركة والمصطلحات التي تُصاغ لتهيئة الوعي، فتسمية المعركة تشكّل هوية الفعل، وتطمئن الحلفاء وتروّع الخصوم، من "سيف القدس" إلى "عاصفة الصحراء" والأمثلة كثيرة

إذاً، فالمصطلح يُطمئن الحلفاء والشعب، ويرعب الخصوم. يشحن اللغة بالعاطفة، ويُبقي رواية الحرب قابلة للتكرار، للهتاف، للنقش على الجدران، وحتى للمناجاة.

على سبيل المثال، مصطلحات الفصائل الإسلامية غالباً ما تستند إلى رموز دينية أو تعبيرات وجدانية تعبّر عن الاستمرارية والثقة، مثل: "الوعد الصادق"، العنوان هنا يُشحن بالصدق الإلهي والوفاء المبدئي. و"سيف القدس"، الذي يمزج بين السلاح والمقدّس، و"وعد الآخرة" حيث يُفعّل مفردات القضاء الإلهي والانتصار الحتمي.

أما المصلحات المتأتية مع البعد الكولونيالي أو الاحتلال أو القوى العظمى، فتميل إلى العبارات التقنية المهيبة، أو المصطلحات الطبيعية التي تُغلف الحرب بأقنعة "التحرير" أو "الردع"، مثل "عاصفة الصحراء" التي تصوّر الغزو كحدث طبيعي لا خيار فيه. و"الحرية الدائمة" التي توحي بأن الاحتلال هو مشروع أخلاقي، و"الرصاص المصبوب" الذي يعطي انطباعاً بالقوة المحسوبة لا الفوضى.

ومن يُسمّي أولًا، يفرض السردية. ومن يملك المصطلح، يملك التأثير النفسي الأول، والإطار العاطفي الذي يُهيمن على التغطية الإعلامية ويعيد تشكيل ردّات الفعل الجماهيرية.

تسميات الفصائل الإسلامية

لغة فصائل "المقاومة الإسلامية"، ليست مجرد ردّ فعل على القصف أو الحصار، بل منظومة لغوية مبنية على عقائد راسخة لدى الشعوب الإسلامية، فمنذ نشأة حركات المقاومة الدينية في لبنان وفلسطين، برزت البلاغة اللغوية كجزء من إستراتيجية المواجهة. لا يُطلق الاسم إلا حين يكون قادراً على التسلل إلى الذاكرة، وتحريك العاطفة، وإيجاد إحساس جماعي بالجدوى.

منذ 12 سنةً، مشينا سوا.

كنّا منبر لناس صوتها ما كان يوصل،

وكنتم أنتم جزء من هالمعركة، من هالصوت.

اليوم، الطريق أصعب من أي وقت.

وصرنا بحاجة إلكن.

بتآمنوا برصيف22؟ ساعدونا نكمل.

بعد نهاية الحرب مع إسرائيل... هل تطوي إيران راية التمدّد الإقليمي؟

الوعد الصادق والأسد الصاعد… أسماء ذات حمولة تاريخية في الحرب الإسرائيلية الإيرانية

"إسرائيل تتكلم بالعربية" و"إيران بالعربية" تكذبان… رشقات تضليل تواكب التصعيد الإسرائيلي الإيراني

الوعد الصادق… حزب الله 

هو اسم اختاره "حزب الله" لعملية أسر جنديين إسرائيليين في 2006، وقد استُلهم من خطاب لأمين عام "حزب الله" السابق حسن نصرالله، ليحمل دلالات دينية وسياسية. 

نفسياً، زرع المصطلح ثقة عميقة في جمهور الحزب: "وعدنا ووفينا". واجتماعياً، تحوّل إلى رمز دائم في الأغاني والخطب والممارسات الشعبية. أما إعلامياً، فقد شكّل لحظة إعلان تفوّق رمزي لمقاومة قادرة على الإيفاء بوعودها.

وعد الآخرة… كتائب القسام

استندت التسمية إلى مصطلح قرآني ورد في سورة الإسراء. وجاء البعد الديني فيه قوياً ليعكس الإيحاء بأن زوال الاحتلال الإسرائيلي ليس احتمالاً سياسياً بل هو وعد إلهي.

أما نفسياً، فالغرض هو بث الطمأنينة في ظل طول المعركة: فالنتيجة مضمونة كونها محالة إلى القدر بالأساس.

سيف القدس… حركة حماس 

هو الاسم -الديني بالضرورة- الذي أطلقته حركة حماس على معركة أيار/ مايو 2021، رداً على انتهاكات الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى، لذا فالمصطلح يدمج الإيمان بالقوة.

ومن الناحية الاجتماعية، تبناه المؤيدون للحركة، وفي الشعارات، واستخدمه الإعلام.

كثيراً ما يتم اعتماد التسميات الدينية للإيحاء بالدعم الإلهي، فتسمية عملية "الأسد الصاعد" الإسرائيلية مثلاً جاءت من التوراة، بينما جاءت تسميه "وعد الآخرة" لكتائب القسام من القرآن.

طوفان الأقصى… حركة حماس 

أطلق بالطبع على عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، يشير استخدام المصطلح إلى الإيحاء بـ "حدث شامل وقاهر". وربما يحيل الاسم إلى الطوفان العقابي في قصة النبي نوح.

كما أن ارتباط الاسم بالمسجد الأقصى، القبلة الثالثة للمسلمين، يحمل البعد المطلوب لجعلها مقبولة لدى الشعوب الإسلامية، كـ "قرار جهادي بالأساس". 

الوعد الصادق 3… إيران

هو الاسم الذي أطلق على الرد الإيراني الرسمي على عملية "الأسد الصاعد" الإسرائيلية، وجاءت العملية على شكل قصف صاروخي لمواقع في العمق الإسرائيلي. 

الرقم 3 في التسمية يؤسس للاستمرارية، أي أن "الوعد" مستمر ولن يتوقف، وقد بدأ المصطلح الأول من لبنان، ثم امتد الثاني إيرانياً عام 2024 فيما قيل إنه رد على اغتيال قاسم سليماني، ليكون الرد باسم واحد من جبهتين مختلفتين.

تسميات إسرائيلية وأمريكية للحروب

في المعسكر الإسرائيلي الأمريكي، لا تُستخدم المصطلحات من أجل التعبئة الوجدانية بقدر ما تُصاغ لتبرير التدخل أو الاعتداء أمام الداخل والخارج. فهي أقرب إلى تسميات تُنتجها غرف السياسة والدعاية العسكرية لتمنح الحرب مظهراً أخلاقياً، وتُخفف وقع أثرها على المدنيين عبر تعبيرات تبدو إدارية، تقنية، أو طبيعية.

الرصاص المصبوب… إسرائيل 

هي حملة عسكرية شنتها إسرائيل ضد حركة حماس في قطاع غزة بين 2008 إلى 2009، قُتل فيها أكثر

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

شاهد الصور.. ظهور جديد للواء شلال شايع في عدن برفقة هذه الشخصية البارزة

جنوب العرب | 434 قراءة 

رئيس الحكومة اليمنية يدلي بأول تصريح له بعد عودته الى عدن

يمن فويس | 372 قراءة 

تهديد جديد لأمجد خالد بتفجير الوضع في عدن كاشفا الجهة التي تدعمه

يمن فويس | 364 قراءة 

ترامب يرفض سؤالاً حول مقتل خاشقجي.. كيف علّق محمد بن سلمان؟

الموقع بوست | 295 قراءة 

أول تحرك لبن بريك عقب وصوله إلى عدن

نيوز لاين | 260 قراءة 

عصابات خطف الأطفال تنتشر في عدة محافظات وتحذيرات لهؤلاء

كريتر سكاي | 251 قراءة 

فتاة يمنية تفر من أسرتها عقب محاولة تزويجها بالإكراه وتلجأ للمحكمة مع زميلها في الجامعة.. وهكذا كانت النهاية

المشهد اليمني | 244 قراءة 

الرباعية الدولية توجه تحذير شديد اللهجة لمجلس القيادة الرئاسي

الأمناء نت | 239 قراءة 

مصادر تكشف عن مصير غازي الأحول المسجون في صنعاء

يمن فويس | 230 قراءة 

حادث مروع ينهي حياة مغترب يمني في السعودية

المشهد اليمني | 188 قراءة