المجلس الانتقالي الجنوبي يرحّب بالتقرير الأممي: خطوة لتعزيز الرقابة ووقف الإمدادات الحو.ثية

في لحظة سياسية حاسمة في تاريخ الجنوب العربي ‘ رحًب المجلس الانتقالي الجنوبي بالتقرير الصادر عن فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة بشأن اليمن.

(650/2025/S) ‘ ويُثني على الجهود الكبيرة التي بذلها الفريق في توثيق الازمة المستمرة في اليمن ‘ ولا سيًما ما يتعلق بالإجراءات التي تواصل مليشيا الحوثي تنفيذها والتي تُقًوض الجهود الرامية الى تحقيق سلام واستقرار دائمين لشعبنا وللمنطقة ‘ وللأمن والازدهار العالميين على نطاق أوسع.

أن ترحيب المجلس بهذا القرار ‘ يعكس مدى النضج الذي توصل اليه المجلس والتزامه الثابت بالسلام العادل والمستدام ‘ واستعداده للتعاون البنًاء مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ‘ بما يحقق تطلعات الشعب الجنوبي في الامن الاستقرار والحرية ‘ وهذا يؤكد على دوره المحوري في وضع حدًا للانتهاكات والعنف التي تمارسها المليشيات الحوثية ‘ في اليمن والمنطقة لسنوات طويلة.

*المجلس الانتقالي.. حاجزًا أمام التطًرف الحوثي والتنظيمات الإرهابية:

ويؤيد المجلس الانتقالي الجنوبي بقوة توصية التقرير بشأن تسهيل استئناف صادرات النفط ‘ باعتباره أمرًا أساسيًا للتعافي الاقتصادي والاستقرار ‘ كما يُرحبً المجلس بالجهود الرامية الى تعزيز الرقابة البحرية بغية تشديد تنفيذ حظر الأسلحة ‘ وينبغي أن يكون ذلك جزءًا من جهد شامل لقطع الإمدادات عن الحوثيين وعن داعميهم ذوي النوايا العدائية ‘ بمن فيهم الحرس الثوري الإيراني (IRGC)‘ وتهيئة الظروف لعملية سياسية جديدة قائمة على عودة الدولتين.

وبحسب تصريح الخبراء والذي أشار الى إخفاق القرارات السابقة في الحد من قدرات الحوثيين ‘ وفي مقدمتها القرار 2216 الذي وصفه التقرير بأنه “غير فعال” ولم يحدث أي تأثير ملموس ‘ ويشير المجلس الانتقالي الى ضرورة مضاعفة الجهود لأنهاء التهديدات التي تشكلًها المليشيات الحوثية على الداخل والخارج مما يؤثر على استقرار المنطقة والاقليم ويُهدًد المصالح الدولية.

* انتهاكات الحوثيين .. تأكيد أممي لما كان يُحذر منه الجنوب:

أشار التقرير الأممي الى جملة من الممارسات التي تنتهجها مليشيا الحوثي ‘ منها التلقين العقائدي الممنهج ‘ والتجنيد الواسع للأطفال ‘ والتعذيب الممنهج ‘ وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية ‘ وهي ممارسات وصفها التقرير بأنها” محاولات لخلق جيل مؤدلج إيدلوجيًا يخدم مشروع الهيمنة الحوثية طويلة الأمد.

ويرى مراقبون سياسيون أن هذه الحقائق التي وثقًها التقرير الدولي تُعيد التأكيد على مصداقية الخطاب الجنوبي الذي ظلً منذُ سنوات يطالب المجتمع الدولي بالتعامل الجاد مع الخطر الحوثي باعتباره تهديدًا عابرًا للحدود وليس مجرد طرف في نزاع داخلي.

وأكد المجلس الانتقالي الجنوبي في بيانه أن ما كشفه التقرير من حقائق يُبرهن أن الجنوب اليوم يُشكًل خط الدفاع في مواجهة مشاريع التطرف الحوثي والإرهاب العابر للحدود ‘ وهو ما يفرض على المجتمع الدولي دعم الجنوب سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا ‘ باعتباره قوة استقرار أساسية في الإقليم.

*رسائل الجنوب الى الفاعلين الدوليين.. الجنوب يمتلك مشروعًا وطنيًا واضحًا ومتماسكًا:

أن المجلس الانتقالي الجنوبي ‘ من خلال مواقفه السياسية والعسكرية ‘ فرض واقعًا جديدًا يجعل أي مسار للحل السياسي مرهونًا بالاعتراف بحق الجنوب في تقرير مصيره ‘ فالتجارب السابقة ‘ من اتفاق السلم والشراكة ‘ إلى اتفاق الرياض ‘ أثبتت أن أيً تجاهل للجنوب يقود الى فشل التسويات ويُعيد الصراع الى نقطة الصفر.

وتحذيرات المجلس الانتقالي هي تعبير عن موقف سياسي ناضج يقوم على الثبات في المبادئ والمرونة في الوسائل ‘ فالمجلس الانتقالي يدعم جهود السلام ‘ وفي الوقت نفسه يرفض أيً محاولات لتذويب القضية الجنوبية في إطار حلول ترقيعيه أو مؤقته.

وتأتي هذه الرسائل لتذًكر الفاعلين الدوليين بأن الجنوب يمتلك مشروعًا وطنيًا ‘ فمشروع الدولة الجنوبية الحديثة يستند الى مرجعيات سياسية وإدارية وأمنية ‘ والى قاعدة جماهيرية واسعه اثبتت حضورها في كل المناسبات الوطنية.

ويؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي أن المرحلة الحالية تتطلب تفكيرًا جريئًا يعترف بالحقائق الميدانية والسياسية الجديدة ‘ مشيرًا إلى أن استمرار الاعتماد على قرارات فقدت فعاليتها لن يفضي إلا الى مزيد من التعقيد ‘ وأن “الجنوب اليوم بات لاعبًا محوريًا لا يمكن تجاهله في أي تسوية قادمة.

*شراكة وطنية لا تبعية:

يمضي المجلس الانتقالي في نهجه السياسي على أساس الشراكة لا التبعية ‘ مؤكدًا أن احترام الجنوب وحقوقه المشروعة هو أساس أي علاقة وطنية حقيقية.

ويُصرً المجلس على أن الجنوب يجب أن يكون شريكًا فاعلًا في القرار السياسي والعسكري والاقتصادي ‘ وأن إدارة مؤسساته وموارده حق أصيل لا يقبل التفاوض أو الالتفاف.

هذه المقاربة المتوازنة جعلت المجلس الانتقالي لاعبًا رئيسيًا في معادلة الحل السياسي في اليمن ‘ وحولت الجنوب من ملف مؤجل الى طرف فاعل يفرض شروط الحضور والاعتراف الدولي.

*الجنوب يفرض واقعًا جديدًا .. قوامه الشراكة والسيادة والكرامة الوطنية:

على الرغم من كل التحديات الاقتصادية والسياسية التي واجهها الجنوب ‘ ظلً الشعب الجنوبي متماسكًا خلف قيادته ‘ مؤمنًا بأن المجلس الانتقالي هو الممثل لتطلعاته وحقوقه التاريخية.

ويُجمع الشارع الجنوبي على أن ما تحقق حتى الآن من حضور سياسي وعسكري وإداري ‘ ما كان ليحدث لولا إرادة القيادة وثقة الجماهير التي أحبطت كل محاولات التشكيك والانقسام.

اليوم ‘ يقف الجنوب على أعتاب مرحلة جديدة من ترسيخ هويته السياسية وتكريس مؤسساته الوطنية ‘ بفضل هذا التلاحم بين القيادة والشعب.

المجلس الانتقالي الجنوبي لم يعد مجرد فاعل سياسي ‘ بل مؤسسة وطنية تقود مشروعًا تحرريًا جامعًا ‘ وتفرض واقعًا جديدًا في الجنوب العربي قوامه الشراكة والسيادة والكرامة الوطنية.

*ختام.. المجلس الانتقالي الجنوبي إرادة شعب وصناعة مستقبل:

برز المجلس الانتقالي كقوة موحدة ‘ أعادت للجنوب لحمته السياسية وأنهت عقودًا من الانقسام.

محللون أشاروا بأن المجلس الانتقالي قدًم رؤية سياسية واضحة تُجسًد تطلعات شعب الجنوب نحو استعادة دولته وتحقيق العدالة ‘ مشيرين بأنه نجح في نقل قضية الجنوب الى المحافل الإقليمية والدولية وجعلها بندًا ثابتًا في المشاورات العالمية.

في الختام ‘ وضع المجلس من ضمن أولوياته حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم استنادًا الى الإرادة الشعبية والمشروعية السياسية في مسار الجنوب ‘ باعتباره الإطار السياسي الحامل لطموحات شعبه.