الإخوان لا يقتلون بالرصاص فقط، بل يبدأون بالكلمة، حملات التحريض التي تستهدف الصحفيين ليست صدفة، بل سياسة ثابتة كلما انكشفت روايتهم وسقطت أقنعتهم، من ميدان رابعة العدوية المصرية في 2013 ومرواً في عدن عام 2019 إلى الفاشر عام 2025، تتكرر الصورة: صحفي يكشف زيفهم، فيتحول فورًا إلى هدفٍ مشروع.
في عدن، كان نبيل القعيطي شاهدًا على انهيار سردية حزب الإصلاح، الذراع الإخوانية في اليمن.
من جبهات شبوة ولحج والضالع وحضرموت، وحتى معركة عدن في أغسطس 2019، كشف نبيل بالكاميرا ما حاول الإخوان تغطيته بالدعاية، وأسقط سرديتهم وروايتهم عن "النصر الميداني" المزعوم.
حين عجزوا عن مواجهة الحقيقة، حرّضوا عليه علنًا في وسائلهم ومنصاتهم، حتى سقط شهيدًا أمام منزله،
اغتيل نبيل لأنه واجه ماكينة الكذب التي تحترف تحويل الفوضى إلى بطولة، والدم إلى دعاية.
واليوم، المشهد ذاته يتكرر في السودان.
الزميلة تسابيح مبارك وقناة سكاي نيوز عربية نقلتا الواقع من الفاشر كما هو، بعيدًا عن البروباغندا التي صنعها الإعلام الإخواني.
فاشتعلت الحملة نفسها: تشكيكٌ في الانتماء، إساءاتٌ للمهنة، وتحريضٌ صريح يعيدنا إلى الأيام التي سبقت اغتيال نبيل.
تسابيح مبارك لم تفعل أكثر من أداء واجبها، لكنها أربكت منظومةً كاملة من الأكاذيب التي بنت عليها جماعة الإخوان سرديتها الجديدة في السودان.
حضورها في الميدان كان كافيًا ليُسقط الصورة التي روّجتها المنصات المأجورة عن “بطولات” الميليشيات، وليكشف أن ما يجري في السودان ليس ثورة، بل فوضى تُدار بخيوطٍ من الخارج.
الإخوان في السودان اليوم يعيدون إنتاج خطابهم القديم في مصر واليمن .. كل صحفي لا يكرّر روايتهم يصبح خائنًا، وكل وسيلة إعلام لا تتبنّى شعاراتهم تصبح عدوًا.
لكن الزمن تغيّر، والعالم صار يرى ويُحاسب.
فالكلمة الصادقة لا تُسكتها الجيوش الإلكترونية، ولا تُرهبها التهديدات.
تسابيح مبارك ، مثل نبيل القعيطي، تمثل ضمير المهنة في مواجهة ماكينة الأكاذيب.
والتحريض ضدها ليس سوى اعترافٍ جديد بأن الحقيقة وحدها ما زالت قادرة على هزيمة الإخوان، مهما بدّلوا في الوجوه أو الميادين.
@
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news