من يدقّ الماء؟ ومن يصنع السم؟ .. قصة اليمن التي لم تُروَ بعد!

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 62 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
 من يدقّ الماء؟ ومن يصنع السم؟ .. قصة اليمن التي لم تُروَ بعد!

من يدقّ الماء؟ ومن يصنع السم؟ .. قصة اليمن التي لم تُروَ بعد!

قبل 1 دقيقة

في بلدٍ كاليمن، لا تموت الشعوب بالرصاص وحده، بل بالوهم، بالخوف، بالإيحاء الذي يزرعه صُنّاع السموم الحقيقيون في عقول الناس وقلوبهم.

نحن لا نموت لأن السم بلغ أجسادنا، بل لأن عقولنا امتلأت برعبٍ مصطنع، وصورٍ مشوّهة، وخصوماتٍ مفتعلة، ودماءٍ تُسفك على مسرحٍ كُتبت أحداثه في غرفٍ بعيدة.

هناك حكاية رمزية تختصر حال اليمنيين اليوم:

رجلان صُنّاع علاج، كلٌّ منهما تحدّى الآخر أن يصنع له سُمًّا قاتلًا.

أحدهما انشغل بصنع مكوّنات الموت الحقيقي، والآخر بدأ يدقّ الماء في “المدقّ” بقوة، حتى رجّت القرية بصوته المدوي.

لم يكن يدقّ إلا الماء، لكن صدى فعله أشاع الرعب، وأقنع غريمه أن خلف هذا الصوت قوة خارقة ومصيبة قادمة.

فجاء يوم التحدي، فشرب كلٌّ منهما ما صنعه الآخر، فمات من شرب الماء المدقوق، وبقي من شرب السم، لأن الأول مات بخوفه لا بالسم.

وهكذا نحن في اليمن، نموت كل يومٍ برعب الإيحاء. تمتلئ عقولنا بفكرة أن هذا الطرف شيطان، وأن الآخر عميل، وهذا خائن، وذاك القائد مشروع كارثة.

تسقينا وسائل الإعلام، ومنابر الأحزاب، وخطابات الكراهية على شاشات التواصل، جرعات السمّ النفسي حتى شُلّ فينا التفكير.

وكل هذا، في النهاية، يُدار من مكانٍ واحد، من عقلٍ واحد، من غرفةٍ واحدة، تتحكم بكل “اللاعبين”.

هؤلاء الذين يظهرون أعداءً في العلن، قد يجلسون في الغرف المغلقة ضاحكين، شركاء في تقسيم وطنٍ وتمزيق شعب.

العدو لم يعد من يرفع عليك السلاح فقط، بل من يضع فيك الوهم، ويزرع حولك الأسوار، ويقنعك بأنك محاصر، مهدَّد، بلا خيار.

نحن لا نحتاج إلى المزيد من الخنادق، بل إلى نوافذ نرى بها الحقيقة. نحتاج أن نسأل: من يدير مَن؟ من يقاتل مَن؟ ولماذا؟ ومن المستفيد؟

من حق هذا الشعب أن يعرف من “يُدقّ الماء” ليرعبه، ومن يصنع له السمّ الحقيقي ليموت وهو يصفّق له.

كفى عبثًا، فاليمن لا تحتمل المزيد من التجارب السامة.

يا شعبًا كان يُضرَب به المثل في الثبات، بيومٍ وليلة تصبحون شيعة، وفي اليوم التالي سُنّة، ثم جمهوريين، فإماميين،

ثم تركضون خلف الإيرانيين، وتصفقون للأتراك، وتتباهون بالخليجيين!

ما الذي أصابكم؟!

هل بعتم عقولكم في مزاد السياسة؟ أم سلّمتم قلوبكم لمن يصرخ أعلى؟

يا قوم، أنتم لستم ملعبًا لكل لاعب، ولا سلعةً في سوق المذاهب!

منذ متى صار الإيمان عندكم يتبدّل مع موجةٍ إعلامية؟

ومنذ متى صار الانتماء للوطن يُقاس بعدد التغريدات والولاءات العابرة؟

بالأمس كنتم إخوة، واليوم تتناحرون كأعداء، وغدًا — حين تُصفّى الحسابات —

ستعودون أحبابًا تتباكون على وطنٍ لم تُبقوا منه حجرًا على حجر!

أين نخوتكم؟ أين يمنكم؟

هل أصبحتم نسخًا مكررة من عقول الآخرين؟

تارةً تتكلمون بلسان طهران، وتارة بعقل أنقرة، وتارة بأموال الخليج!

يا ناس، اليمن لا يريد منكم لا تشيّعًا ولا تسنّنًا ولا جمهورًا ولا إمامة،

اليمن يريد أن تكونوا يمنيين حقيقيين فقط.

ارجعوا إلى عقولكم يا ناس!

الوطن ليس بحاجة إلى شعارات، بل إلى أفعال.

ابدأوا بإصلاح وطنكم، ومن يعمل لأجله فساندوه وسهّلوا له طريقه.

شجعوا كل مدرسة تُبنى، وكل طريق تُشق، وكل مستشفى يقوم.

لا تهاجموهم، بل ساندوهم، فالوطن لا يقوم إلا بتكاتف أبنائه.

كفى تخوينًا، وكفى مزايدات،

فالذي يحب وطنه يبرهن بعمله لا بكلامه.

اليمن لا تحتاج إلا صدقكم ووحدتكم، والباقي سيأتي من الله.

عودوا إلى يمنكم قبل أن يصبح مجرد اسمٍ في خرائط التاريخ، وقبل أن يكتب عنكم أولادكم يومًا:

"كان هنا وطن… ضاع بين الولاءات."

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

طارق صالح يغادر صمته ويتحدث لأول مرة عن احداث حضرموت والمهرة

بوابتي | 983 قراءة 

انسحاب قوات درع الوطن من الغيضة في المهرة

قناة المهرية | 873 قراءة 

خبير عسكري: أنا أعرف ما يُخطط لليمن وأين يريدون دفعها

موقع الأول | 680 قراءة 

الحوثيون يحشدون القبائل استعداداً لاجتياح الجنوب مجدداً.. والقوات الجنوبية في جاهزية قصوى وسط مطالب شعبية بإعلان الاستقلال الثاني

صحيفة ١٧ يوليو | 587 قراءة 

الكشف عن مصير بن حبريش بعد الانسحاب من منشآت النفط بحضرموت

يمن فويس | 540 قراءة 

ارتفاع غير مسبوق للدولار أمام الريال اليمني بين صنعاء وعدن

نيوز لاين | 455 قراءة 

تنظيم القاعدة يتوعد المجلس الانتقالي في حضرموت ويبدأ تنفيذ أول عملية .. والكشف عن حصيلتها

المشهد اليمني | 454 قراءة 

قوات الانتقالي تنفذ عملية أسر صادمة ضد كتيبة حكومية في غرب حضرموت

بوابتي | 448 قراءة 

مستشار إماراتي يدعو دول الخليج للاعتراف بما سمّاها "دولة الجنوب العربي"

الموقع بوست | 415 قراءة 

تطورات مفاجئة في المهرة.. وصول تعزيزات ضخمة للانتقالي وانسحاب ‘‘درع الوطن’’.. وإعلان للسلطة المحلية (فيديو)

المشهد اليمني | 413 قراءة