في خطوة تُظهر مجددًا ارتهان جماعة الحوثي للأجندة الإيرانية، وجّه ما يسمى برئيس هيئة الأركان في مليشيا الحوثي يوسف المداني، رسالة إلى كتائب القسام التابعة لحركة حماس، أعلن فيها وقوفه إلى جانب ما أسماه “المقاومة الفلسطينية”، مؤكدًا أن قواته “ستستأنف عملياتها ضد الكيان الإسرائيلي” متى ما استؤنف العدوان على غزة، وفق تعبيره.
ويرى مراقبون أن حديث المداني لا يعبّر عن تضامن وطني بقدر ما يعكس ارتباطاً سياسياً وعسكرياً مباشراً بالمحور الإيراني، الذي يستخدم القضية الفلسطينية كغطاء لتبرير أنشطته العدائية في المنطقة، وإظهار أذرعه العسكرية كقوى “ممانعة” تخدم مصالح طهران الإقليمية.
وجاءت رسالة المداني كردّ على برقية تعزية تلقاها من قيادة كتائب القسام بوفاة سلفه، المدعو محمد عبدالكريم الغماري، الذي كان أحد أبرز القيادات الحوثية المرتبطة بإيران و”حزب الله” اللبناني.
واعتبر مراقبون يمنيون أن تصريحات المداني محاولة مكشوفة لتلميع صورة الجماعة بعد تصاعد سخط شعبي واسع في الداخل اليمني بسبب ممارساتها القمعية وجرائمها بحق المواطنين، مؤكدين أن الحوثيين يسعون إلى تصدير أزمتهم الداخلية عبر شعارات المقاومة الخارجية في حين يواصلون قمع اليمنيين ونهب مقدرات الدولة.
ويؤكد هذا الموقف – بحسب مراقبين – أن الحوثيين لا يتحركون وفق مصالح اليمن أو قضيته الوطنية، بل كأداة ضمن المشروع الإيراني العابر للحدود، الذي يسعى لتوظيف الساحات العربية، من اليمن إلى لبنان وغزة، في معارك تخدم هيمنة طهران ونفوذها الإقليمي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news