وضعٌ إنساني صعبٌ للغاية يعيشه السودانيون في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في ظل تصاعد وتيرة الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتحذير الأمم المتحدة من أن المدنيين داخل المدينة يدفعون ثمنا باهظا للصراع الدائر.
ومع استمرار القتال بين طرفي الحرب، تحولت مدينة الفاشر إلى مركز لمعاناة إنسانية متفاقمة، حيث يعاني الآلاف من السكان والنازحين من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وانهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية.
وتدعو الأمم المتحدة إلى وقف الحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المدينة بشكل عاجل.
وتفرض قوات الدعم السريع حصارا مشددا على مدينة الفاشر في محاولة للسيطرة عليها وطرد عناصر الجيش منها.
وأعلنت المطابخ الجماعية التطوعية الموجودة في الفاشر، توقفها عن العمل في مجال تقديم الطعام، بسبب نفاد المواد الغذائية وتردي الأوضاع الأمنية.
وقال أحد المسؤولين عن هذه المطابخ، في حديث مع "بي بي سي"، إن توقفها عن العمل، أدى إلى "تفاقم معاناة السكان العالقين في المدينة"، مشيرا إلى أن أسعار السلع الغذائية، وصلت إلى مستويات قياسية، وذلك حال توافرها من الأصل.
وأفادت تقارير الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 600,000 شخص – نصفهم أطفال – من الفاشر والمخيمات المحيطة قد نزحوا عن المدينة في الأشهر الأخيرة.
وأشارت التقارير ذاتها إلى أن أعداد المدنيين داخل المدينة الآن، تقدَّر بنحو "260,000 مدني، من بينهم 130,000 طفل، ما زالوا عالقين في ظروف يائسة، ومقطوعين عن المساعدات".ويعاني أهل الفاشر من انتشار الجوع والمرض، نتيجة الحصار المفروض على المدينة واستمرار أعمال الحرب.
وتمكن الجيش السوداني خلال الأشهر الماضية من تحقيق مكاسب عسكرية على الأرض، إذ استعاد السيطرة بشكل كامل على العاصمة الخرطوم، فضلا عن تمكنه من استعادة مناطق حيوية في شمال ووسط البلاد. إلا أن قوات الدعم السريع لا تزال تُسيطر على أنحاء واسعة من جنوب السودان، إضافة إلى معظم إقليم دارفور، في غرب البلاد.
ويعيش السودان أكبر أزمة نزوح في العالم بعد أن اضطر أكثر من 11 مليون شخص للفرار من ديارهم منذ اندلاع الحرب، منهم ما يقرب من 3 ملايين شخص عبروا الحدود إلى الدول المجاورة.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى انتشار سريع لأمراض الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة الألمانية، نتيجة انهيار البنية التحتية، مع توقف عمل الأنظمة الصحية الحيوية وشبكات المواصلات وأنظمة المياه والصرف الصحي وخطوط الإمداد والإنتاج الزراعي.
وتطالب الأمم المتحدة طرفي الصراع، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بضرورة وقف الأعمال القتالية والتوافق على هدنة إنسانية لخلق فرص للحوار ودخول المساعدات الإنسانية.
ولا يمكن التحقق بدقة من أعداد القتلى في السودان، لكن تشير تقديرات بعض المنظمات الإنسانية مثل "لجنة الإنقاذ الدولية"، (وهي منظمة غير حكومية أمريكية)، إلى أن عدد القتلى قد يتجاوز حاجز 150 ألف قتيل.في "الفاشر" السودانية معاناة صامتة، إذ يعيش آلاف المدنيين حصاراً خانقاً بلا طعام وبلا دواء. في حين أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على آخر معاقل الجيش السوداني بعد حصار دام أكثر من عام.
الأمم المتحدة حذّرت من كارثة إنسانية محقّقة بسبب منع وصول المساعدات إلى أكثر من 260 ألف مدني محاصرين داخل المدينة.
الجيش السوداني اتهم الإمارات بإرسال أسلحة إلى قوات الدعم السريع، فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من "تزايد التدخلات الخارجية التي تدمّر فرص السلام".
ومنذ اندلاع الحرب في 2023 نزح أكثر من 13 مليون سوداني، ويحتاج نصف السكان إلى مساعدات غذائية.
هذا وقد برهنت ووقفت كبرى قنوات وحسابات الإعلام السعودي مع الشعب السوداني ونشر عشرات التقارير والاخبار المتتالية يومياً
كما تقف السعودية إلى جانب السودان بكل هدوء ودهاء وحِسن إدارة للملف السوداني كما عُهِدت منذ عشرات السنين ، من نقل للمساعدات و إسهامات سياسية لامحدودة
هذا وقد دعت الشؤون الإسلامية الى الوقوف مع الاخوة السودانيين وما يعانوه وقالت
تحدثوا عن السودان…
السودان يُباد في صمت!
واكدت إن ما يحدث لإخواننا في السودان ليس مجرد أزمة أو اضطراب عابر؛ إنه مأساة مستمرة منذ أكثر من عام، تقشعر لها الأبدان وتدمع لها القلوب، مجازر تُرتكب يوميًا بدون تغطية إعلامية، وكأن هذا الشعب الطيب قد أصبح بلا صوت يُسمع.
وقالت الشؤون الإسلامية إن ما يحدث في ولاية الجزيرة وغيرها من مناطق السودان ليس إلا دليلًا على إصرار ميليشيات الدعم السريع على الإبادة، رجالًا ونساءً وأطفالًا، يبادون بلا رحمة أو شفقة. إنها مجزرة جماعية تهدف لكسر هذا الشعب.
واشارت ان هذه الميليشيات المجرمة التي تدنس أرض السودان بدعم خارجي من دولة الإمارات، أيضًا تهين الشيوخ، يمسكون بشعرهم ويشدون لحاهم، يهدرون كرامتهم بلا أدنى رحمة.
وفي الاخير سألت الله وقالت نسألك يا الله، يا قوي يا جبار، أن تنتقم من عصابات الظلم هذه، وأن ترد كيدهم في نحورهم، وأن تحفظ أهل السودان من شرورهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news