قبل أن أنام
أعدّ أحبابي،
لا كما تعدّ النعم،
بل كما يحصي الجندي طلقاته الأخيرة
في ليلٍ ليس مضموناً صباحه.
أتذكرهم واحداً واحداً،
أمسح الغبار عن صورهم
في ذاكرتي،
وأهمس:
يا رب.. دع هذا الليل يمرّ،
ولا تأخذ أحداً منهم
وأنا نائم.
قبل أن أنام،
أُخبئ كل من أحب
في دعاءٍ بلا ترتيب،
وأقول لله:
“احفظهم كلهم يا إلهي…
فأنا لم أعد أحتمل النقص
حتى في الحلم.
هل تعرف هذا الشعور؟
أن تقبّل يد أمك قبل النوم
مفجوع.. كأنك تودعها بصوت خافت!
وأن تنظر في ضحكة أخيك
بخوف.. كأنك توثّقها في الذاكرة
قبل أن تغادر فجأة!
أو أن تتفحص وجه زوجتك وطفلك النائمون
بحزنٍ.. على فزعهم عند رأسك البارد صباح الغد!
صرتُ أرتجفُ
حين أسمع إشعاراً للهاتف في منتصف الحلم،
فأفتحهُ كأنني قد أفتح باب المستشفى
أو تابوتاً من الكلمات المريرة.
في هذا الزمن
لا ننام،
بل نغلق أعيننا على أملٍ
ألا نستيقظ صباحاً وقد نقص أحدُنا.
الفقدُ صار كل يوم إحتمال دائم،
والحب
صار مشياً حافياً،
في شارع مفخخ بالوداع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news