اليمن الاتحادي/ متابعة خاصة:
تتصاعد التحركات الحوثية في محافظة صعدة، خصوصا في منطقة الرقو القريبة من الحدود السعودية، حيث تشير مصادر ميدانية إلى تجمعات كبيرة للمهاجرين الأفارقة يجري تنظيمهم وإيواؤهم في مستوطنات مؤقتة بإشراف مباشر من قيادات حوثية.
وبينما زعمت المليشيا أن طيرانًا مسيّرًا مجهولًا قصف مواقعها في صعدة أمس الاحد، تكشف المعطيات أن الجماعة تستغل حالة الفوضى الأمنية لتوسيع حضور المهاجرين الأفارقة في مناطق سيطرتها، في تحرك يحمل أبعادًا تتجاوز الطابع الإنساني إلى الاستخدام العسكري والسياسي.
تواطؤ ودوافع خفية
منطقة الرقو الواقعة تحت سيطرة الحوثيين تحولت خلال الأشهر الأخيرة إلى مركز تجميع رئيسي للأفارقة القادمين من القرن الإفريقي، حيث يتم توزيعهم على مواقع متعددة قرب الحدود، وسط تواطؤ واضح ودوافع خفية للجماعة التي يُعتقد أنها تسعى لاستثمارهم في أعمال التهريب والتجنيد القتالي أو كغطاء لتحركاتها العسكرية على الخط الحدودي.
وكشفت مصادر ميدانية أن الحوثيين يقدمون تسهيلات لوجستية للمهاجرين، ويوفرون لهم المأوى مقابل ولاءات محددة أو خدمات أمنية، مشيرة إلى أن بعض تلك المجموعات تمارس أنشطة خطيرة تشمل التسلل، والرصد، وقطع الطرق والابتزاز المسلح بحق المواطنين.
وأضافت المصادر أن المليشيا توفر الحماية لهؤلاء العناصر، بل وتستفيد منهم في التحشيد القتالي، عبر استقطاب بعضهم للقتال في صفوفها مقابل المال أو الحماية، مؤكدة أن هذا الدعم المنهجي للمهاجرين يعكس سياسة حوثية تهدف إلى خلق توازنات سكانية وأمنية جديدة في المناطق الحدودية.
مشهد خطير في تمدده
بهذا التحرك، تتحول مناطق شمال اليمن إلى قرى أفريقية شبه مغلقة يعيش فيها المهاجرون بلا هوية قانونية، يبنون مساكن من الطين والصفيح، ويُعاملون كأنهم جزء من النسيج المحلي. في المقابل، تتعمد المليشيا تجاهل هذا الواقع بل وتوظيفه سياسياً وأمنياً، في حين تتوسع الظاهرة جنوباً لتشمل محافظات أخرى مثل حجة، الجوف، إب، والبيضاء.
وأكد شهود عيان أن الوضع الميداني يزداد خطورة مع تزايد أعداد المهاجرين وولادة مئات الأطفال منهم يومياً، ما يجعل السيطرة على الفوضى شبه مستحيلة، محذرين من أن استمرار هذا التمدد يهدد بخلق واقع ديموغرافي جديد في الشمال اليمني.
قنبلة أمنية موقوتة
هذا المشهد لا يمكن اعتباره مجرد “هجرة غير شرعية”، بل قنبلة بشرية وأمنية موقوتة، فانتشار جماعات بلا هوية ولا رقابة في بيئة مضطربة سياسيًا يفتح الباب أمام أخطر أشكال الاستغلال والتجنيد، ويهدد الأمن القومي والسكاني لليمن على المدى الطويل.
وبينما تواصل مليشيا الحوثي تبرير ممارساتها بادعاءات إنسانية، تتكشف الحقيقة على الأرض: الأفارقة في مناطق سيطرتها يُستخدمون كأداة ضغط ومورد بشري في مشروعها الحربي، فيما يقف المجتمع الدولي عاجزًا عن التعامل مع هذا الملف المعقد الذي يجمع بين الهجرة، والتهريب، والتوظيف العسكري.
  
  تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية  عبر  Google news