تشكل الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية الإرهابية سببًا مخيفًا لتفاقم الأعباء المعيشية، بما في ذلك أزمة الجوع المستشرية على صعيد واسع.
بيانات إغاثية حديثة أظهرت أنه عند إقدام الميشيات الحوثية على إغلاق مكاتب الأمم المتحدة في مناطق سيطرتهم قبل نحو شهرين، كان ثلثا السكان غير قادرين على توفير احتياجاتهم الغذائية.
وقيّد نصف الأسر استهلاك الغذاء لدى البالغين لإعطاء الأولوية للأطفال بحسب هذه البيانات.
وبعد مرور شهرين على تعليق توزيع المساعدات في تلك المناطق، أكّد برنامج الأغذية العالمي أنه في سبتمبر الماضي عانى نحو 61 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع عدم القدرة على تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية.
وأفاد مؤشر الجوع العالمي لعام 2025 بأنّ مستويات الجوع في البلاد لا تزال تُنذر بالخطر، وأن البلاد مرشحة للبقاء ضمن فئة الدول المثيرة للقلق للغاية.
ويذكر تقرير برنامج الأغذية العالمي، أنّ الوكالات الإنسانية العاملة في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية تُواجه تحديات شاقة في بيئة العمل، إذ جرى إيقاف جميع أنشطة البرنامج في مناطق سيطرة المليشيات، بداية من 31 أغسطس الماضي.
وتؤكد البيانات أنَّ جميع المحافظات لا تزال فوق عتبة مرتفعة للغاية لسوء استهلاك الغذاء، أي أكثر من 20 في المائة.
وسُجّلت الذروة في محافظات البيضاء ولحج وريمة والضالع والجوف بنسبة تراوحت بين 43 و48 في المائة، ومعظمها تقع تحت سيطرة الحوثيين.
وذكرت البيانات أنَّ نصف الأسر في عموم البلاد قيّدت استهلاك البالغين من الغذاء لإعطاء الأولوية للأطفال.
وأكّدت أن النازحين داخليًّا يُعدّون من أكثر الفئات ضعفاً، ولا سيّما أولئك المقيمين في المخيمات، إذ أفاد 42% منهم بمعاناتهم من الجوع بدرجات تتراوح بين المتوسطة والشديدة.
أزمة الجوع في البلاد تفاقمت على نحو غير مسبوق، لتتحول إلى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، في ظل واقع مأساوي فرضته الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية منذ صيف 2014.
ودفعت سياسات وممارسات المليشيات الحوثية البلاد إلى الانهيار الشامل، حيث انهارت منظومات الإنتاج والمعيشة، وتراجعت القدرة الشرائية للمواطنين إلى أدنى مستوياتها.
واستخدمت المليشيات الحوثية سلاح التجويع كأداة حرب، فنهبت المساعدات، وفرضت الجبايات، وحاصرت المدن، ما جعل ملايين السكان يواجهون خطر المجاعة دون أفق للإنقاذ.
ومع سيطرة المليشيات الحوثية على الموارد وموانئ الإغاثة، تحولت المساعدات الإنسانية إلى وسيلة ابتزاز سياسي واقتصادي، تعمّق مأساة الفقراء بدل أن تخففها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news