كي يتمكن من تجاوز مجلس الشيوخ الذي وقف أمامه تحمس نيرون لتدمير روما واحراقها ثم إعادة بناءها من جديد كما في مخيّلته ، فأرسل الرجال علنًا لإشعال النار في أرجاء المدينة. وشوهد نيرون من برج ماكنس على تلة اسكيلين وهو يغني مسرورا بمشهد المدينة وهي تحترق أمامه ، فصار نيرون مضربا للمثل في هدم مدينته بمن فيها للتخلص من منافسيه والقضاء عليهم ليفنوا جميعا ثم يعيد بناؤها من جديد بدونهم .
التدمير النيروني للمدن فعله الكثيرون وبصيغة يتهد المعبد علي وعلى اعدائي ومنهم الرئيس اليمني المقتول علي عبدالله صالح حين نازعه حزب الإصلاح في الحكم وطالبوه بالرحيل في العام ٢٠١١م ، فقال من يرحل ..؟ يتهد المعبد علي وعلى اعدائي !! فهدم المعبد بأركان نظامه وجيشه وأمنه واقتصاده ومصير شعبه وسلم حطامه لجماعة الحوثي نكاية بخصومه ، فماذا استفاد .. ؟ مالبث أشهر معدودة يغازلهم فلم يستسيغوا شراكته ويامنوها فقتلوه ، وكان مصيره وهو يرقص على رؤوس الأفاعي يموت بعضة افعى.
مات صالح مقتولا على يد الحوثيين حلفاؤه في هدم المعبد لياتي على انقاضه عبدالملك الحوثي زعيم الانقلابيين ويستنسخ التجربة النيرونية في حرق روما ويحرق اليمن بمن عليها ، وهو يدعي انه يدافع عن مقدسات المسلمين ونصرة أهل غزة ، يهدد اليمن ودول الجوار بمسيرات وصواريخ بالستية والغام بحرية يستعرض بها لتاتي الاساطيل وحاملات الطائرات الأمريكية والغربية وتفرض حصارا بحريا وجويا على اليمن والمنطقة ويحولها إلى ساحة للصراع الدولي ، وهو يجاهر بأن مقصده كان لمنع السفن الاسرائيلية والأمريكية والسفن الداعمة للكيان الصهيوني وفي الحقيقة ، هي الوحيدة من تتحرك بمرونة تامة من وإلى الكيان الصهيوني متسببا بإغلاق المنفدين على اليمن ومصر في باب المندب وقناة السويس.
اليوم وبعد ايقاف حرب غزة يعود الحوثي ليلوح بالحرب وغزو الجنوب مجددا تارة لتحرير المحافظات الجنوبية المحتلة وتارة بغرض التصدي للقوى الصهيونية والأمريكية المتواجدة في الجنوب بحسب ادعاءته الكاذبة.
يعلم الحوثي عام اليقين أنه لاطائل له من العودة إلى الجنوب بوجود القوات المسلحة النظامية والمدربة المحترفة ويعتبرها مراقبون مغامرة مجنونة عواقبها وخيمة وسلوك نيروني مدمر ، جواب القوات الجنوبية مع عناصره المتسللة في بعض الجبهات سواء في الحد يافع أو الضالع كان فوريا ، فحال جماعة الحوثي حال اليهود مع غزة يلحقون الأذى بالناس الامنين في بيوتهم أطفالا ونساءا وشيوخا أبرياء وتدمير بيوتهم وإحراق مزارعهم ومواشيهم بينما عناصره المسلحة في الخطوط الأمامية يتم ترحيلهم من الدنيا كلما اقتربوا من حدود الجنوب وفي كل الجبهات.
اليوم الحوثي يدمر المعبد ويحرق اليمن يهرب الى الجنوب منتحرا بحشده الآلاف من الضحايا المغرر بهم إلى حتفهم ويقترب من نهاية مشروعه الطائفي ويسارع في خطته النيرونية باستدعاء الغرب الذي يدك من بعيد ويدمر البنية التحتية اليمنية بعنف واجرام ، وحال تهوره أكثر وأكثر ستستخدم امريكا وبريطانيا معه المسح السجادي للارض اليمنية بحثا عن المخفيين عن أنظار شعبهم قبل خصومهم داخل الكهوف والمغارات.
اليمن اليوم تدمر وستدمر شبرا شبرا وستعود إلى غياهب التاريخ دولة متخلفة بلا بنية تحتية ولا مظهر حضاري ينتشي فيها الحوثي بانجازاته العظيمة أنه حارب القوى العظمى في العالم امريكا وبريطانيا الذين أتوا إلى المنطقة ليحمون اسرائيل خوفا عليها من نيران الحوثي وهو يتناسى بأن الصاروخ الذي سقط في اسرائيل وإصاب مبنى وقتل عددا من الجنود قابلته إسرائيل بتدمير موانئ ومطارات بالكامل وإحراق محطات الكهرباء ومبان سكنية ومنشآت حكومية في ساعة واحدة على الأقل
لقد دمر نيرون مدينة روما واحرقها عن بكرة أبيها ومسح كل معالمها وآثارها بالنيران الحارقة وقتل من فيها من مناوئيه وخصومه ، واعاد بناءها من جديد ، فماذا سيفعل الحوثي باليمن وهو يغامر بمصيرها ومستقبل أجيالها بخوضه حربا مفتوحة ضد الجميع ، حربا حاصر فيها شعبه وجيرانه عطل فيها مهام الدولة وواجبات الحكومة تجاه الشعب ، أفقر فيها الأسر وقطع الرواتب وحول الخدمات إلى استثمارات تجارية نشر المشرفين والمليشيات لتجبي الاتاوات والتبرعات من الفقراء قبل الأغنياء ليفرض على الشعب تجويعا تاريخيا لم يمر به اليمن من قبل
سنوات عشر من الخراب والدمار والموت بانتظار ساعة نيرون التي سيعلن فيها الحوثي عن قتل السلام وأحياء الحرب الشاملة من جديد وإحراق صنعاء والحديدة بمن فيها حتى لا يصل إليها جيش التحرير إذا انطلق بقوة ومصداقية.
  
  تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية  عبر  Google news