يمن إيكو|أخبار:
تتعرض الثروات الطبيعية والمعادن النادرة في محافظة أبين جنوب اليمن، والتي تعد واحدة من أغنى المناطق بهذه الموارد والمعادن، إلى النهب والاستغلال منذ سنوات، على يد قوى خارجية تواصل استنزافها بعيداً عن أي اهتمام بمصالح سكانها. وتحديداً منذ تدخل الإمارات ضمن التحالف في عام 2015، تحولت أبين إلى ساحة عمليات نهب منظمة تطال معادنها الثمينة وأحجارها الكريمة، وفق تقرير نشرته منصة أبناء أبين وشبوة في صفحتها على فيسبوك، ورصده “يمن إيكو”.
وذكر التقرير أنه في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، بدأت محاولات لاستخراج المعادن في أبين عبر بعثة جيولوجية سوفيتية، بالتعاون مع ما كان يسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. ومع أن هذه المحاولات كانت محدودة، إلا أنها أكدت الإمكانيات الضخمة التي تتمتع بها جبال أبين، التي تمتد على مساحات شاسعة وتحتوي على ثروات يمكن أن تكون محوراً رئيسياً للاستثمار. إلا أن هذه الجهود توقفت مع انهيار العلاقة بين الاتحاد السوفيتي والدولة اليمنية في ذلك الوقت.
وقال إنه مع الوحدة اليمنية في 1990، كان يُنتظر أن تتحرك الدولة للاستفادة من هذه الثروات الهائلة، لكن على مدار العقود التالية، شهدت أبين تهميشاً واضحاً، ولم تُسجل أي مشاريع كبيرة تهدف لاستثمار مواردها المعدنية. وعوضاً عن ذلك، بدأت تظهر في السنوات الأخيرة ممارسات غير قانونية، تمثلت في عمليات نهب عشوائي واستغلال للمعادن والأحجار الكريمة في بعض مناطق المحافظة.
وأضاف التقرير أنه منذ 2015، ومع دخول الإمارات إلى المشهد اليمني، تفاقمت هذه الممارسات بشكل غير قانوني. حيث أشارت تقارير موثوقة إلى أن الإمارات استغلت مواقع استراتيجية في أبين، خصوصاً في المنطقة الوسطى، التي تضم مديريات: لودر، الوضيع، ومودية. وفقاً للمصادر، فإن شبكات محلية مرتبطة بالمجلس الانتقالي والقوى العسكرية الإماراتية تقوم باستخراج المعادن والأحجار الكريمة من هذه المناطق بشكل واسع، ثم يتم نقلها إلى ميناء عدن ومنه إلى الإمارات.
وأكد أن الإمارات تمرر شحنات يومية محملة بالمعادن والأحجار الكريمة عبر نقاط أمنية تحت سيطرة ميليشيات تابعة لها، بدون أن يتم التدخل من قبل السلطات المحلية. ويعكس هذا التراخي الأمني تعاوناً أو تواطؤاً مع هذه الأنشطة غير القانونية التي تضر بالبيئة والمجتمع المحلي في أبين، وفق التقرير.
كما أوضح أن المناطق الغنية بالمعادن في أبين أصبحت هدفاً رئيسياً للإمارات، التي تسعى للاستفادة من هذه الثروات بسهولة عبر نشر ميليشياتها المحلية. وتشير بعض التقارير إلى أن مسؤولين محليين بارزين، مثل عبدالسلام حميد المقرب من عيدروس الزبيدي، يسهّلون مرور شحنات المعادن عبر النقاط الأمنية. ما يجعل عملية نهب ثروات أبين عملية معقدة تتشابك فيها المصالح السياسية والعسكرية على أعلى المستويات، حسب التقرير.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news