إيكو|متابعات:
قالت صحيفة “فايننشال تايمز” إن أسعار السلع الاستهلاكية في الولايات المتحدة تشهد ارتفاعاً متسارعاً، بسبب تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الواردات من مختلف دول العالم والتي دخلت حيز التنفيذ مؤخراً، مشيرة إلى أن الشركات كانت تتحمل الجزء الأكبر من تكلفة هذه الرسوم، لكن الآن سيتحملها المستهلك بنسبة تصل إلى 60%.
ونشرت الصحيفة، اليوم الأحد، تقريراً، رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أن “تكاليف التعريفات الجمركية بدأت في دفع أسعار السلع الاستهلاكية الأمريكية إلى الارتفاع، بدءاً من علب الحساء إلى قطع غيار السيارات”.
وأشارت الصحيفة إلى أن البيانات الرسمية للشركات تظهر “تسارع ارتفاع أسعار مجموعة متنوعة من المنتجات بعد أن باعت الشركات المخزونات وتحركت لتحويل عبء تكلفة التعريفات الجمركية إلى المستهلكين”.
ونقلت الصحيفة عن بيانات مكتب إحصاءات العمل أنه خلال الأشهر الستة المنتهية في أغسطس، ارتفعت أسعار معدات الصوت بنسبة 14%، وارتفعت أسعار الفساتين بنسبة 8%، وزادت أسعار الأدوات والأجهزة والإمدادات بنسبة 5%، مشيرة إلى أن معظم هذه السلع يتم استيرادها من الخارج.
وقال مارك ماثيوز كبير الاقتصاديين في الاتحاد الوطني لتجارة التجزئة في الولايات المتحدة: “على مدى العامين الماضيين، كان تضخم السلع حوالي الصفر، والآن بدأنا نشهد ارتفاعاً تدريجياً في تضخم أسعار السلع”.
وبحسب الصحيفة فقد سارع العديد من تجار التجزئة الأمريكيين إلى استيراد سلعهم قبل مواعيد تطبيق الرسوم الجمركية، بينما لجأ آخرون إلى حماية هوامش أرباحهم من خلال رفع أسعار سلع معينة بدون غيرها.
ولكن بحسب التقرير فإن “العديد من الشركات أصبحت أكثر وضوحاً بشأن ارتفاع الأسعار لأنها تعوض التكاليف المرتفعة للسلع المستوردة والتي تشكل ما يزيد قليلاً عن عشر الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة”.
وذكر التقرير أنه منذ أبريل، رفع كبار تجار التجزئة الأسعار على 11 من أصل 29 منتجاً من “الخط الناعم” مثل القمصان والأحذية، بالإضافة إلى 12 أو 18 من منتجات “الخط الصلب” مثل الدراجات وغسالات الصحون، وذلك إلى جانب خمسة من 16 عنصراً من السلع الرياضية، وفقاً لعينة من السلع المستوردة التي تتبعتها مجموعة (تيلسي أدفايسوري) البحثية في وول ستريت.
ونقل التقرير عن جو فيلدمان، المحلل في المجموعة، قوله: “هذا يشير لنا إلى أن التعريفات الجمركية لها تأثير وتتسبب في ارتفاع الأسعار”.
وكشف التقرير أن شركة (آشلي فرنيتشر) الأمريكية العملاقة التي تصنع الأثاث، تخطط لرفع أسعار غالبية منتجاتها بنسبة 3.5% إلى 12% اعتباراً من اليوم الأحد، وفقاً لإشعار تم إرساله للعملاء.
وقال الإشعار الصادر عن تود وانيك، الرئيس التنفيذي للشركة: “إن وضع التعريفات الجمركية الحالي خلق تحديات كبيرة، وأثر على التكاليف في قطاعنا بأكمله”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن هذا الأسبوع عن تعريفات جديدة بنسبة 25% على الأثاث المنجد، والتي ستدخل حيز التنفيذ في 14 أكتوبر الجاري.
ونقلت الصحيفة عن فيليب دانييل، الرئيس التنفيذي لشركة (أوتوزون) لتجارة قطع غيار السيارات، قوله إنه “من المرجح أن يكون هناك المزيد من ارتفاع الأسعار مع الشعور بالتأثير الكامل للرسوم الجمركية”، مضيفاً أن “العملاء سيكونون مستعدين للدفع، وإلا لن تعمل السيارات”.
وذكر التقرير أن أسعار القهوة شهدت ارتفاعاً حاداً، مع فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على البرازيل، أكبر مُصدّر للقهوة في العالم، كما أدت الرسوم الجمركية على واردات الفولاذ المصفح إلى ارتفاع أسعار علب الطعام.
ونقلت الصحيفة عن كاري أندرسون، المديرة المالية لشركة (كامبلز) لصناعة الحساء، قولها: “نحن مقيدون بمصادر توريد الصفيح. ونتيجةً لذلك، نضطر إلى دراسة بعض الزيادات الكبيرة في الأسعار”.
وبحسب الصحيفة فإن استطلاعاً أجراه معهد إدارة التوريد ونشر يوم الجمعة الماضي “أظهر مخاوف بشأن تأثير التعريفات الجمركية على الصناعات بما في ذلك خدمات الأغذية والبناء والمرافق”.
ونقل الاستطلاع عن مسؤول تنفيذي في قطاع العقارات قوله: “تستمر التعريفات الجمركية في حقن مستوى غير ضروري من عدم اليقين في مختلف أنحاء الاقتصاد الأوسع، وقد بدأت التكاليف الآن في الارتفاع مع دخول التأثير الكامل للتعريفات الجمركية حيز التنفيذ”.
ونقلت الصحيفة عن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول قوله، الأسبوع الماضي، إن “المستوردين وتجار التجزئة الأمريكيين، وليس المتسوقين، هم الذين تحملوا حتى الآن العبء الأكبر من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب”.
وبحسب ناثان شيتس، كبير الاقتصاديين العالميين في (سيتي جروب) فإن المستهلكين الأمريكيين دفعوا ما بين 30% و40% من تكلفة الرسوم الجمركية، وأن الشركات تتحمل الباقي، لكنه توقع أن ترتفع حصة المستهلكين إلى 60% في الأشهر المقبلة.
وأضاف: “نعتقد أن هناك المزيد في انتظار المستهلك”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news